مساجد تركيا... عودة للدور الثقافي والاجتماعي أيام السلطنة

مساجد تركيا... عودة للدور الثقافي والاجتماعي أيام السلطنة

21 مايو 2017
يوجد في تركيا 84684 مسجداً (أوزان كوس/فرانس برس)
+ الخط -


تسعى تركيا، مع اقتراب شهر رمضان، إلى إعطاء المساجد، مزيداً من الدور الاجتماعي والروحي المنوط بها، والمعمول به منذ أيام الدولة العثمانية، وقت كان السلطان يصدر وثيقة وقبل 15 يوماً من حلول الشهر الفضيل، ليتم الأخذ بها ومراعاة بنودها خلال رمضان، منها فتح موائد مجانية للصائمين، في صحون الجوامع والساحات العامة.

وكشف مفتي إسطنبول حسن كامل يلماز، عن اتفاقية وقعتها رئاسة الشؤون الدينية ووزارة البيئة والتخطيط العمراني التركية، تهدف إلى تقسيم المساجد إلى مجموعات بحسب مواقعها، وذلك بهدف إحياء دورها بشكل أكبر في المجتمع.

وأعلن يلماز أن التعديلات التي سيتم إجراؤها قريباً، ستقسم المساجد إلى فئات بحسب الموقع الجغرافي، مثلاً مساجد الأحياء، ومساجد الأسواق، ومساجد الميادين، ومساجد التجمعات السكنية، وأن كل مسجد سيحتوي على معايير واجب توافرها وأماكن خاصة بكل فئة من الفئات.

ولفت يلماز، خلال المؤتمر الدولي الثامن لموظفي الشؤون الدينية، في إسطنبول مطلع الشهر الجاري، إلى أن المساجد لن تصبح مكاناً للصلاة فقط، بل ستضم أيضاً أماكن يمكن للمواطنين الالتقاء والجلوس فيها، وأماكن للقراءة، مضيفاً "ستصبح المساجد أماكن يمكن للمواطن الذي يشعر بالضيق من كثرة الجلوس بين الجدران الخرسانية في الأبنية والشقق أن يذهب إليها ويلتقي أقرانه".

وعن دوافع هذا القرار، لفت يلماز إلى أن علاقة المواطنين بالمساجد تراجعت بصورة كبيرة وأصبحت تقتصر على الذهاب إليها لأداء الصلاة فقط. وأضاف: لقد قل عدد النساء اللاتي يذهبن إلى المسجد بصورة كبيرة، وستجعل التغييرات الجديدة علاقة المواطنين بالمساجد أقوى مما هي عليه اليوم.

ويقول رجل الدين التركي، خليل الطويل: أخذت المساجد في تركيا تاريخياً أدواراً اجتماعية وسياسية، لكن "الدولة العلمانية" منذ عام 1923، وفترة حكم مصطفى كمال أتاتورك، حاولت تغييب تلك الأدوار.

ويضيف خليل الطويل لـ"العربي الجديد" كان للمساجد أهمية اجتماعية تتعلق بالتعاون وحتى التثقيف من خلال دروس الدين بين الصلوات وحتى فتح أبوابها للمسافرين ومن يود الجلوس والقراءة أو حتى بحث شؤون البلاد العامة والخاصة.

ويلفت الطويل إلى أن المساجد في تركيا ومنذ حكم العدالة والتنمية نهاية عام 2002، بدأت تستعيد دورها الاجتماعي وحتى السياسي، مشيراً إلى الدور البارز للمساجد، في إفشال الانقلاب الذي ضرب تركيا في يونيو/تموز 2016، وقت ارتفعت النداءات إلى جانب التكبير للدفاع عن الدولة والوقوف بوجه الانقلابيين.

وأشار رجل الدين التركي من حي درامان في إسطنبول، إلى أن رئاسة الشؤون الدينية التركية قد بدأت ومنذ زمن، بتوسيع دور المساجد، فقد أصدرت مطلع العام الجاري خدمة "شحن كراسي المقعدين" كما تفتح المساجد للسياح وحتى للنساء ولا تلزم السائح بهيئة ولباس محدد، كما هو معمول به في معظم الدول الإسلامية.





وشهدت المساجد في تركيا، بعد إلغاء الخلافة العثمانية وإعلان الجمهورية التركية عام 1923، تضييقاً على دورها والمهام التي كانت تقوم بها، سواء الروحية أو الاجتماعية والسياسية.

وفي عام 1925 منع رفع الأذان وأداء الصلاة في أيا صوفيا، التي تعد رمزا لفتح القسطنطينية على يد السلطان محمد الفاتح. وفي نفس العام قررت الحكومة التركية الجديدة بزعامة مصطفى كمال أتاتورك تحويل القرآن الكريم إلى اللغة التركية وقراءته بها بدلا من العربية.

وتمتاز تركيا بعدد مساجدها الكبير، حيث تبلغ وفق هيئة الإحصاء، 84684 مسجداً في عموم الولايات، تتربع إسطنبول على قائمة المدن الأكثر مساجداً، ففيها 3269 مسجداً تليها قونيا ويبلغ عدد مساجدها 3115 مسجداً، ثم العاصمة 2955مسجداً، فسامسون 2674 مسجداً، كاستامونو 2601 مسجد، أنطاليا 2161 مسجداً، أوردو 2079 مسجداً، طرابزون 1994 مسجداً، ديار بكر 1968 مسجداً، إزمير 1864 مسجداً، شانلي أورفا 1849 مسجداً، مانيسا 1708 مساجد، بورصة 1689 مسجداً، باليك أسير 1669 مسجداً، أرضروم 1572 مسجداً، غيراصون 1544 مسجداً ومرسين 1526 مسجداً.