النظام السوري يحوّل الجامعات إلى أفرع للمخابرات

النظام السوري يحوّل الجامعات إلى أفرع للمخابرات

10 مايو 2017
يحاول الطلاب مواصلة الدراسة في ظروف صعبة (Getty)
+ الخط -



حوّل النظام مؤسسات التعليم في سورية عقب الثورة السورية إلى مؤسسات شبيهة بمؤسساته الأمنية، التابعة لأفرع المخابرات، وخاصة الجامعات المنتشرة في مناطق سيطرة النظام كدمشق وحمص وحماة وحلب، وذلك بهدف قمع وإيقاف الحراك السلمي للطلبة السوريين المناهضين للنظام، حيث عمّت في السنوات الأولى من الثورة مظاهرات في كثير من الجامعات، ليستعين النظام بعناصر المخابرات والطلبة المؤيدين وعناصر الشبيحة لإيقاف ذاك الحراك.

يقول رامي، وهو أحد طلاب جامعة البعث في مدينة حمص لـ"العربي الجديد" إن "النظام حوّل جامعة البعث في حمص مؤخراً إلى فرع أمني مخابراتيّ كبير، وذلك عقب محاولات لخروج عدّة مظاهرات في الجامعة، لكن هذه المحاولات باءت بالفشل لأن غالبية الطلاب من الموالين للنظام، وذلك لتواجد عدد كبير من الطلبة من مناطق حمص وريفها الموالية للأسد".

وأشار إلى أن "النظام اعتمد في الآونة الأخيرة على ما يسمى بكتائب البعث، المؤلفة من طلبة جامعيين يدرسون في الجامعات السورية، لكن النظام قام بتطويعهم في أفرع المخابرات السورية للعمل لصالحه ضمن الكليات والجامعات، تحت مسمى كتائب البعث، إضافة إلى إعطائهم كامل الصلاحيات كالبطاقات الأمنية والسلاح واللباس العسكري وحضور المحاضرات والدخول للجامعات به، علاوةً عن الراتب الشهري الذي قد يصل إلى أكثر من 100 دولار أميركي شهرياً".

بدورها قالت رغد، وهي إحدى الطالبات في جامعة البعث، إن "رئاسة جامعة البعث، وبالتنسيق مع محافظ حمص ورئاسة أفرع المخابرات في مدينة حمص، حولت كتائب البعث والطلبة الجامعيين المنتسبين لأفرع المخابرات، الوقوف على أبواب جامعة حمص الرئيسية، وعلى أبواب جميع الكليات، لتفتيش الطلبة وأخذ الهويات واعتقال الطلبة المعارضين، أو ممن هو قيد الطلب لأحد الأفرع الأمنية".

كما أن كليات جامعة حمص أصبحت أشبه بثكنة عسكرية فغالب الطلبة يرتدون اللباس العسكري المموه، وقد وضع على أكتافهم شعار كتائب البعث، مع انتشار ظاهرة حمل الأسلحة من قبل الطلبة الشبّان والإناث في حرم الجامعات، الأمر الذي انعكس على خوف الطلبة من أي احتكاك قد يحصل مع أحد عناصر كتائب البعث، ما قد يؤدي للاعتقال والضرب والإهانة كما حصل في عدة مشاجرات بين طلبة مدنيين وبين عناصر كتائب البعث، لينتهي الأمر باعتقال الطلبة المدنيين، وعدم معرفة مكانهم وفصلهم من الجامعة بقرار من وزارة التعليم العالي.

وأوضحت رغد في حديثها لـ"العربي الجديد" أن "الآلاف من الطلبة السوريين تركوا مقاعد الدراسة الجامعية من أجل ما آلت إليه الأمور في الجامعات السورية، من مستوى متدن من الاستخفاف بالطالب الجامعي، وزرع الخوف حتى في دراسته من الأمن والمخابرات، فالتعامل الفظ الذي قد تتعرض له في كل يوم أثناء دخولك وخروجك من الجامعة، والتفتيش والخوف والرعب الذي يحيط بك أثناء دوامك في كليتك، كفيل بأن يحول حياتك الجامعية لجحيم".

وقال حسن، وهو أحد المدرسين في إحدى كليات جامعة البعث، إن "إدارة الجامعات تفرض على المدرسين مراعاة طلبة كتائب البعث، وممن لديهم أقارب مسؤولون في الدولة من ناحية الدرجات ومن ناحية التغاضي عن الدوام الإلزامي والحضور، فالأستاذ المدرس أو الدكتور لا يحق له أن يغيب أي طالب من كتائب البعث عن إحدى محاضراته الجامعية، كما أن المدرّس مجبر على وضع درجة عالية تنال رضى الطالب المتطوع في كتائب البعث لكيلا يتعرض المدرّس لأي مشكلة قانونية، أو تهديد، كما حصل العام الماضي مع أحد المدرسين عندما قام أحد طلبة كتائب البعث بتوبيخه أمام جميع الطلبة".

وأضاف المدرس أن "النظام يقوم بتضييق الخناق يوماً بعد يوم على الطلبة المدنيين بهدف تطويع عدد أكبر ضمن صفوف كتائب البعث، ويعمل على ذلك روؤساء الجامعات عبر الاجتماع دورياً مع الطلبة السوريين لحضّهم على الدفاع عن الوطن من خلال التطوع في صفوف النظام، والوقوف إلى جانبه عبر كتائب البعث".

وفي جامعة حماة، يروي خالد، وهو أحد الطلبة الجامعيين، قصته عندما تشاجر مع أحد الطلبة المعروفين بموالاتهم للنظام السوري، فقام بإشهار بطاقة تحمل عضويته بكتائب البعث كجندي متطوع فيها وسط تهديده بالاعتقال، ومن ثم قام بضربه أمام الطلبة الجامعيين داخل الحرم الجامعي، فيما لم يستطع أحد الاقتراب لمنع الشجار لخوفهم من هذا الطالب المنتسب لكتائب البعث.

وقام الاتحاد الوطني لطلبة سورية، وهو التابع للنظام، بضم كتائب البعث العاملة في جيش النظام ككتائب مقاتلة في الفيلق الخامس اقتحام، تحت مسمى "لواء البعث"، حيث يقدم هذا اللواء عرضاً للطلبة الجامعيين بالخدمة فيه لمدة عام ونصف مقابل إعفائهم من الخدمة الإلزامية وإعفائهم من الاحتفاظ بهم، كما يحصل الآن مع مقاتلي جيش النظام، مع رواتب مغرية تصل إلى مئتي دولار أميركي في الشهر الواحد.







دلالات

المساهمون