الطفل وليد من حلب... شاهد على خراب مخيم النيرب

الطفل وليد من حلب... شاهد على خراب مخيم النيرب

04 ابريل 2017
يحلم الطفل أن يصبح طبيباً (الأونروا)
+ الخط -



كان الطفل الفلسطيني اللاجئ، وليد، البالغ من العمر 11 سنة، شاهداً على حجم الخراب والدمار الذي خلفه سقوط طائرة تحطمت قبل نحو سنتين داخل مخيم النيرب للاجئين الفلسطينيين، على مشارف مدينة حلب السورية التي أنهكتها المعارك.

ذاق وليد طعم اليتم بفقدان أمه، وأصيب هو وشقيقه الأصغر سناً، كما هو حال عدد آخر من الجيران والأقرباء، في مشاهد فظيعة عصية على النسيان ستترك ندوبها على حياته إلى الأبد، وستظل ناقوساً يذكر العالم بأنه من المستحيل لأحد التملق في الحديث عن الأثر الكارثي الذي تسببه الحرب على الأطفال.

وليد ترعرع في بيئة يعصف بها النزاع في الجزء الأكبر من حياته، وعلى الرغم من كل ما عاش، فإنه لم يفقد الأمل وعاد إلى مقاعد الدراسة في الصف الخامس في إحدى مدارس الأونروا، آملاً أن يصبح طبيباً.

المفوض العام لمنظمة "الأونروا"، بيير كراينبول، والذي التقى الطفل وليد وآخرين كثيرين في مخيم النيرب أكد أن العالم لا يملك أن يتجاهل محنة اللاجئين الفلسطينيين واحتياجاتهم وحقوقهم. وقال: "إنها مسألة حقوق وكرامة وإنسانية. وهي أيضاً مسألة أمن، للاجئين أنفسهم وللمنطقة ككل".

وأضاف "من شأن التغاضي عن حل إحدى أشد أزمات اللاجئين حرجاً وأكثرها استمراراً في العالم، أن يتيح لمشاعر الغضب والإحباط والاستياء أن تنمو دون رادع وأن يلقي بأسوأ ظلاله على قدرة المجتمع الدولي على إنهاء النزاعات".

 



ودعا المتحدث كل الشركاء إلى دمج وضع واحتياجات اللاجئين الفلسطينيين في سورية، وأولئك الذين نزحوا إلى لبنان والأردن، في مخططاتهم التمويلية، في الوقت الذي يقترب فيه مؤتمر سورية من الانعقاد في بروكسل.

وفي خضم المأساة السورية نزح ما يقارب 120,000 وتهجر 65 في المائة من أولئك الذين بقوا في البلد عن مساكنهم، وعانى الكثيرون منهم من التهجير عدة مرات.  

وأوضح بيير كراينبول أن وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) أبدت تصميماً كبيراً في استجابتها للنزاع منذ بدايته. ولم توقف أنشطتها أبداً ولم تسحب موظفيها من حلب في كل هذه السنوات، وأشاد بزملائه الذين صمدوا أمام المخاطر الجسيمة وأظهروا شجاعة لا حد لها لكي يكفلوا أن تصل المساعدات الغذائية والنقدية والطبية وأشكال الدعم الطارئ الأخرى إلى المجتمع المحلي.

وقال "الأمر المذهل أكثر من أي شيء آخر هو أنه، على الرغم من المخاطر والأضرار التي لحقت بالعديد من مدارسنا، لم تتعطل خدمات التعليم أبداً، وتستطيع الأونروا أن تدعي بتواضع أنها بالفعل لم تترك أحداً خلف الركب"، معترفاً أنه واجهته مطالب قوية في لقائه مع المعلمين، بأن على الأونروا أن تفعل المزيد من أجل طلبتها في حلب وفي سورية بشكل عام: فالغرف الصفية المكتظة تصعب إدارتها، والدعم النفسي-الاجتماعي للطلاب والمعلمين غير كافٍ؛ ومن المهم جداً العمل على زيادة المنح الدراسية والفرص التعليمية بعد التخرج".

وتابع "لقد وعدت وليد بأن نبدي من الطاقة والإبداع القدر ذاته الذي أبداه من الشجاعة. وأنا كلي عزيمة، أكثر من أي وقت مضى، على أن تفي الأونروا بولايتها وتكفل توفير أفضل خدمات ممكنة للاجئين الفلسطينيين".

ولم يخف أمله الكبير من أن يتخذ العالم المبادرة لضمان ألا تبقى المعونة الإنسانية هي الأفق الوحيد المتاح لوليد، بل أن تشرق في أفقه شمس مستقبل يعمه السلام حيث تحظى حقوقه بالاحترام ويتم التوصل إلى حل نهائي لمحنته.

(العربي الجديد)

المساهمون