ملك سليمان... طفلة مقدسية غيبها سجن الاحتلال قسرا

ملك سليمان... طفلة مقدسية غيبها سجن الاحتلال قسرا

29 ابريل 2017
الأسيرة ملك سليمان (فيسبوك)
+ الخط -
رغم مرور أيام عدة على حكم محكمة الاحتلال الإسرائيلي المركزية في القدس، بالسجن عشر سنوات على الطفلة المقدسية ملك محمد سليمان (17 عاما) من بلدة بيت صفافا جنوب القدس المحتلة، إلا أن الصدمة والحزن العميقين ما زالا يلازمان والدا ملك، في حين أن أشقاءها الأربعة وشقيقتها التي تصغرها لا يجدون الكلمات التي يعبرون بها.

بات على العائلة جميعها الانتظار. إما صدور قرار آخر من محكمة الاحتلال العليا بخفض سنوات سجن ملك سنتين أو ثلاث سنوات أو أن تصادق محكمة العدل العليا الإسرائيلية على قرار المحكمة المركزية، ما يعني أن أفراد العائلة جميعا مجبرون على عشر سنوات من الآن.

بنبرة حزن، تحدثت فاتن عليان، والدة ملك لـ"العربي الجديد"، عن طفلتها الصغيرة التي غابت عن البيت وعن عائلتها منذ التاسع من فبراير/ شباط من العام المنصرم، بعد أن اعتقلها جنود الاحتلال في باب العامود، أحد أبواب البلدة القديمة من القدس، وادعوا في حينه أنها حاولت طعنهم بسكين.

تقول والدة ملك: "لم تقترب منهم. لم تجرح أحدا، ولم تحاول أن تقتل، حتى روايتهم عن حيازتها سكينا هي رواية كاذبة. لماذا ألصقوا بها هذه التهمة؟".

لا تنفك الوالدة تتحدث عن شعورها بالصدمة، وتقول: "لماذا هذا الحكم الجائر؟ خدعونا حين قالوا لنا إن الحكم لن يصل إلى هذه الفترة الطويلة، إن الاستئناف لدى المحكمة العليا قد يقلص مدة السجن. كنا نتوقع ألا تزيد مدة الحكم عن ست سنوات. لكن القضاة كانوا ظالمين. لماذا فعلوا ذلك؟".



أسئلة كثيرة رددتها والدة ملك، لتذكّر بعد ذلك بأن ابنتها "كانت طالبة في مدرسة شرفات المقدسية المختلطة خسرت مدرستها وحقها في التعليم. حين اعتقلوها كانت في الصف العاشر. خسرت الصف العاشر، وكذلك الصف الحادي عشر، ولن يكون بإمكانها تقديم امتحان الثانوية العامة (التوجيهي)".

لكن الأهم بالنسبة للوالدة حالة الفراغ التي تركتها ملك بين أفراد الأسرة جميعا. حزن تركته في قلوب والديها وأشقائها الأربعة، وشقيقتها الأكثر حزنا لفراقها.

والد ملك، الذي تمالك نفسه، وهو يتحدث لـ"العربي الجديد"، عن طفلته الأسيرة، لم يخف هو الآخر صدمته. "لا يحدث مثل هذا في العالم كله"، يقول محمد سليمان والد ملك، ويكرر السؤال الذي رددته زوجته عن هذا الحكم "الجائر الظالم". ويتساءل: "لماذا لم يحكموا على قاتل شاب فلسطيني في يافا بالمؤبد أو السجن مدى الحياة رغم أنه طعن وقتل. قضاة الاحتلال اكتفوا بسجن هذا القاتل عشر سنوات فقط".

ويضيف: "قضاؤهم عنصري بامتياز حين يتعلق الأمر بالقاتل والمجرم اليهودي، أما المتهم من الفلسطينيين، حتى ولو لم يتسبب بجرح أو لم يقتل، فيحكم بالسجن سنوات طويلة، كما فعلوا مع الطفل أحمد مناصرة".

رغم نبرة الحزن والصدمة في حديثه، لم يفقد والد ملك الأمل في أن تخفض المحكمة العليا حكم السجن على ابنته إلى خمس سنوات. صحيح أنه لا يثق بقضائهم، كما يقول، لكن التهم الموجهة إلى ابنته مبالغ فيها، ولم ترتكب فعلا تستحق عليه هذا الحكم الظالم.

وتعبر الأسرة كلها عن دعمها القوي للأسرى المضربين عن الطعام حتى يحققوا مطالبهم العادلة.