لافتات مرورية في رام الله: "قف مع أسرانا"

لافتات مرورية في رام الله: "قف مع أسرانا"

28 ابريل 2017
حملة تضامن مع الأسرى بإشارات مرورية (بلدية رام الله)
+ الخط -


تستوقف المارة في عدد من شوارع مدينة رام الله وسط الضفة الغربية المحتلة، لافتات تبدو للوهلة الأولى لافتات مرورية، لكنها فكرة جديدة ابتكرتها بلدية رام الله بالتعاون مع رسام الكاريكاتير الفلسطيني محمد سباعنة، من أجل التضامن مع الأسرى المضربين عن الطعام منذ السابع من الشهر الجاري.

سبع لوحات فنية رسمها سباعنة، تخترق جدار الفعاليات الروتينية وتسجل مشهداً لم يعتد الفلسطينيون عليه من قبل. لوحات تضامن على شكل إشارات مرورية تنبه السائقين والمارة إلى ما يعانيه الأسرى المضربون وقضية الأسرى بشكل عام.
جرى تعليق 100 لوحة منها في شوارع رام الله ذات الاتجاه الواحد، وفي مركز المدينة، على أعمدة إشارات المرور بمساعدة متطوعين من "ملتقى نبض" الشبابي، وفق ما توضح مسؤولة الإعلام في بلدية رام الله، مرام طوطح، لـ"العربي الجديد"، بينما جرى تزويد اللوحات والشاشات الإعلانية الإلكترونية بلوحة عليها جسد أسير مكتوب على رئتيه كلمة "حرية".

"انتبه.. أحرار على الطريق"، و"انتبه.. أطفال في المعتقلات"، و"قف مع أسرانا"، و"إضراب عن الطعام"، و"انتبه.. سجون تنهار"، وغيرها من الشعارات التي حملتها اللافتات التي تتزين برسومات إبداعية تخترق إشارات المرور لتتناسب مع إضراب الأسرى الفلسطينيين.

تقول مرام طوطح: "ليست هذه المرة الأولى التي تنظم فيها بلدية رام الله حملات وطنية إبداعية، وستشهد الأيام المقبلة سلسلة فعاليات تضامنية مع الأسرى المضربين، منها الفنية والثقافية وغيرها من الفعاليات التضامنية الهادفة لتفعيل قضية الأسرى، وندعو بلديات فلسطينية أخرى لتعميم الفكرة لمساندة الأسرى المضربين".

وقال الرسام سباعنة، وهو أسير محرر، لـ"العربي الجديد"، إن "العمل الفني لم يستغرق الكثير من الوقت لإنجازه، فهو إعادة صياغة لشيء موجود أصلاً، والهدف منه كما هو الهدف من الإشارة المرورية، توعوي للجمهور، فتجاوز ما يحصل في السجون يماثل تجاوز ما يحصل في الشارع، في حال تغاضيك عن الإشارة المرورية قد تنتج كارثة وبالمثل تجاهل ما يجري للأسرى. حاولت أن يشكل العمل صفعة للمارة في الشوارع، وأعتقد أننا أنجزنا ما عملنا لأجله".

وبدأت الفكرة لدى الفنان الفلسطيني حينما طلبت منه بلدية رام الله تزويدها بعمل كاريكاتيري حول الأسرى، موضحاً أنه "بينما كان يقلب في أعماله السابقة وجد عملاً أعطاه فكرة تغيير الإشارات، وعرض الفكرة على البلدية ووافقوا عليها، ومن ثم بدأ العمل".

ويشير سباعنة إلى أن الحملة بدأت خلال سفره إلى الولايات المتحدة الأميركية للاحتفال بإطلاق أول كتاب له، "لكن ما وصلني من ردود أفعال كان رائعاً، أتمنى إزالة هذه الإشارات بأسرع وقت ممكن بانتهاء إضراب أسرانا منتصرين، فلا خيار سوى الانتصار".

ويضيف لـ"العربي الجديد" أن "هذا الإضراب الجماعي حدث يجب أن يبنى عليه لإعادة الاعتبار للحركة الفلسطينية الأسيرة، فالإضراب يعيد الحس الجمعي والنضال الجمعي الذي تفتقده الحركة النضالية الفلسطينية بشكل عام، كما أن القرار السياسي تجاوز هذا ولم يعد يعيره أي اهتمام، فعلى سبيل المثال مبادرة الأسرى لإنهاء الانقسام ماتت. إعادة الاعتبار للحركة الأسيرة في ظل هذا الانقسام والترهل العام تعيد كرامة وعنفوان الفلسطيني داخل وخارج سجون الاحتلال".