بيروت تحتفل بـ"أربعاء أيوب"

بيروت تحتفل بـ"أربعاء أيوب"

بيروت

العربي الجديد

العربي الجديد
27 ابريل 2017
+ الخط -
هو الأربعاء الأخير من إبريل/ نيسان. ما الذي يجعله مميزاً إذاً؟ ربما لا شيء بالنسبة إلى مناطق لبنانية وعربية أخرى، لكنّه بالنسبة للعاصمة بيروت وأبنائها مميز في كونه فرصة للتلاقي والاحتفال بذكرى تراثية فولكلورية ضاربة في التاريخ الاجتماعي للمدينة البحرية. هي "أربعاء أيوب" أو "أربعة أيوب" باللهجة المحلية.

أيوب المذكور، هو النبي أيوب المعروف بصبره الكبير، فالروايات الدينية لا سيما القرآنية والتوراتية، تضرب المثال به في الصبر على ما ابتلاه الله به من مصائب في صحته ورزقه وأولاده. مع ذلك، بقي مؤمناً بالله صابراً بانتظار الفرج، حتى باتت مقولة "يا صبر أيوب" من صميم التراث في كثير من البلدان العربية تاريخياً وحاضراً.

أما ارتباطه ببيروت فنابع من صحته العليلة بالذات، إذ تروي الحكايات الشعبية أنّه وصل من فلسطين إلى بيروت للاستشفاء فيها وفي جبل لبنان بسبب مناخهما الملائم؛ فكان ينزل إلى مياه البحر 7 مرات كلّ مرة لهذه الغاية.

تلك المياه التي سبح فيها النبي أيوب باتت اليوم ملوثة، أما شاطئ الرملة البيضاء فقضم معظمه ولم يبق غير القليل. ذلك القليل تحاول بعض الجمعيات اللبنانية من خلاله إعادة إحياء ذكرى "أربعة أيوب" التي دأب عليها البيارتة منذ زمن طويل. وبينما كان الوصول إلى الشاطئ دونه تلال من الرمال الحمراء التي كانت تميز العاصمة في الماضي، لم يتوانَ أبناؤها عن احتفالهم السنوي بشوي اللحوم وإعداد المأكولات الدسمة والحلويات لا سيّما المفتّقة، وهي صحن بيروتي يعدّ من طحينة السمسم والعقدة الصفراء (الكركم) والسكر والأرزّ بالإضافة إلى الصنوبر.

هذا الأربعاء أقيم الاحتفال مجدداً، ووصل بعض الأهالي. وفي مدينة يشكّل الأسمنت والازدحام والمركبات الكثيفة هويتها الجديدة بعيداً عن المساحات العامة التي تتضاءل شيئاً فشيئاً، يبدو الأمل صعباً في عودة كلّ شيء إلى ما كان عليه. مع ذلك، تبقى للذكرى نكهتها، ولبيروت مكانتها التاريخية والحاضرة، وللبيارتة شغفهم الخاص بتراثهم.

دلالات

ذات صلة

الصورة
بات شغوفاً بعمله (العربي الجديد)

مجتمع

أراد ابن جنوب لبنان محمد نعمان نصيف التغلب على الوجع الذي سببته قذائف وشظايا العدو الإسرائيلي على مدى أعوام طويلة فحولها إلى تحف فنية.
الصورة
وقفة تضامن مع جنوب أفريقيا في لبنان 1 (سارة مطر)

مجتمع

على وقع هتافات مناصرة للقضية الفلسطينية ومندّدة بحرب الإبادة التي تشنّها قوات الاحتلال الإسرائيلي على غزة، كانت وقفة أمام قنصلية جنوب أفريقيا في بيروت.
الصورة
تضررت مخيمات النازحين السوريين في لبنان من الأمطار الغزيرة (فيسبوك/الدفاع المدني)

مجتمع

أغرقت الأمطار التي يشهدها لبنان والتي اشتدت أول من أمس (السبت)، العديد من مخيمات اللاجئين السوريين في لبنان، لا سيما تلك الواقعة في المناطق المنخفضة.
الصورة
اغتيال صالح العاروري في ضاحية بيروت الجنوبية

سياسة

وقع، اليوم الثلاثاء، انفجار في ضاحية بيروت الجنوبية، ليُعلن لاحقًا اغتيال القيادي في حركة "حماس" صالح العاروري واثنين من قادة كتائب عز الدين القسّام.