عنصرية ضد السود في الهند

عنصرية ضد السود في الهند

24 ابريل 2017
يتضامن البعض مع الطلاب الأفارقة (مانجوناث كيران/فرانس برس)
+ الخط -
سلّطت سلسلة من أحداث العنف الأخيرة ضدّ طلاب أفارقة، الضوء على العنصرية في الهند. هذه الأحداث سجلت إدانة واسعة في البلاد، بحسب موقع "آسيا كولينغ". لكن، بالرغم من الإدانات، ما زالت البلاد تتردد في الاعتراف بتعمق ثقافة العنصرية فيها.

أحد تلك الأحداث جرى تصويره بالفيديو ونشره، إذ ظهر في المقطع شاب نيجيري في أحد مولات ضواحي دلهي يتلقى ركلات ولكمات من مهاجمين هنود، لم يكتفوا بذلك، بل ضربوه أيضاً بالكراسي والأدوات الحادة والحجارة.

الضحية الذي نقل بعد الحادث إلى المستشفى وأجريت له إسعافات عاجلة لمعالجة الجروح والرضوض في رأسه وصدره وظهره وذراعيه ورجليه، هو الطالب النيجيري إنديورانس آمالاوا (21 عاماً).

تمكن آمالاوا من التعافي سريعاً، أو على الأقل الخروج من المستشفى، لكنّه لم يتعافَ بعد من الصدمة. يتذكر أنّه دخل إلى المول مع شقيقه من أجل شراء ملابس وتناول الطعام، لكنّ كلّ شيء تغيّر فجأة: "تلقيت رسالة أنّ أشخاصاً يهاجمون السود، وبالتالي علينا أن نغادر المكان فوراً". يقول شقيقه بريشاس: "خرجنا وأوقفنا عربة، لكنّ أحداً لم يساعدنا. بعدها رأينا مجموعة كبيرة من الهنود، ربما 500 شخص أو أكثر يحملون العصيّ والحجارة يصرخون. أخبرت أخي أنّ علينا أن نطلب المساعدة". مع ذلك، لم يجدِ ذلك بشيء، إذ تجاهلتهم الشرطة وتجاهلهم المواطنون.

يتابع بريشاس: "دخلنا متجراً، وتوسلنا إلى الناس من أجل حمايتنا، لكنهم دفعونا إلى الخارج. وبينما هم يخرجوننا كان المهاجمون قد وصلوا وبدؤوا في ضرب الزجاج بالطوب ثم فتحوا الباب. كنا وحدنا فضربونا بكلّ شيء معهم". لم يتوقف المهاجمون حتى فقد الشقيقان وعيهما وظنوا أنّهما ماتا.

الهجوم وقع في إطار موجة غضب محلية بعد وفاة صبي مراهق بجرعة مخدرات زائدة كما أشيع. ويتهم السكان المحليون، مثل مانوج كومار، الطلاب الأفارقة بتجارة المخدرات، ويحمّلونهم مسؤولية موت المراهق. كومار مقتنع أنّ "هؤلاء النيجيريين يقومون بهذه الأمور طوال الوقت... لقد سئمنا منهم. يوقفون سياراتهم في منتصف الطريق ويشربون الكحول ويرقصون ويصنعون الكثير من الجلبة. وإذا اعترض شخص على ذلك افتعلوا شجاراً معه واعتدوا عليه. بالإضافة إلى كلّ شيء، هم يوزعون المخدرات ويقودون شبابنا إلى سكة الضلال".

يذكر أنّ ما لا يقل عن سبعة طلاب أفارقة استهدفوا في هذه الهجمات، أوائل الشهر الجاري، علماً أنّ في الهند نحو 30 ألف طالب أفريقي. وهو ما يدفع رئيس جمعية الطلاب الأفارقة في الهند، صموئيل جاك، إلى التعبير عن خوفهم وانتظارهم العودة إلى وطنهم: "لم نعد نشعر بالأمان هنا".

(العربي الجديد)

دلالات

المساهمون