طلاب سقطرى خارجها

طلاب سقطرى خارجها

23 ابريل 2017
اضطروا إلى السفر للدراسة (محمد حمود/ الأناضول)
+ الخط -
يضطرّ عدد كبير من خرّيجي الثانوية العامة في جزيرة سقطرى اليمنيّة إلى مغادرتها، بهدف الالتحاق بالجامعات، بسبب عدم وجود تخصّصات متنوّعة في الجزيرة، التي تضم كليّتين فقط. ولا توجد جامعة مستقلّة في سقطرى، بل كليّة تربية تتبع جامعة حضرموت وتضم أربعة أقسام، هي الاجتماع، والدراسات الإسلامية، واللغة العربية، واللغة الإنكليزيّة. ولا يتجاوز عدد الطلّاب فيها الـ 400. وتوجد أيضاً كليّة المجتمع، التي تمنح دبلوماً في المحاسبة والحاسوب، ويقدر عدد طلابها بـ 120.

عيسى أحمد هو أحد الطلّاب الذين غادروا الجزيرة بهدف متابعة دراسته في جامعة عدن (جنوب)، وقد اختار تخصّص الكيمياء. اتّخذ قراره بمغادرة الجزيرة التي ولد ونشأ فيها، بهدف الدراسة في جامعة عدن على حسابه الخاص. يقول لـ "العربي الجديد": "يتحمّل طلاب سقطرى كامل تكاليف الدراسة في جامعات ومعاهد عدن، من سفر ودراسة وسكن وغيرها. حتى الطلاب الذين حصلوا على منح دراسيّة، فقد توقفت مستحقّاتهم الماليّة بسبب الحرب". ويصف ظروف طلاب سقطرى في عدن بـ "السيئة للغاية" في ظل عدم اهتمام الدولة بهم. يزور عيسى أسرته نهاية كلّ فصل دراسي، رغم التكاليف الباهظة التي يتكبّدها بسبب السفر إلى الجزيرة، جوّاً أو بحراً. ويقدر عيسى عدد طلّاب سقطرى في عدن بأكثر من مائة، يتوزّعون على مختلف جامعاتها ومعاهدها.

لا يختلف وضع سعد الختناني عن وضع عيسى، الذي غادر مسقط رأسه للالتحاق بكليّة الطبّ في جامعة حضرموت. يقول: "لا توجد كليّة لتدريس الطب في سقطرى. لذلك، كان لا بدّ من مغادرة الجزيرة للدراسة رغم المشقة التي نعاني منها"، مشيراً إلى أنّه لم يزر الجزيرة منذ نحو 14 شهراً بسبب ارتفاع أسعار تذاكر الطائرات، والمخاطر المحتملة في حال السفر بحراً".

ويقول الختناني لـ "العربي الجديد": "بسبب التكاليف الباهظة التي نتحمّلها للدراسة خارج الجزيرة، نشعر أنّنا ندرس خارج البلاد"، لافتاً إلى مناشدة الجهات الحكوميّة لدعم طلاب سقطرى في محافظات أخرى، من دون استجابة. يضيف: "طالبنا الحكومة بتخفيض كلفة التذاكر، إلّا أنّ محاولاتنا باءت بالفشل". يشير إلى أنّ الحكومة اليمنية أمّنت سفينة حديثة اسمها ميد دريم، لنقل المسافرين من وإلى الجزيرة، بعد غرق سفينة ركاب قبالة ساحل سقطرى في ديسمبر/ كانون الأول الماضي، بعدما كان السفر إلى الجزيرة محفوفاً بالمخاطر".

ويوضح رئيس اتحاد طلّاب كلية التربية في محافظة جزيرة سقطرى، سعيد صالح، أنّ محدوديّة الخيارات في الجزيرة، وعدم وجود فرص عمل، دفع عدداً من الشباب إلى مغادرتها والسفر إلى محافظة حضرموت أو عدن للدراسة، "بحثاً عن تخصصات أخرى غير متوفرة في الجزيرة. إلّا أن تكاليف السفر ومصاريف الدراسة تشكل تحدياً أمامهم". ويطالب الحكومة الشرعية الاهتمام بقطاع التعليم الأكاديمي، وإنشاء جامعة خاصة في سقطرى لإنهاء معاناة أبناء الجزيرة.

إلى ذلك، تكفّل رجل الأعمال الحضرمي عبدالله بقشان في إنشاء مساكن لطلاب سُقطرى في حضرموت فقط، ودعم الطلاب بتذاكر سفر بهدف التخفيف من معاناتهم.

ويفضّل طلاب سقطرى السفر جواً، بسبب السفن المتهالكة والحوادث المتكرّرة. لكن مع بداية العام الحالي، وبعدما وفّرت الحكومة الشرعيّة وسائل نقل بحرية حديثة (سفينة ميد دريم)، بدأ الطلاب يسافرون بحراً.

إلى ذلك، يؤكد عميد كلية التربية في محافظة سقطرى، عبد الكريم رعدان، أنّ القائمين على المحافظة يعملون حالياً على تأسيس جامعة في حضرموت، مشيراً إلى تشكيل لجنة العام الماضي برئاسة محافظ الجزيرة وعضويته وثلاثة آخرين من أعضاء هئية التدريس ووكيل المحافظة، بهدف إعداد دراسة أولية. ويقول لـ "العربي الجديد" إن اللجنة وضعت رؤية متكاملة لبناء جامعة تضم أربع كليات مبدئياً. ومن المقرر أن يبدأ عمل اللجنة خلال الفترة المقبلة لمتابعة عمل السلطات المحلية والحكومة، لإصدار قرار في إنشاء الجامعة.

ويلفت رعدان إلى أنّ كليّة التربية في الجزيرة لا تملك موازنة تشغيلية منذ نحو عامين، عدا عن وجود حقوق لهيئة التدريس، وعدم تسديد بدلات الإيجار منذ 12 شهراً. يضيف أنه في الوقت الحالي يحصل الموظفون على رواتبهم الأساسية فقط، عازياً السبب إلى مطالبة جامعة حضرموت السلطات في محافظة سقطرى بتحمل كامل نفقات الكلية، لأنّها تتبع سقطرى من الناحية الإدارية وليس حضرموت.

ويوضح عميد الكلية أنّ الحكومة رصدت ميزانية للكلية في اجتماع لمجلس الوزراء قبل أربعة أشهر، من دون أن تحصل الجامعة على أي شيء.

المساهمون