معبر العروبة... نافذة نجاة محاصري مخيم اليرموك بسورية

معبر العروبة... نافذة نجاة محاصري مخيم اليرموك بسورية

20 ابريل 2017
تلاميذ من مخيم اليرموك في مدرسة يلدا (العربي الجديد)
+ الخط -


بعد خمسة أيام على إغلاق حاجز العروبة الفاصل بين مخيم اليرموك للاجئين الفلسطينيين وبلدة يلدا جنوب دمشق، قامت الفصائل المسلحة المسيطرة على المنطقة أمس الأربعاء، بإعادة فتح المعبر الإنساني مجدداً بعد توقيع اتفاق يقضي بتحييد المعبر عن الصراع، وهو ما سمح لطلاب المخيم بالالتحاق بمدارسهم في يلدا وللمدنيين المحاصرين بالحصول على الغذاء والأدوية.


ويعد الطريق الواصل إلى يلدا المنفذ الوحيد لأهالي مخيم اليرموك الذي يسيطر على معظمه تنظيم الدولة الإسلامية "داعش"، وتحاصره قوات النظام، ويقطنه ما يزيد على 7 آلاف لاجئ فلسطيني، إلا أنه طريق محفوف بالمخاطر، فعدا عن إغلاقه المتكرر عقب كل اشتباك، يتعرض كثير من عابريه إلى القنص.

يوضح كمال، وهو أحد أبناء مخيم اليرموك ويعيش في يلدا: "يتم إغلاق الحاجز بعد كل اشتباك بين الأطراف المتنازعة في المنطقة، فيدفع المدنيون الثمن، تعيش يلدا حالة هدنة مع قوات النظام لذا تتوفر فيها المواد الغذائية الأساسية، وإن كانت بأسعار مرتفعة، لكنها المصدر الوحيد للغذاء والدواء بالنسبة لأهالي المخيم، خاصة أن من بقي فيه هم الفئة الأشد فقراً التي لا تستطيع تأمين مكان بديل".

ويشير مجد المصري، وهو من أبناء المخيم، إلى أن "تنظيم داعش اتبع سياسة التهجير بحق الأهالي عن طريق فرض تشديدات على النساء ومضايقة اللواتي لا يلتزمن منهن، ومنع التجوال في شوارع المخيم أثناء مواعيد الصلاة، وتنفيذ أحكام الإعدام بحق عدد من شباب المخيم أمام الأطفال والنساء".
ويضيف "فرض التنظيم منهاجه التعليمي على مدارس المخيم، مما أدى إلى إغلاق كافة المدارس ونقل الدراسة إلى يلدا، ومدرسة الجرمق البديلة تحوي أكبر عدد من طلاب مخيم اليرموك من كافة المراحل التعليمية، إلا أن الطلاب يعانون من صعوبة الذهاب إلى يلدا يوميا بسبب الطريق الطويل، وحالات القنص بين أطراف النزاع، وإغلاق الطريق الواصل بين المنطقتين بعد كل اشتباك".

يقول أبو خالد، الذي استطاع اليوم الوصول من مخيم اليرموك إلى يلدا، "نأتي لنشتري الطعام، المخيم بلا طعام ولا ماء ولا كهرباء، ويستغرق الطريق ربع ساعة من المخيم، لكن خطر القنص متواصل، في كثير من الأحيان نمشي في ظل السواتر الرملية. زوجتي مريضة وأحضرها كل شهر إلى يلدا لزيارة الطبيب، فالدواعش لم يتركوا لنا شيئاً في المخيم".

ووفقاً لإحصائيات مجموعة العمل من أجل فلسطيني سورية، استمر حصار النظام والفصائل الموالية له لمخيم اليرموك إلى 1372 يوما على التوالي، فيما وصل أعداد الضحايا في المخيم إلى 195 لاجئا ولاجئة فلسطينية، قضوا نتيجة نقص التغذية وغياب الرعاية الصحية، كما وصل استمرار انقطاع المياه عن مخيم اليرموك إلى يومه الـ954 يوماً على التوالي.


المساهمون