السعودية تمنع المعالجين الشعبيين من ممارسة "الكي"

السعودية تمنع المعالجين الشعبيين من ممارسة "الكي"

19 ابريل 2017
مخاطر الكي الكثيرة على الصحة (العربي الجديد)
+ الخط -
أوقفت إمارة منطقة حائل (شمال السعودية) عدداً من الأطباء الشعبيين الذين يمارسون "العلاج بالكي"، تطبيقاً لقرار وزارة الصحة، القاضي بمنع هذا النوع من العلاج، على خلفية تضرر عدد من المواطنين.

وأكد المتحدث الرسمي لإمارة منطقة حائل متعب المرشدى، أنّ قرار الإيقاف جاء لعدم حصولهم على تصريح بممارسة الطب الشعبي، وقال: "تم وقف التداوي بالكي لما قد ينتج من أضرار في هذه الممارسات المخالفة للأنظمة الصحية المعمول بها رسمياً، وأيضاً بناء على خطاب المدير التنفيذي للمركز الوطني للطب البديل والتكميلي المتضمن خطورة ما يروج له على الصحة العامة، وخشية تقليده من ضعاف النفوس لاستغلال حاجة المرضى للشفاء، إضافةً إلى كونه غير مرخص له رسمياً من الجهة المختصة".

وطاول الإيقاف المعالج، بندر البلوي، الذي يمارس المهنة منذ أكثر من 15 عاماً، ويعتبر أكثر المداوين بالكي شهرة في منطقة الخليج، ونقلت مصادر مقربة من البلوي أنه قرر التوقف من تلقاء نفسه، وقبل قرار الإمارة بسبب الشائعات التي طاولته عن تحصيله مبالغ مالية كبيرة، عندما كان متواجداً في جدة (غرب السعودية) لعلاج بعض المرضى، وكان البلوي نشر عدة مقاطع على مواقع التواصل الاجتماعي يظهر فيها تماثل المريض للشفاء، مما كان سبباً في شهرته الواسعة.

 


من جهتها أكدت الجمعية السعودية للسكتة الدماغية في بيان رسمي، على أنه لم يثبت علميا صحة العلاج بالكي، وأنه أمر يحتاج إلى دراسة لعدد معين من الحالات، وأن تحسن بعض الحالات لا يعد دليلًا علميًا على نجاح العلاج بالكي.

وعلى ضوء ذلك، قررت وزارة الصحة منع العلاج بالكي خاصة بعد تلقيها لسلسلة طويلة من الشكاوى ضد ممارسات خاطئة من ممارسي القدرة على علاج المرضى باستخدام الكي، دون أن تكون لديهم الخبرة اللازمة.

بيد أنه وعلى الرغم من تحذيرات وزارة الصحة، مازال عدد من الممارسين الشعبيين يمارسون المهنة، ورصدت الوزارة إعلانات ترويجية لممارسات طبية غير مرخصة تقوم تلك الممارسات باستغلال حاجة المرضى للشفاء بغرض الربح المادي، وهو ما دفع الوزارة للجوء لإمارات المناطق لمنع هؤلاء الممارسين بقوة القانون.

من جهته يؤكد المختص في العلاج الطبيعي والتأهيلي، الدكتور ماجد المطوع، على أن العلاج بالكي، أو الطب البديل ليس خداعا في كل الحالات، لأنه من الطب النبوي المعروف، ولكن المشكلة تمكن في دخول عشرات المدعين في المهنة، الأمر الذي تسبب في ضياع الصالح وسط الطالح.

ويقول لـ "العربي الجديد :"عرف الأطباء المسلمين العلاج بواسطة الكي منذ قديم الزمان، وكان أجدادنا وحتى أباؤنا يتعالجون به، ومازال هناك الكثيرون ممن يؤمنون به، ولكن الكي يمكن أن يشوه الجلد، وخاصة عندما يكون على الوجه أو اليدين، وقد يؤدي لحدوث صدمة عصبية أو صدمة قلبية أو ربما وفاة المريض الفجائية، عندما يمارس الكي من لا يملك الخبرة الكافية للتعامل مع هذا النوع من العلاج، لا يعرف أين يضع الكية".

ويضيف :"يعرف المختصون أن العلاج بالكي يمثل خطورة على مرضى القلب والمصابين بارتفاع ضغط الدم وتصلب الشرايين، كما أن الجروح الناتجة عن الكي ربما تصاب بتلوث جرثومي، ولابد من التعامل معها بطريقة خاصة، بالإضافة إلى أن ممارسة الكي عند غير الخبراء فيه، قد يتسبب في فقد في نهايات الأعصاب مما يقود إلى عدم الإحساس".

ويشدد الدكتور المطوع على أنه بات من الممكن الاستغناء عن الكي بأشعة الليزر بشكل مدروس، فالخطورة الحقيقية تمكن عندما يمارس الكي دجالين ومدعي الخبرة فيه، وهم تعلموه فقط للحصول على المال، دون خبرة أو معرفة جديدة، عندها تتكرر حالات مثل مريض القصيم الذي أصيب بجلطة في الدماغ بسبب خضوعه للكي في الرأس، قبل نحو شهر".