مسيحيو العراق يحيون عيد الفصح آملين انتهاء الحرب

مسيحيو العراق يحيون عيد الفصح آملين انتهاء الحرب

17 ابريل 2017
من طقوس عيد الفصح (فيسبوك)
+ الخط -
رغم الأجواء الحزينة التي ترافق من فقد أهله وأصدقاءه أو بيته وجيرانه وهم كثر، توافد المئات من المسيحيين في العراق إلى كنائس العاصمة بغداد، اليوم الإثنين، وإلى بعض المدن في محافظة نينوى وأربيل، لتأدية قداس عيد الفصح.

بعض مسيحيي الموصل في شمال العراق أقاموا قداسهم في عدد من كنائس المدينة، رغم الأضرار التي لحقت بها على يد تنظيم "داعش"، للاحتفال بعيد القيامة للمرة الأولى منذ 2014.

وشهدت كنائس إقليم كردستان العراق إقبالا كبيرا من النازحين المسيحيين لتأدية قداس عيد الفصح. وأقيم قداس في ناحية برطلة شرق الموصل خلال النهار نتيجة الخوف من الأوضاع الأمنية في الناحية.

وقرعت أجراس كنيسة "القلب الأقدس" في الموصل من جديد بعد أكثر من ثلاث سنوات على غلق أبوابها بعد سيطرة "داعش"، ودعا المحتفلون خلال صلواتهم وتراتيلهم لإحلال الأمن والسلام والمحبة محل العنف والطائفية والعودة إلى مدنهم ومنازلهم.





وقالت ماريا يوسف (52 عاما) وهي نازحة من مدينة الموصل لـ"العربي الجديد": "نحن، المسيحيين، نعيش في هذا البلد منذ آلاف السنين، ونشعر أننا جزء لا يتجزأ من الشعب العراقي، فكلنا مررنا بذات الظروف نزحنا وهاجرنا معا، وتعرضت ممتلكاتنا للهدم والخراب مثلما تعرضت ممتلكات إخوتنا المسلمين ومن بقية الطوائف، ومع احتفالنا بعيد الفصح نتلقى التهاني من أصدقائنا من كل الديانات دون استثناء".


يحتفلون بعيد الفصح رغم سوء الأحوال (فيسبوك) 


ولفتت إلى أنها تذهب للكنيسة كلما سنحت لها الفرصة بذلك، لتتضرع إلى الله بأن يعم السلام والأمن في العراق وأن يعود العراقيون إلى مدنهم آمنين، وأن ينتهي الشر في البلاد حتى تعود حياتهم كما كانت في السابق وأفضل.

ويقُدر عدد مسيحيي العراق بين مليون ومليوني نسمة من إجمالي عدد السكان، وانخفضت هذه النسبة بسبب الهجرة خلال فترة التسعينيات، وما أعقب حرب الخليج الثانية من أوضاع اقتصادية وسياسية متردية. كما تسارعت وتيرة هذه الهجرة بعد احتلال العراق عام 2003 وأعمال العنف الطائفي، التي عصفت بالبلاد وأدت إلى تهجير عدد كبير من مسيحيي العاصمة بغداد، وخصوصاً ضاحية الدورة، إضافة إلى مسيحيي المدن الأخرى، إلى خارج العراق أو إلى منطقة إقليم كردستان العراق الآمنة نسبياً.


يصلون للعودة إلى منازلهم (فيسبوك) 


وانتقل كثير من سكان بغداد، ممن لا يحتملون تكلفة السفر إلى الخارج، إلى قرة قوش وبلدات أخرى في الشمال عادة ما كان الأمن فيها أفضل من العاصمة التي ضربها العنف الطائفي بعد الغزو الذي قادته الولايات المتحدة للعراق، وبعد دخول "داعش" وسيطرته على كبريات مدن العراق، فهجر السكان منازلهم وطلب بعضهم اللجوء إلى أوروبا.

وطالب النازحون المسيحيون في مدينة أربيل، خلال احتفالهم بعيد الفصح، الحكومة العراقية والمجتمع الدولي بإعادتهم إلى مناطقهم المحررة في ظل ما يعانونه من ظروف صعبة داخل الخيام والكرفانات.