القصف يدمر مستشفيات الموصل ويقتل المرضى

القصف يدمر مستشفيات الموصل ويقتل المرضى

14 ابريل 2017
آثار قصف على مستشفيات عراقية (العربي الجديد)
+ الخط -

دمّر التحالف الدولي والطيران العراقي، منذ السابع عشر من أكتوبر/تشرين الأول الماضي، تسع مستشفيات من أصل 10 في مدينة الموصل بساحليها الشرقي والغربي، في الوقت الذي نهبت مراكز صحية أو أحرقت بواقع 76 مركزاً صحياً من أصل 98.

ويفضح القطاع الصحي المدمر في الموصل جرائم الحرب في المدينة التي تدخل شهرها السادس على التوالي من القتال المتواصل منذ أطلقت بغداد حملتها العسكرية بدعم دولي واسع لتحرير المدينة من سيطرة تنظيم الدولة الإسلامية "داعش".

واعترفت قيادات عسكرية عراقية بقصف عدد من مستشفيات الموصل من التحالف الدولي والطيران العراقي، وكذلك كتيبة المدفعية والصواريخ التابعة للجيش العراقي، إلا أنها تبرر ذلك بأنها "تؤوي جرحى من داعش" أو أنها "مقر للتنظيم"، غير أن هذه المستشفيات كانت مأهولة بالمرضى، وتم قتل عشرات المدنيين خلال عمليات التخلص من بضعة أفراد مسلحين من تنظيم "داعش".

ويقول عقيد ركن في الجيش العراقي طلب عدم الكشف عن اسمه، إنّ "تنظيم الدولة الإسلامية يتحمل مسؤولية ذلك منذ اليوم الأول"، ويبيّن لـ"العربي الجديد"، أن "التنظيم كان ينقل بعض جرحاه إلى تلك المستشفيات، وهذا سبب قصفنا لها، لكن هناك كثير من الضحايا المدنيين قتلوا، من بينهم نساء في مستشفى الخنساء للولادة، وقتل أطفال خدج أيضاً".

ويقول النقيب سعد قاسم الحيالي، من قيادة عمليات نينوى شمال العراق، لـ"العربي الجديد"، إنّ كثيراً من المستشفيات والمراكز الطبية قصفت بالطيران وغالبيتها خرج عن الخدمة. ويضيف "جميع المستشفيات قصفت بلا استثناء، غير أن هناك واحداً أو اثنين لا يزال بعض أجنحته صالحاً للترميم في الوقت الحالي".

وأخيراً، افتتحت منظمة ألمانية مستشفى ميدانياً متنقلاً خارج الموصل لاستقبال الأطفال والنساء الحوامل فيها، بسبب عدم توفر مستشفى واحد صالح للعمل في الساحل الأيسر وحتى الجزء الأول من الساحل الأيمن المحرر.

وتقول الطبيبة المصرية، لطيفة أحمد، التي تعمل لصالح أحد المستشفيات، لـ"العربي الجديد"، إنّ "المستشفيات الموجودة داخل المدينة لا تصلح، ولا نعرف كيف سيتصرف نحو 4 ملايين مواطن مع وضع مدينتهم الجديد"، مؤكدة أن تأهيل المستشفيات أو بناء غيرها هو الأولوية في ملف البنية التحتية.

ومن المستشفيات التي دُمّرت بشكل كامل وخرجت عن الخدمة، مستشفيات السلام والخنساء ومستشفى الأورام وابن الأثير، ومستشفى البتول وابن سينا، بينما مستشفيات الجمهوري والموصل والشفاء والجامعي وأمراض الدم شبه مدمرة، بفعل القصف الجوي والصاروخي وعمليات الحرق التي جرت داخلها من المليشيات وبعض وحدات الجيش العراقي.

ووصف مدير منظمة الموصل الإغاثية، نواف عزيز الحمداني، قصف المستشفيات بأنه "جرائم حرب"، موضحاً في اتصال مع "العربي الجديد"، أنّ "المراكز الطبية الخاصة والحكومية دمرت أو أحرقت وكذلك مستودعات وأماكن تخزين الأدوية".

وأضاف "بغض النظر عن الخسائر المترتبة على تدمير القطاع الصحي، فإن القصف تسبب بقتل مدنيين مرضى داخل المستشفيات، ووجود مسلحين لتنظيم "داعش" ليس مبرراً لقتل أضعافهم من المواطنين. كان على التحالف والحكومة العراقية أن يتعاملا مع الموضوع كقضايا تخليص الرهائن، لكنهما فضلا قتل الرهائن والمختطفين معاً. هذا بشع للغاية".

وتنص اتفاقية جنيف الرابعة، والتي وقعتها الدول المشاركة في التحالف، وعلى رأسها الولايات المتحدة، على اعتبار أن استهداف المستشفيات والمراكز الصحية، أوقات الحروب، جريمة حرب، وفي عام 1993، اعتمد مجلس الأمن تقرير الأمين العام للأمم المتحدة باعتبار الاتفاقية ملزمة حتى لغير الموقعين عليها.

المساهمون