الموظفون الذين يشعرون بالذنب أكثر ضميراً وأخلاقية

الموظفون الذين يشعرون بالذنب أكثر ضميراً وأخلاقية

09 مارس 2017
يشارك في النجاحات (إيمال ميتا/ فرانس برس)
+ الخط -
كشفت دراسة جديدة عن أن الأشخاص الذين لديهم ميل كبير أو مزاج للشعور بالذنب تجاه المخالفات أو الأخطاء يمكن أن يكونوا شركاء عمل وأصحاب قيمة عالية لأنهم لا يسمحون بأن يسقط زملاؤهم أو شركاؤهم على الطريق، إذ يشعرون بالمسؤولية الأخلاقية تجاه دعم الآخرين والقيام بواجبهم كاملاً. ولذلك يؤدي هؤلاء نصيبهم من العمل بصورة جيدة عن غيرهم.

هذا القلق من تأثير عملهم على الآخرين ورفاهيتهم، يجعل من هؤلاء الأشخاص محل الدراسة زملاء جيدين في العمل، بل يجعلهم أصحاب قدرات قيادية فعالة "فهم يشاركون بصورة أكبر في النجاحات التي يحققها فريق العمل والشركاء" كما يوضح ذلك المؤلف المشارك في الدراسة، سكوت والترموث، الأستاذ المساعد للإدارة والتنظيم في كلية إدارة الأعمال في جامعة جنوب كاليفورنيا.

من خلال خمس دراسات وجد والترموث ورفيقه تايا كوهن من جامعة كارنيجي ميلون، أن من يشعرون بالذنب من التقصير بالعمل يتجنبون تكوين شراكات مترابطة مع أشخاص يظنون أنهم أكفأ منهم أو أكثر تنافسية لأن شعورهم بأنهم يستفيدون من الشريك أكثر من استفادة الأخير منهم يشعل شعورهم بالذنب. لذلك يتجهون إلى من هو أقل منهم تنافسية ليشتركوا معه بالعمل ويرفعوه إلى مستواهم، ويجعلوه أكثر قدرة على النجاح برفقتهم. وقد كان ذلك الاكتشاف مفاجئاً لأنه خلاف ما اعتاد عليه الموظفون العاديون من البحث عمن يكافئهم في المهارة أو يفوقهم حتى يمكنهم الاعتماد عليه في تحقيق النجاح.

طلب الباحثون أثناء الدراسة من المشاركين أن يحددوا شركاءهم الذين يفضلونهم في العمل لتحقيق المطلوب، وبجمع البيانات من المشاركين وجدوا أن الذين يتمتعون بميل للشعور بالذنب اختاروا الرفاق الذين هم أقل منهم معرفة أو مهارة في المجال المطلوب، بدلاً من اختيار ذوي المهارات المتخصصة أكثر، وقد كان ذلك بسبب خوفهم من أن يكونوا أقل إسهاماً من شركائهم ويتسببوا في خذلان الشريك.

من النتائج المهمة أيضاً أن هذه الفئة من الأشخاص كانت أقل ارتكاباً للسلوكيات غير الأخلاقية والأقل تعرضاً لها. لقد ظهر أمام فريق الباحثين أن الذين يشعرون بالذنب كثيراً كانوا من أصحاب الضمير وأقل اعتماداً على خبرة الآخرين أو استغلالهم. كما كانوا على استعداد للتخلي عن مكاسب مادية حتى لا يقللوا من رفاهية الآخرين أو يؤثروا عليها.

ويؤكد الفريق البحثي أنه من خلال فهم هذه الظاهرة النفسية يمكن أن يتخذ المدراء أفضل القرارات عندما يتعلق الأمر بعملية بناء فريق العمل وكيفية زيادة إنتاجية الفرد والمجموع.

دلالات