سعوديات ضحية خلطات إلكترونية غير مرخصة

سعوديات ضحية خلطات إلكترونية غير مرخصة

07 مارس 2017
تركيبة خطيرة ولو من الأعشاب (مايك كلارك/ فرانس برس)
+ الخط -

تلجأ سعوديات كثيرات إلى شراء خلطات تجميلية عشبية وغيرها من الخلطات التي يروّج لها على أنّها طبيعية المصدر. ومع محاربة السلطات لهذه الخلطات غير المرخصة، يشهد تسويقها عبر الإنترنت انتشاراً كبيراً اليوم.

أجبر تضييق وزارة التجارة والاستثمار و وزارة الصحة في السعودية على الخلطات غير المرخصة، تجار الأعشاب "الطبية" إلى اللجوء لوسيلة جديدة للترويج لبضائعهم. فمع انتشار وسائل التواصل الاجتماعي، تحوّل تجار الأعشاب والخلطات غير الشرعية إلى التجارة الإلكترونية، وذلك عبر وكلاء تسويق يتقاضون في العادة نسبة من الأرباح.

في هذا الإطار، تمتلئ مواقع "إنستغرام" و"سناب شات" و"تويتر" بمئات الحسابات التي تسوّق لتلك المنتجات، والتي تبيع أيضاً البضائع المقلدة. يستغل هؤلاء عدم وجود قانون يجرّم ممارسة التجارة الإلكترونية غير المرخصة. يقول الخبير الاجتماعي محمد الموسى، إنّ في إمكان أي شخصٍ فتح حساب والترويج لبضاعته من دون رقيب. يضيف: "لا يقتصر الأمر على بيع الأطعمة، وأدوات التجميل، مع أنها خطيرة إذا كانت غير صالحة للاستخدام أو مصنوعة من موادّ ضارّة، لكن وصل الأمر إلى حدّ بيع خلطات يقال إنّها طبية وأعشاب غير مرخصة، وهذا أمر بالغ الخطورة".

يستغل هؤلاء المسوقون توق الفتيات تحديداً إلى الجمال والسعي لاكتسابه. فكثيرات لا يتأكدن من سلامة المنتج قبل شرائه، مع أنّ بعض تلك المواد يسبّب تشوّهات للبشرة أو أمراضاً جسدية تحتاج إلى علاجات طويلة الأمد. يقول خبير الأعشاب محمد العيسى، لـ"العربي الجديد": "فتيات كثيرات تعرضن للضرر بسبب منتجات تجميلية وطبية ابتعنها عبر الإنترنت، بالرغم من علمهن أنّ هذه المنتجات غير مرخص لها. بعضهن تسبّبت لهن بتشوّه في البشرة وتسمّم". يضيف: "نجحت الجهات الأمنية في الحد من ترويج تلك المنتجات في محلات العطارة، لكن لا بد من تحركها الآن ضد المنتجات التي تباع عبر الإنترنت، للتأكد من خلوّها من المواد الضارّة، ومن صلاحيتها للاستخدام".

قبل أيام قليلة تسـبّب كريم لتبييض البشرة حصلت عليه فتاة عبر "إنستغرام"، باحتراق وجهها وجسدها بالكامل قبل زواجها بأشهر قليلة. الحروق تستوجب العلاج أكثر من أربع سنوات قبل أن تزول تشوهاتها بالكامل، بحسب استشاري الأمراض الجلدية وجراحة الجلد والليزر الدكتور عبد الله اليوسف، الذي بدأ بالإشراف على علاج الفتاة. يقول إنّ السبب كان استخدامها كريماً مجهـول المصدر والتركيـب، وقد حصلـت عليـه مـن تاجرة تسـوِّق منتجاتهـا عبر الإنترنت.




هناك عشرات "الكوارث" التي تسببت بها مثل هذه الخلطات والأعشاب التي تباع عبر الإنترنت. من ذلك ما يؤدي إلى تسريع نبض القلب، أو ارتفاع ضغط الدم وانخفاضه. في هذا الإطار، يحذر طبيب التجميل والبشرة الدكتور محمد العيري، من اسـتخدام أيّ خلطـات مهما كان نوعها، خصوصاً إذا كانت غير مرخصة، لأنّ بعـض البائعين يستخدمون مواد الأكرتين والهيدروكورتيزون وحتى البنزين ويخلطونها، ويبيعونها على أنّها مواد مبيضة للبشرة، مع أنّها تتسبب بمرور الوقت باحتراق البشرة. يقول لـ"العربي الجديد": "ما يجهله كثيرون أنّ هناك فرقاً كبيراً بين تركيب الصيدلي الدواء أو تركيب غيره. فتركيب الدواء أمر معقد لا يجيده إلّا الصيدلي، لأنه يعلم خطورة تحول بعض المواد جراء خلطها مع غيرها، أما الخلطات الرائجة غير المرخصة تلك فيقوم بها أشخاص يجهلون التحولات الخطيرة التي قد تطرأ على المواد بعد تفاعلها مع مواد أخرى، فقد تتفاعل بطريقة سلبية تؤذي من يستخدم المنتج النهائي".

يشدد العيري على أنّ الترويج لكريمات تبييض البشرة بشكل غير مرخص به أمر بالغ الخطورة، فالنتيجة في كثير من الحالات تلف الجلد والخلايا الصبغية. ويشير إلى أنّ بيع هذه الكريمات المضرّة لا يجري فقط عبر الإنترنت بل من خلال صالونات الحلاقة والتجميل والعطارة والصيدليات أيضاً، مضيفاً: "يزعم البائعون دائماً أنّ الكريمات مصنوعة من مواد طبيعية، وهذا غير صحيح".

في الإطار نفسه، يحذر استشاري التجميل الدكتور عبد الله الفدا، من شراء تلك المنتجات. يقول لـ"العربي الجديد": "ليس من الصعب السيطرة على كلّ ما يباع عبر الإنترنت، فهو يباع بشكل مباشر، وكلّ مروج يضع وسائل للاتصال به. هؤلاء يشكلون خطراً كبيراً على صحة المجتمع أكثر من العطارين الذين جرت السيطرة على الكثير منهم". يتابع: "أستغرب ثقة الفتيات والسيدات بأشخاص مجهولين يبيعونهن خلطات وأدوية عبر الإنترنت، مع أنّ تصنيع الأدوية يحتاج إلى معامل خاصة، وأطباء وصيادلة، واختبارات. والأغرب من هذا أنّ تلك المنتجات غير رخيصة بل تباع بأسعار خيالية، لأنّ هناك من يثق بها ويشتريها". يشدد الفدا على أنّ التساهل في استخدام مادة الكورتيزون يؤدي إلى ضمور الجلد وزيادة نمو الشعر، ويقود في نهاية المطاف إلى إدمان الجسم عليها.

المساهمون