جلال طحيبش يحمل هموم المخيم

جلال طحيبش يحمل هموم المخيم

28 مارس 2017
شباب المخيمات في حاجة إلى تفعيل (العربي الجديد)
+ الخط -

جلال طحيبش شاب فلسطيني ولد في لبنان قبل خمسة وعشرين عاماً. جداه جاءا في عام النكبة بعد تهجيرهما من أرضهما. أما هو فنشأ وترعرع في مخيم عين الحلوة للاجئين الفلسطينيين، في صيدا، جنوب لبنان. وتلقى تعليمه في مدارس وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا". وتابع دراسته الجامعية في جامعة الجنان في صيدا في اختصاص إدارة المعلومات.

لكن، بالرغم من التخرج، لم يتمكن من العمل في اختصاصه، بل واصل التطوع في الجمعيات الخيرية. هو متطوع في كثير من النشاطات منذ كان في الثانية عشرة. يقول جلال: "كوني فلسطينياً، لا أملك حق العمل في مجال اختصاصي في الدوائر والشركات اللبنانية، علماً أنّ فرص العمل كانت عديدة ومفتوحة. بطاقتي الزرقاء (بطاقة هوية فلسطينيي لبنان) وقفت حائلًا بيني وبين العمل كلما تقدمت بطلب. هناك عقبات عديدة أمام الشاب الفلسطيني تحرمه من بناء مستقبله. بات حلم الشاب الفلسطيني بسيطاً ولا يتعدى بناء غرفة له في المخيم كي يعيش فيها".

طاقات مهدورة

يتحدث طحيبش بلسان حاله وبالنيابة عن كثير من الشبان الفلسطينيين: "الشبان في المجمل لديهم طاقات يريدون أن يوظفوها، وإن لم توظَّف بالشكل المناسب، ستوظف في أماكن ليست في مكانها وقد تؤدي بهم إلى الهلاك. وضع الشاب الفلسطيني مضطرب في الأساس، فهو يعيش محاصراً في مخيمه، ولا حقوق له، ولا أمن ولا أمان".

وعن تطوعه في الجمعيات يقول: "اخترت هذا العمل تحديداً مع الأطفال. منذ صغري أنشط في الجمعيات. على الأقل ننظم نشاطات ترفيهية للأطفال، نحيطهم من خلالها ببيئة جيدة نوعاً ما ونبعدهم عن المشاحنات السياسية في المخيم. نحاول أن نتدارك المساوئ التي قد تؤدي بهم إلى المجهول، خصوصاً مع ما يحدث في المخيم من اضطرابات أمنية، وأيضاً ما يتعلق بانتشار المخدرات، وغيرها من الآفات. هؤلاء الأطفال سيصيرون شباناً لاحقاً، والضغط النفسي الذي يعيشه الفلسطينيون في المخيم يؤدي إلى نشأة جيل غير متوازن بعيد عن التعليم والثقافة. لا نريد منذ فترة طويلة أكثر من إيصال أصواتنا إلى المسؤولين السياسيين الفلسطينيين للأخذ بيد الأجيال الشابة التي يتناقص عدد أفرادها تدريجياً بسبب الهجرة".




تسرّب مدرسي

يشرح طحبيش أكثر عن المشاكل في المخيم وفي مقدمها التسرب المدرسي: "خلال عملي في إحدى الجمعيات، أجريت إحصاء حول التسرب المدرسي، فتبيّن أن نسبته كانت 11 في المائة عام 2016، وهي نسبة عالية جداً، وتعتبر مؤشراً خطيراً على الجيل الفلسطيني الصاعد، الذي يترك المدرسة إما لأسباب أساسها الإحباط الذي يعيشه جيل بأكمله، او بسبب الأوضاع الأمنية والاجتماعية والسياسية. أما المستفيدون من هذا الوضع فهم من يريدون تدمير الفلسطينيين الشباب وطموحهم، أي من يريدون أن يدمروا جيلنا الحالي وأجيالنا المقبلة".

يضيف: "زرت دولاً أوروبية، وعشت فترة في النرويج، ورأيت كيف يتعامل الوزراء مع سائر الناس، كيف يهتمون لمشاكلهم وكيف يدعمون أدوار الشباب في المجتمع، خصوصاً أنّ الوزراء غير مسنّين، بل أقرب إلى سنّ الشباب كي يتفهموا مشاكل هذه الشريحة الكبرى وأوضاعها. لذلك، يجب على القادة الفلسطينيين إفساح المجال أمام الشباب ليتولوا هم المهام القيادية، ويأخذوا دورهم في المجتمع، في المجالات كافة، وعدم التمييز بين شخص وآخر".

الكلّ مسؤول

وحول الظروف الصعبة التي يعيشها الفلسطينيون داخل المخيمات، يقول إنّها ظروف تتحمل مسؤوليتها منظمة التحرير الفلسطينية ووكالة "أونروا" والجمعيات أيضاً. يشير إلى أنّ المطلوب إعادة بناء وتأهيل وتفعيل شريحة الشباب ضمن الأطر الاجتماعية التي يجب أن تعمل ضمنها.

بذلك، يبقى دور الشباب مهمشاً في المخيمات الفلسطينية في لبنان. يلخص طحيبش السبب في "هيمنة قادة وموظفين أمضوا سنوات طويلة في الخدمة، ولا يتيحون المجال أمام الشباب لتولي وظائفهم من جهة، وسوء إدارة القطاع التعليمي الذي تتولاه الأونروا ما يؤدي بالتلاميذ الفلسطينيين إلى التسرب في كثير من الأحيان، من جهة أخرى".

المساهمون