مصطفى عبد الفتاح... قصة ترحيل كاتب سوري

مصطفى عبد الفتاح... قصة ترحيل كاتب سوري

23 مارس 2017
أصدر 33 كتاباً حتى اليوم (العربي الجديد)
+ الخط -
كان الكاتب السوري مصطفى عبد الفتاح مستقرّاً في تركيا. إلّا أن دعوة تكريمه في الجزائر حرمته من دخول تركيا مجدداً

مؤخّراً، حصل كاتب قصص الأطفال السوري، مصطفى عبد الفتاح، على جائزة الهيئة العربيّة للمسرح، عن نصّ مسرحي للأطفال بعنوان "دارين تبحث عن وطن". ودُعي إلى المشاركة في مهرجان المسرح العربي في الجزائر من 10 إلى 20 يناير/ كانون الثاني الماضي، إلّا أنّ فرحة الكاتب تحولت إلى كابوس. كان يُقيم مع عائلته في جنوب تركيا، ويحمل بطاقة "الحماية المؤقتة" التي تمنحها السلطات التركيّة للسوريّين، هو الذي فرّ من سورية هرباً من ويلات الحرب أواخر عام 2015.

تقدّم الكاتب بطلب إلى وزارة الخارجيّة التركية للسماح له بالعودة إلى تركيا، حيث تقيم عائلته، ووافقت الخارجية على منحه تأشيرة العودة. ويوضح أحد أقارب الكاتب، الذي تحفّظ عن ذكر اسمه، لـ "العربي الجديد"، أنّ "مصطفى عبد الفتاح ترجم كتاب الدعوة ونص إعلان الجائزة إلى اللغة التركية، ليكون موظفو المطار على علم بأن سفره مؤقت، فلا يتخذون بحقه أية إجراءات".

سافر عبد الفتاح إلى الجزائر وحصل على جائزة نصوص مسرح الطفل، وتسلّم تأشيرة من السفارة التركيّة في الجزائر استجابة لموافقة الخارجية التركية. لكن بعدما حطّت الطائرة في الأراضي التركيّة، مُنع عبد الفتاح من الدخول. يقول قريبه: "حين وصل إلى مطار أتاتورك، حجز 30 ساعة، ثم رحّل إلى الجزائر من دون توضيح السبب. وقالت سلطات المطار الجزائرية إن ترحيله من تركيا إلى الجزائر مخالف للقوانين الدوليّة، إذ لا يملك تأشيرة دخول. حينها، تدخّل الديوان الوطني الجزائري للثقافة والهيئة العربية للمسرح للسماح له بدخول الجزائر بختم استثنائي. هناك، راجع السفارة التركية للمرة الثانية وقدّم أوراقه. وبعد الاستقصاء، عرف أن موظفا ارتكب خطأً في دائرة الهجرة، يتعلّق بتاريخ دخول عبد الفتاح إلى تركيا".

وبعد إعلامه بتصحيح الخطأ في دائرة الهجرة، غادر عبد الفتاح الجزائر مجدّداً عائداً إلى تركيا. وفي مطار هاتاي، رحّلته سلطات المطار على متن الطائرة ذاتها التي كانت متوجهة إلى السعودية. يقول قريبه: "رحّلوه بعد ساعة فقط من هبوطه من دون السماح له بالتواصل مع أحد، أو حتى الراحة، وطلبوا منه الحصول على تأشيرة أخرى من السفارة التركية".

وفي السعوديّة، رفضت سلطات المطار دخوله، ورحلته إلى السودان على نفقته الخاصة. في الوقت الحالي، يعيش الكاتب السوري مشرّداً في السودان، وقد بات يشعر بالندم لقبوله دعوة التكريم في الجزائر. وتنتظر زوجته وبناته الثلاث في تركيا، من دون أن يملكوا أدنى فكرة عن كيفيّة لقائه مجدداً. تجدر الإشارة إلى أنّ عبد الفتاح أصدر 33 كتاباً، ونال من خلالها 43 جائزة أدبية، منها جائزة "نلسون مانديلا" للدراسات في جنوب أفريقيا، وجائزة الدولة لأدب الطفل في قطر.

المساهمون