مخيم لمهجري الوعر في جرابلس... شحّ في الإغاثة والمساعدات

مخيم لمهجري الوعر في جرابلس... شحّ في الإغاثة والمساعدات

21 مارس 2017
بدت عليهم فرحة الخلاص من الحصار (العربي الجديد)
+ الخط -




وصلت أكثر من 300 عائلة من مهجري حي الوعر إلى مدينة جرابلس شمال سورية، جرى استقبالهم في مخيم خاص تم إنشاؤه حديثاً بالقرب من قرية عين البيضة وقرية العمارنة، ويبعد نحو تسعة كيلومترات عن المدينة.

وقال جمعة العبد لله، وهو ناشط إعلامي سوري من مدينة جرابلس، إنّ "عدد الواصلين إلى جرابلس يقارب 1450 مدنياً، جلّهم من الأطفال والنساء و400 من الثوار الذين وصلوا مع سلاحهم الخفيف".

وأوضح أن بين المهجرين الكثير من الحالات الإنسانية الحرجة تم نقلها إلى المستشفيات وإلى تركيا للعلاج، كالمصابين الذين لم يتلقوا العلاج اللازم بسبب الحصار والمرضى الذين تدهورت حالتهم الصحية بسبب نقص الدواء. أما البقية فاستقروا جميعاً في المخيم الذي بنته منظمة أفاد التركية بالتعاون مع الهلال الأحمر التركي ومنظمة ال أي ها ها التركية، والذي تم تجهيزه بخيام تحتوي على فرش وبطانيات، كذلك تم توزيع سلة غذائية لكل عائلة.

وأضاف "ظهرت على المهجرين فرحة الخلاص من الحصار ممزوجة بألم التهجير عن الأرض، تكلموا كثيراً عن الجوع وعما عاشوه في ظروف الحصار حيث لا طعام ولا مشافي، كانوا جميعاً متعبين جداً بسبب الضغط النفسي والرحلة الطويلة".

وأشار العبد لله إلى أن "لقاءات الناشطين الإعلاميين مع المهجرين انحصرت في فترة وصولهم، إذ منعت إدارة المخيم الناشطين الإعلاميين من الدخول للتصوير والحديث مع المهجرين، وحذرت الناشطين من نشر صور من داخل المخيم، ولم يسمح إلا للقنوات والوكالات التركية بالدخول".



من جانبه، قال محمد إسماعيل، وهو ناشط إعلامي من مدينة جرابلس، لـ "العربي الجديد"، إنّ "الواصلين إلى المخيم يعانون اليوم من شحّ المياه، إذ لم يجهّز المخيم بكافة المستلزمات الأساسية، حتى ساعة متأخرة من ليل أمس عمل ناشطون محليون على تأمين صهاريج مياه إلى المخيم، قاموا بتعبئتها من الفرات وإرسالها لأهالي المخيم. أقرب مصدر للمياه يبعد مسافة لا بأس بها عن المخيم، وقد يحتاج توصيل المياه إليه فترة طويلة. كذلك يفتقر المخيم لخدمات الصرف الصحي والحمامات، وكل ما تم تجهيزه هو خيام وضعت على أرض ترابية، كانت في الأصل منطقة استصلاح زراعي ووضعت بها بطانيات وفرش. نتوقع أيضاً مشكلة ازدحام كبيرة، فالمسافات بين الخيام متقاربة جداً بسبب ضيق المساحة. العشرات من الناشطين والشبان  من أهالي جرابلس لم يهدأوا منذ يوم أمس ويحاولون جاهدين تأمين ما يلزم الأهالي الواصلين".

وأضاف "نتخوّف أيضاً من تساقط الأمطار، فلا يزال الجو متقلباً في المنطقة، وقد تتحوّل أرضية المخيم في أي لحظة إلى كتل طينية. من جانب آخر، تعمل المنظمات التركية على إنشاء مخيمين إضافيين أحدهما بالقربة من قرية الجبل والآخر في الراعي، المشكلة الأكبر هي عدم سماح السلطات التركية لأي منظمة غير تركية بالعمل أو التحرك في كل من جرابلس والراعي، وهو أمر غريب، إذ تعمل هذه المنظمات في اعزاز أو إدلب، لكن ليس في جرابلس، هناك الكثير من المنظمات المحلية والدولية مستعدة لإغاثة نازحي الوعر في جرابلس لكنها لا تحصل على موافقة الحكومة التركية للعمل هناك".

وأشار بدر المتحدث باسم المكتب الإعلامي لمدينة جرابلس، إلى أنّ "القائمين على تجهيز المخيم لم يتسن لهم الوقت الكافي لإمداد المياه وتجهيز بقية الخدمات الصحية للمخيم"، مضيفاً "نأمل أن يتم تجهيزها خلال الفترة المقبلة".

يذكر أن نحو 20 ألفاً من أهالي الورع تقدموا بطلب للخروج من الحي قبل دخول قوات النظام السوري إليه، وينتظر أن تستأنف عمليات التهجير خلال الأسابيع المقبلة.

 


المساهمون