القنبلة الديموغرافية الفلسطينية لا تهدّد إسرائيل

القنبلة الديموغرافية الفلسطينية لا تهدّد إسرائيل

20 مارس 2017
الصعوبات الاقتصاديّة تفوّقت على تشجيع الإنجاب (العربي الجديد)
+ الخط -
بحث اليوم الثاني للمؤتمر السادس للعلوم الاجتماعيّة والإنسانية، والذي ينظّمه المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات في العاصمة القطرية الدوحة، قضايا عدة، كان أبرزها القنبلة الديموغرافية الفلسطينيّة. ورأى باحثان أنّ ما يقال عن "انتصار ديموغرافي" فلسطيني على الصهاينة في الأراضي المحتلة، لم يعد دقيقاً، في ظل زيادة معدلات الخصوبة بين الإسرائيليين، واستمرار الهجرة إلى الأراضي المحتلة، بالإضافة إلى انخفاض الخصوبة بين الفلسطينيين بصورة عامة. وأكدت أستاذة الديموغرافيا والدراسات السكانية في الجامعة اللبنانية، حلا نوفل، والباحث والأكاديمي المتخصص بعلم السكان يوسف كرباج، أن الزيادة المتوقعة في نسبة الفلسطينيين في الأراضي المحتلّة عام 1948 ليست كبيرة، "وستتغير من 17% اليوم إلى 20% خلال السنوات المقبلة".

وأشار الباحثان، في الورقة التي حملت عنوان "الفلسطينيون في العالم"، وقدمت خلال اليوم الثاني للمؤتمر، إلى أن "الهجرة الوافدة مثلت أساس المشروع الصهيوني، والتي حولت الوجود اليهودي في الأراضي المحتلة من أقل من 100 ألف إلى 6 ملايين".

بالأرقام، لا يبدو الحديث عن "قنبلة ديموغرافيّة فلسطينيّة" تهدّد الوجود الصهيوني في الأراضي المحتلة دقيقاً، إذ يؤكّد الباحثان أنّ خصوبة اليهود الإسرائيليّين "كانت 2.62 في عام 1990، لتصبح اليوم 3.13". أما يهود الشتات، فقد بلغت نسبة الخصوبة 1.5 لكل امرأة. في المقابل، كان معدّل الخصوبة لدى الفلسطينيين أكبر في عام 1988، ويقدّر بسبعة أطفال لكل امرأة، ثم 7.75 في عام 1999، لتصل مع الانتفاضة الثانية مطلع الآلفية إلى 4.1.

وفي التفاصيل، تبدو الزيادة الديموغرافية بين اليهود الإسرائلييين أعلى من الفلسطينيين. ويلفت الباحثان إلى أنّ "خصوبة اليهود في القدس الشرقيّة أكثر من الفلسطينيين، إذ بلغت لليهود 4.4 في مقابل 3.2 للفلسطينيّين". الأمر نفسه ينطبق على الضفة الغربية، إذ بلغت النسبة 5.0 لليهود في المستوطنات، في مقابل 4.1 للفلسطينيين.

ورأى الباحثان أنّ "الصعوبات الاقتصاديّة" تفوّقت على "الشعارات المشجعة على الإنجاب"، في ظلّ "زيادة الطبقة الوسطى الحريصة على ضمان رفاه أولادها، وتأمين مستويات عالية من التعليم لهم".

في سياق مختلف، قال مدير دائرة السكان في الجهاز المركزي للإحصاء الفلسطيني في رام الله، محمد دريدي، إنّ الفسلطينيّين يفضّلون الهجرة إلى ثلاث وجهات أساسيّة، وهي الأردن، ودول الخليج العربي، والولايات المتحدة الأميركية.

وفي الجلسة التي حملت عنوان "الشباب الفلسطيني وأسئلة الهجرة والشتات"، أكد دريدي أن الفلسطينيين المهاجرين إلى الخليج "من أصحاب التعليم العالي، وغالبيّتهم مهندسون وأطباء ومتخصصون في مجالات صحيّة أخرى، بالإضافة إلى متخصصين في القطاعات التربويّة". ورأى أنّ الهجرة إلى الأردن وأميركا تأثّرت أيضاً بوجود الكثير من حملة الجنسية الأردنية والأميركية (خصوصاً من أبناء الضفة الغربية)، مما سهل هجرتهم.

وبحسب دريدي، فإنّ الشباب الفلسطيني يمثّل الشريحة الأكبر من الشباب المهاجر من العالم العربي، بنسبة تصل إلى 26.2 في المائة، ويمثّل هؤلاء المهاجرون 30 في المائة من سكان فلسطين، ويقدرون بـ 1.44 مليون شخص. ويلفت إلى أن معدّلات التعليم عالية بين الفلسطينيّين، وتبلغ نسبة الأمية أقل من 1%. ويرى أن دوافع الهجرة لدى الشباب الفلسطيني هي الدراسة والرغبة بتحسين الأوضاع الاقتصادية، بالإضافة إلى هجرة آخرين برفقة أسرهم.

إلى ذلك، تحدّث الأكاديمي والباحث أيمن زهري عن "الشباب العربي والهجرة الدولية"، وأستاذ التعليم العالي في كلية الحقوق في جامعة محمد الخامس، محمد الخشاني، عن "هجرة الشباب العربي إلى دول الاتحاد الأوروبي: قراءة نقدية في السياسة الأوروبية للهجرة". واعتبر زهري أن "الصراع المسلح، والبطالة والعوامل الاقتصادية، تدفع الشباب بشكل خاص إلى الهجرة". من جهته، رأى الخشاني أن "القرن الواحد والعشرين سيكون قرن الماء والهجرة" في إشارة إلى أزمة المياه. أضاف أن 35% من الشباب العربي يفكر بالهجرة بحسب أرقام المؤشر العربي 2016.

وحول هجرة الشباب العربي إلى أوروبا، رأى أستاذ علوم الإعلام والاتصال في جامعة بسكرة، داود جفافلة، أن وسائل الإعلام الفرنسية "حاولت تصوير اللاجئين السوريين بأنهم خطر على فرنسا ويجب طردهم من البلاد"، في ظل صعود اليمين المتطرف وقرب الانتخابات الرئاسية الفرنسية.