معضمية الشّام.."وعود النّظام السوري كاذبة"

معضمية الشّام.."وعود النّظام السوري كاذبة"

02 مارس 2017
قوات النظام أخلفت وعودها مع الأهالي (جورج أورفلاين/Getty)
+ الخط -
بعد أربعة أشهر ونيّف على تنفيذ اتفاق تهجير المعارضين للنظام السوري من مدينة معضمية الشام، لم تقم قوات النظام بتنفيذ أي من تعهداتها التي وقّعت عليها مع أهالي المدينة وفق ما أفادت به مصادر لـ"العربي الجديد".

ووفقاً لأهالي المدينة المحاصرة في غوطة دمشق الغربيّة، فإن النظام السوري كان قد وعد بأن "معضمية الشام" سوف تكون "نموذجا للمصالحات الوطنية"، وقال أحد مسؤولي النظام "سأجعل من معضمية الشام القرداحة الثانية".

ونصّ الاتفاق الموقع بين "لجنة المعضمية" والنظام السوري على تسليم المعارضة السورية المسلحة في المدينة سلاحها وتسوية أوضاعها، مقابل أن يقوم النظام بالكشف عن مصير المعتقلين والعمل على إطلاق سراحهم، وسحب قواته خارج المدينة، وفك الحصار عنها، وإعادة فتح الأفران ومحطّات الوقود، والسماح للموظفين بالعودة إلى عملهم، وإصلاح البنى التحتية وشبكات الكهرباء والاتصالات.

وقال الناشط داني قباني لـ"العربي الجديد"، إنّ الاتفاق مثله مثل أي اتفاق تم لتهجير الناس مع النظام، لم يطبق منه شيء سوى التهجير، من جانب المعضمية نُفّذ كل شي.. إخلاء الرافضين للمصالحة، وتسليم السلاح، وتسوية أوضاع من تبقى، إضافة لحل كل التشكيلات
والمؤسسّات الثورية، بينما من جانب النظام، انسحب بنسبة معقولة من المناطق التي كان قد سيطر عليها داخل المدينة، ولم يقم بتنفيذ أي من تعهداته الأخرى".

وأضاف: "هناك تغافل ونسيان للموضوع من قبل المعنيين، ولا يوجد أي باب قوة للأسف يمكن من خلاله الضغط على النظام، ومن المتوقع أن يبدأ النظام بسحب الناس إلى "خدمة الجيش" قريبا".



وفي السياق نفسه، أكد أهالي المدينة أن عدد المعتقلين بعد توقيع الاتفاق ازداد ولم ينقص، والنظام لم يطلق سراح أي معتقل سابق، بينما لا تزال جنود قوات النظام مستقرة داخل المدينة.

وتحدث "أحمد المعضماني" لـ"العربي الجديد"، عن غلاء الأسعار في المدينة نتيجة عدم سماح النظام بدخول المواد الغذائية إلا عن طريق تجّاره وشبيحته، حيث يأخذون ضرائب على البضاعة، وبعض التجار في المعضمية لا يجرؤون على الخروج خشية الاعتقال.

"المعضمية تعيش في سجن كبير، المشافي والمستوصفات لا تعمل، وحتى مجاري الصرف الصحي خارج الخدمة"، بحسب المعضماني، و"ضباط النظام يتاجرون بمادة البنزين على حواجزها، ولم أتمكن من العودة إلى عملي بحجة أن وزارة العمل قامت بفصلي".

وأكد المعضماني وهو من المدنيين المنقطعين عن العمل: "وعود النظام كاذبة ولجنة المصالحة خذلت المعضمية وأهلها، طلاب الجامعات لم يعودوا إلى جامعاتهم، والموظفون لم يعودوا إلى وظائفهم".

وكان النظام السوري برعاية روسيا والأمم المتحدة قد هجر في 19 أكتوبر/تشرين الأول 2016 المعارضين له من مدينة معضمية الشام بعد حصار فرضه على المدينة واستمر أكثر من ثلاث سنوات.