"العربي الجديد" داخل متحف الموصل: "داعش" دمّر الحضارات

"العربي الجديد" داخل متحف الموصل: "داعش" دمّر الحضارات

الموصل

علي الحسيني

avata
علي الحسيني
15 مارس 2017
+ الخط -


تحوّل متحف الموصل؛ ثاني أهم متاحف العراق بعد متحف بغداد، وأحد أكبر عشرة متاحف عربية، إلى أطلال وخراب، ولم يبق من مقتنياته إلا قطع متناثرة من الأحجار.

كان المتحف يضم قبل تدميره على أيدي تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش) آثار الحضارات المتعاقبة في العراق، من الحضارة الآشورية والبابلية مروراً بالحضارة الإسلامية، وانتهاءً بالحقبة العثمانية، واختفت وثائق ومخطوطات موغلة في القدم وحلي نفيسة، كما دمرت أو نهبت قطع أثرية وتماثيل ومنحوتات يعود عمرها إلى مئات السنين.

تجول "العربي الجديد"، داخل المتحف، أو ما تبقى منه، لتكشف الكاميرا مقدار الدمار الهائل الذي وقع فيه. يقول العقيد محمد سعدون، وهو أحد ضباط الشرطة الذين دخلوا المتحف بعد استعادة الساحل الأيمن من مدينة الموصل، لـ"العربي الجديد" "دمر داعش كل شيء. لم يبق شيء. سرقوا بعض محتويات المتحف وحطموا البعض الآخر".

ويضيف "أظهر التنظيم مبكرا مشاهد مصورة لتحطيم التماثيل الآشورية والتحف التي كان يضمها المتحف بدعوى أنها أصنام. حتى يوم هزيمته كان "داعش" يتخذ من المتحف مقراً بعد سرقة محتوياته".

ويعتبر الضابط العراقي أن "جريمة تدمير المتحف وحدها تمثل كارثة، ليس للعراقيين بل للإنسانية. كان المتحف يحوي ما يمكن وصفه بالسرد التاريخي لجزء من حضارة البشر" على حد تعبيره.

وبحسب سكان محليين، فإن أحد مسؤولي المتحف، الدكتور وليد عامر، أصيب بجلطة دماغية بعد مشاهدته لقطات روجها تنظيم "داعش" أثناء تدمير المقتنيات، وما زال طريح الفراش منذ نحو عامين.

وتم تشييد متحف الموصل بشكله الحديث عام 1952 ليضم آلاف القطع الأثرية العراقية، وتحول اليوم إلى بناء مهدم تتناثر فيه حطام التماثيل والتحف المدمرة.

ذات صلة

الصورة
دمار هائل في أحياء الموصل (أحمد الربعي/فرانس برس)

أخبار

حصل "العربي الجديد" على شهادات مأساوية لعراقيين عالقين داخل ساحل الموصل الغربي الذي يسيطر عليه تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش)، أكدوا أنهم يلجأون إلى أكل القطط والحشائش لسد الجوع، إضافة إلى تسجيل حالات وفاة أطفال ومسنين بسبب الجوع.
الصورة
أربعة ملايين نازح عراقي: غربة داخل الوطن

مجتمع

للعام الثالث على التوالي، تستمر أزمة نزوح العراقيين عن منازلهم متخذين من الخيام والهياكل الحديدية في الصحاري والمناطق النائية سكناً داخل وطنهم، بعد أن رفضت الحكومة العراقية دخولهم إلى العاصمة بغداد، وفرضت نظام الكفيل.
الصورة
متحف الموصل بات أطلالا (أحمد الربعي/فرانس برس)

منوعات

جال "العربي الجديد"، داخل متحف الموصل، أو ما تبقى منه، لتكشف الكاميرا مقدار الدمار الهائل الذي وقع فيه.
الصورة
أوضاع مأساوية في الحويجة العراقية (مروان إبراهيم/فرانس برس)

أخبار

يعاني نحو 300 ألف عراقي محاصرين في بلدة الحويجة، بمحافظة كركوك (شمال)، من أوضاع إنسانية صعبة، بالتزامن مع تعرضهم لإجراءات تعسفية من جانب تنظيم "الدولة الإسلامية"، كما تعاملهم قوات "البشمركة" الكردية بقسوة وتعتدي بالضرب على كل من يحاول الهرب.