"جوعانة"... أول كلمة لطفلة انتشلت من تحت الأنقاض بالموصل

"جوعانة"... أول كلمة لطفلة انتشلت من تحت الأنقاض بالموصل

12 مارس 2017
ارتفاع عدد الضحايا جراء معركة الموصل (العربي الجديد)
+ الخط -





تمكنت قوات أمن عراقية اليوم الأحد من انتشال طفلة في السابعة مع شقيقها، بعد قصف جوي استهدف منزلهما ليلة الجمعة الماضية على أطراف حي نابلس وسط الموصل، حيث تجري معارك طاحنة بين القوات العراقية مدعومة بوحدات أميركية برية وطيران جوي للتحالف الدولي.

واستدعت صرخات أطلقتها الأم استمرت يوماً كاملاً قبل وفاتها انتباه القوات الموجودة هناك، ما دفعها إلى التحرك وطلب جرافات لرفع أنقاض المنزل، حيث وجدوا طفلة عمرها سبع سنوات مع شقيقها البالغ نحو 4 سنوات وهما يصارعان الموت تحت كتلة حجرية كبيرة. حالف الحظ الطفلان لأن الركام لم يطبق عليهما، ووجود أمهما (نحو 30 عاما) على مقربة منهما، لكنها أصيبت بنزيف في رأسها حتى فارقت الحياة.

وذكرت مصادر في الجيش العراقي لـ"العربي الجديد" أن "الطفلة وشقيقها نقلا إلى مركز طبي عسكري، في حين تم انتشال جثة الأم والأب، وجرى التعرف على ملامح الأخير بصعوبة وهو موظف يعمل في مصنع للألبان بالموصل".

ووفقا للمصادر ذاتها فإن الطفلة التي كانت فاقدة للوعي عند انتشالها، تلفظت في المستشفى بأولى عباراتها بعد استفاقتها باللهجة العراقية قائلة: "جوعانة خلي ماما تسويلي أكل".

وأشار النقيب طبيب أحمد إبراهيم بحديث لـ"العربي الجديد" إلى التواصل مع عمّ الطفلين، وهو نازح في مخيم قريب، كي يأخذهما بعد انتهاء العلاج، لافتاً إلى أنهما نجوَا بأعجوبة.

وتشير تقارير ميدانية عراقية إلى ارتفاع عدد الضحايا جراء معركة الموصل حتى الآن إلى أكثر من ألفي قتيل وجريح غالبيتهم نساء وأطفال، بفعل القصف الجوي للتحالف الدولي بقيادة واشنطن، والقصف الصاروخي للجيش العراقي فضلا عن العمليات الانتحارية لتنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش).

ويمنع التنظيم أهالي المدينة من الخروج ويفرض عقوبات تصل للقتل بحق من يحاول الفرار إلى ما يسميها "ديار الكفر"، في إشارة إلى المناطق الخاضعة للحكومة العراقية.

وحتى مساء اليوم الأحد قال مسؤولون عراقيون إن عدد النازحين ارتفع إلى أكثر من 90 ألف مدني توزعوا على 12 مخيما قرب الموصل.