طلاب لبنان يستعرضون همومهم الأكاديمية والاجتماعية

طلاب لبنان يستعرضون همومهم الأكاديمية والاجتماعية

08 فبراير 2017
طلاب جامعات لبنانية في الملتقى (حسين بيضون)
+ الخط -
شارك 130 طالباً وطالبة من 23 جامعة لبنانية في اللقاء الحواري الذي نظمه "ملتقى التأثير المدني" في العاصمة بيروت، الأربعاء، لعرض طموحات الشباب اللبناني والهواجس التي يعاني منها وبينها البطالة والهجرة وحظر العمل السياسي.


وعلى الرغم من اعتماد رئيس الحكومة اللبنانية، سعد الحريري، على أزمة البطالة بين الشباب كمقدمة لخطاب نيل الثقة أمام البرلمان قبل شهرين، إلا أن هواجس الطلاب لم تتبدل خلال العهد الرئاسي الجديد.

وركّزت مداخلات الطلاب على عناوين "الطائفية والإرهاب والبيئة والفساد وهجرة الشباب، والسياسةِ التربوية، والنظامِ الانتخابيّ، والهجرةِ، ومشاركة المرأة في الشأن العام"، في معرض إجاباتهم على ثلاثة أسئلة وُجهت إليهم، وهي: ما هي المشاكل التي يُعانيها لبنان انطلاقاً من مشاكل الطلاب؟ وما هي الحلول والأولويات الإصلاحية في لبنان؟ وأخيراً، ما هي آليات التحركّ المشتركة التي ينبغي اعتمادها لتحقيق الحلول؟.

واستهل رئيس مجلس طلاب كلية الحقوق في الجامعة اللبنانية الرسمية، محمد شمص، الحديث، فشكا من تحويل النظام اللبناني للشهادة الجامعية إلى "مجرّد ورقة تعلّق على حائط المنزل، أغلب الخريجين يلجأ إلى الهجرة لتأمين لقمة العيش"، ووصف منشآت الجامعة اللبنانية بـ"المهترئة"، وانتقد غياب الانتخابات الطلابية في الجامعة منذ عام 2005، واعتماد معايير المحسوبيات والواسطة والتبعية الطائفية في التوظيف، داعياً إلى "إلغاء وباء الطائفيّة السياسية وبناء الدولة المدنية".

وتحدث ممثل طلاب الجامعة الأنطونية، جوليان بصيبص، عن "الإرهاب وحقوق الإنسان"، وأشار إلى أن ثمانية آلاف لبناني التحقوا بمناطق النزاع في سورية والعراق، متوقعاً أن يزيد الرقم "ما دامت أبسط حقوق المواطن في لبنان غير مؤمّنة"، مشدّداً على أن مكافحة الإرهاب "لا تقتصر على الناحية العسكرية المعلوماتية، بل ‎يجب أن تكون أيضاً على المستوى الاجتماعي، لأن ‎الأفراد الذين يلتحقون بالتنظيمات هم ضحية الجهل والفقر وانعدام الشعور بالانتماء".


الانتخابات الجامعية
وتحدثت عن طلاب الجامعة الأميركية في بيروت، ميرا فخر الدّين، داعية إلى إشراك الشباب في وضع قانون الانتخابات الجديد، وقالت إن "قمة الإصلاح الذي يطمح إليه الطلاب هو أن تلغى الطائفية من معايير الانتخاب".

ومثّلت ميراي مدّاح، طلاب الجامعة الأميركية للعلوم والتكنولوجيا، وتطرقت إلى المعوقات أمام اعتماد الكوتا النسائية في الانتخابات اللبنانية، وشددت على أهمية الإصلاحات التعليمية "عاجلا وليس آجلا"، لإرساء معيار المساواة بين الجنسين.

أما ممثلة طلاب جامعة البلمند، هالة مزهر، فتناولت موضوع الاغتصاب كمثال على القوانين المجحفة تجاه المرأة، معتبرة أن الطريق طويل في ما يتعلق بالتشريعات المطلوبة في هذا المجال. ورأت أن "على الدولة أن تحد من حمايتها للمغتصبين الذين يتذرعون بالحقوق الزوجية التي تتجاهل تماماً حق المرأة بالرفض أو الموافقة".


وعدد الطالب محمد المغبط، من مركز حقوق الإنسان في جامعة بيروت العربية، الحقوق والحريّات الفرديّة التي كفلها الدستور، ودور وزارة الدولة لحقوق الإنسان التي باستطاعتها تشكيل لجان تسهر على ضمان تطبيق هذه النصوص.


أزمة النفايات
وتحت عنوان "كارثة النفايات: نحو تنمية مستدامة"، تحدثت ممثلة المعهد العالي للأعمال، رشا حدّاد، والتي اعتبرت أن حلّ مشكلة النفايات يكمن في "الفرز من المصدر، ونقل النفايات من المصدر نحو مراكز المعالجة بحسب نوعها، وإعادة الفرز، وإعادة تدوير بعض النفايات، وتحويل النفايات العضوية إلى سماد والبقية إلى طاقة غير ملوثة". لكنها شددت على ارتباط مسألة النفايات بالتنمية المستدامة.

وركّز ممثل جامعة هايغازيان، نجيب صفيّ الدّين، على موضوعي التعليم الجامعي والقضاء. وفي الأول، انتقد "عدم وجود دعم مادي من الدولة يتيح خفض الأقساط الجامعيّة"، و"عدم تأمين وضمان فرص العمل بعد التخرّج"، و"عدم توافر وسائل نقل عام للطلّاب الذين يدرسون في العاصمة ويعيشون خارجها".

وقدّمت عضو الهيئة الطلابية لكلية الحقوق في جامعة الروح القدس، انغريد غانم، باسم طلاب الكلية، مشروعاً عن هجرة الشباب من لبنان، فعرضت لأسبابها ومنها "السعي إلى مستوى علمي أفضل، وسوق عمل أوسع، ورواتب محترمة وحياة اجتماعية أرقى". وكشفت عن نتائج دراسة إحصائية تُظهِر أن 88 في المائة من العينة يرفضون مغادرة لبنان في حال كانت حاجاتهم مؤمنة.

ومثّل طلاب الجامعة اللبنانية الأميركية، مجد خيامي، والذي تناول أثر اللامساواة الجندريّة، ولاحظ أن "ضعف الأمان يدفع الناس للجوء إلى الأحزاب والمجموعات وهو ما يمكن أن يمنحهم الأمان ولكن في المقابل يؤدّي بهم نحو التطرّف".

وتحدث رئيس الهيئة الطلابيّة في جامعة سيّدة اللويزة، أسعد دلبتاني، عن الانتخابات الطلّابيّة، فسأل: "كيف يمكن أن نكون كطلاب مثقفين حماةً للديمقراطية إذا كان ممنوعاً علينا أن نمارس هذه الديمقراطية في جامعاتنا التي يفترض أن تكون مرحلة تمهيدية للمشاركة في الحياة السياسية؟ وكيف يمكن أن نطالب بقانون انتخاب وبخفض سن الاقتراع إلى 18 عاماً على مستوى الوطن فيما نحن ممنوعون من الانتخاب على صعيد أضيق بكثير وهو جامعاتنا؟".

وكانت الإنتخابات الطلابية محور كلمة نورا سمّورا، من جامعة رفيق الحريري، والتي دعت إلى "انتخابات جامعية تخلو من الانتماءات السياسية"، وقالت إن على الطلاب أن يبدأوا "تغيير منهج الانتخابات لتقوم على أساس الكفايات".

أما عضو "نادي النسوية" في جامعة القديس يوسف، يمنى شام، فتناولت موضوع البيئة، ولاحظت أنّ لبنان "يغرق في مشاكله السياسية والأمنية التي تجعل البيئة شأناً ثانويًا رغم أن لا أولوية تفوقها كونها مرتبطة بشكل مباشر بصحة الإنسان". ودعت إلى "التركيز على الجيل الجديد لتنشئته على البيئة النظيفة من خلال إدخال البيئة في المنهج التعليمي".

المساهمون