حمزة... جامعي يحلم بالعمل

حمزة... جامعي يحلم بالعمل

27 فبراير 2017
يتابع الماجستير في جامعة الجنان (العربي الجديد)
+ الخط -
العمل هو الفرصة التي ما زال الشباب الفلسطينيون يبحثون عنها بعد حصولهم على الإجازة في لبنان. فالتعليم من أولويات معظمهم لكنّه لا يأتي بالنتيجة المطلوبة على صعيد العمل، إذ تمنع الدولة اللبنانية عن الفلسطيني مهناً عدة، خصوصاً ما ينالون في اختصاصاتها شهادات جامعية.

حمزة طحيبش (25 عاماً) يقع في هذه الورطة. هو شاب فلسطيني من بلدة عمقا، قضاء عكا، يقيم في مخيم عين الحلوة للاجئين الفلسطينيين في صيدا، جنوب لبنان. هو لا يعرف بلداً آخر غير لبنان. يقول حمزة: "درست في جامعة الجنان، في صيدا، اختصاص المحاسبة. وعندما حصلت على الإجازة الجامعية بحثت عن عمل، فلم أجد، بل واجهت صعوبات عديدة، والسبب كما غيري من الشباب أنّني فلسطيني. الشركات التي تقدمت للعمل فيها لا توظف في المجمل فلسطينيين، خصوصاً إذا كان المتقدم من مخيم عين الحلوة بالتحديد، فهم يخافون من المخيم، بسبب الوضع الأمني والاجتماعي فيه. عندما كنت أبرز لهم بطاقة الهوية وأخبرهم أنني مقيم في مخيم عين الحلوة لا يقبلون حتى بتقديمي طلب العمل".

يتابع: "أحبطت بعد أمل، فقررت متابعة تحصيلي العلمي. لذلك، أدرس الماجيستير في الإدارة، في الجامعة نفسها، علّ ذلك يساهم في تحسين فرصتي. فبينما من حقي أن أؤمّن مستقبلاً يليق بي وبقدراتي العلمية، ومن حقي أن أكوّن عائلة وأعيش حياة طبيعية، لم أحصل على أيّ من ذلك حتى اليوم". يتابع: "تطوعت في جمعيات تنموية وخيرية لأكتسب خبرة في العمل الإداري، ثم، وبهدف تأمين أقساط الجامعة، بدأت العمل في إحدى الجمعيات التي كانت متوقفة، فأعدنا تفعيل نشاطها، ومن ضمن عملنا الحالي: كفالة الأيتام، وتنظيم نشاطات ترفيهية للأطفال، وإعالة بعض الأسر، ودعم أسر أخرى محتاجة، وتقديم الدعم النفسي للأطفال، خصوصاً في مخيم عين الحلوة حيث يعيش الأطفال أزمات نفسية بسبب الوضع الأمني المتوتر باستمرار، وكذلك، نقدم في الجمعية مساعدات للنازحين من سورية".


يقول حمزة: "الشاب الفلسطيني طموح، ويحبّ الدراسة، لكنّه يواجه صعوبات عدة، ولا يستطيع تحقيق حلمه، حتى إنّ حلم فرصة العمل اللائقة يمسي مستحيلاً، ولا إمكانية أبداً لتحقيقه في لبنان. كلّ ذنبه أنّه جاء إلى الحياة فسمّي لاجئاً فلسطينياً، والأسوأ على الإطلاق أن يعيش في مخيم عين الحلوة".

يضيف: "لكنّ المعنيين بالفلسطينيين لا يأبهون بهذه الأمور، ولا للمعاناة التي يعيشها الشباب ولا يصغون إلى معاناتهم ومشاكلهم، ولا يعتبرونها مشاكل عامة تواجه كلّ الشباب الفلسطينيين، بل شؤون شخصية على كلّ شاب أن يتدبّر حلّها وحده". يتابع: "الشعب الفلسطيني في لبنان عامة يعيش من قلة الموت. نحن لا نستطيع إيصال صوتنا للمعنيين، لأنّ هؤلاء لا يريدون أن يصغوا. عندما يصل الأمر بالشباب الفلسطينيين إلى هذا الحد من التطنيش (التجاهل) والضغوط الاجتماعية والنفسية والمادية، فإنّهم قد يرتكبون ما هو غير قانوني وقد يمعنون أكثر في تدمير مستقبلهم، كتعاطي المخدرات والكحول. كذلك، قد يتجه الشباب إلى التطرف الديني السلبي الذي قد يرتدّ سلباً عليهم في مختلف النواحي".

يختلف طحيبش عن غيره من الشباب الفلسطينيين الذين حاولوا الهرب من هذه البلاد بعدما ضاقت بهم السبل: "لا أفكر بالهجرة إلى أي بلد أوروبي، فقد اطلعت على أحوال الكثير من أصدقائي المهاجرين. هم واجهوا صعوبات عدة، وخسروا سنوات من عمرهم وأموالاً كثيرة، ولم يصلوا إلى شيء بعد. بعضهم ما زال يتخبط هنا وهناك، ومنهم من استطاع العودة. الفلسطينيون ممنوعون من العمل هنا وممنوعون من الهجرة ويكادون أن يكونوا ممنوعين من كلّ شيء".

يدعو طحيبش جميع المعنيين الفلسطينيين إلى النظر في وضع خريجي الجامعات الفلسطينيين في لبنان، ممّن ينفقون الوقت والمال حتى يحصلوا على الإجازة في مختلف الاختصاصات. ويتمنى من هؤلاء التواصل مع المسؤولين اللبنانيين من أجل إتاحة المجال أمام الشباب للعمل في اختصاصاتهم، لا غير.

المساهمون