أفواج الجياع

أفواج الجياع

23 فبراير 2017
ينتظرون حصتهم (أولي شريف/Getty)
+ الخط -

هؤلاء في الصورة لا يملكون شيئاً. حتى الغذاء والماء لا يملكونهما. خسروا أرضاً وبيتاً وموارد في بلدهم الشحيح بدوره، ليتحولوا إلى لاجئين ينتظرون مساعدات بالكاد تأتي. هم صوماليون هربوا من الحرب في بلادهم ثم انضمت إليهم أفواج هاربة من الجفاف الذي قضى على أيّ إمكانية لتأمين لقمة العيش الغالية. وها هم اليوم في كينيا المجاورة ينتظرون كما ينتظر الكينيون أيضاً ما ينقذهم.

المنظمات الدولية في دورها تنتظر المانحين. تنتظر مئات ملايين الدولارات كي تطعم هؤلاء الفقراء في أربع دول أفريقية ترفع رايات الخطر الحمراء في الوقت الراهن، هي الصومال وإثيوبيا وكينيا وأوغندا. فماذا يحصل إن لم تتأمن المساعدات؟

يشير تقرير منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسف) إلى أنّ الفشل في الاستجابة لهذه الأزمة الغذائية الحادة يعني أنّ 12.8 مليون إنسان لن تصلهم المساعدة المنقذة للحياة. ويعني أنّ نحو 14.2 مليون إنسان لن يتمكنوا من الوصول إلى المياه الآمنة، ما يعني بدوره زيادة الأمراض بينهم.

ويعني أيضاً تدميراً إضافياً للأنظمة التربوية وتسرباً للتلاميذ يصل إلى ستة ملايين في الصومال وإثيوبيا وكينيا، مع ما في ذلك من تداعيات حاضرة ومستقبلية خطيرة. وعلى المدى الطويل فإنّ الجفاف سيؤدّي إلى تدمير القطاع الزراعي في بلدان تعيش على الزراعة.

هي أزمة خطيرة إذاً، تتطلب التدخل العاجل. وهي أزمة لا تمسّ فقط المنظمات الإنسانية، بل الإنسانية نفسها.


المساهمون