نزوح من برزة والقابون بدمشق... النظام يضغط باتجاه "تسوية"

نزوح من برزة والقابون بدمشق... النظام يضغط باتجاه "تسوية"

21 فبراير 2017
القصف على حي القابون (مسلم عبد الباسط/فرانس برس)
+ الخط -



تزامناً مع عمليات القصف التي بدأتها قوات النظام مستهدفة أحياء تشرين وبرزة والقابون شمال العاصمة دمشق، يجهد أهالي هذه الأحياء في البحث عن طرق للفرار من مناطق الخطر في أحيائهم للنجاة بأرواحهم، إلا أن حواجز قوات النظام المحيطة ببرزة لليوم الثالث على التوالي، تمنع خروج المدنيين باستثناء الطلاب والموظفين.

وأكد عدنان معتصم الدمشقي مدير مكتب برزة الإعلامي لـ "العربي الجديد" أن "عدداً كبيراَ جداً من الأهالي حاولوا مغادرة الحي، لكن لم يسمح إلا لعدد من الموظفين والطلاب بالخروج إلى مناطق سيطرة النظام هرباً من القصف الذي تتعرض له أحياؤهم".

وأشار الدمشقي إلى أن "قوات النظام واصلت منذ الصباح الباكر استهداف برزة، ومنطقة شارع الحافظ بأربعة صواريخ ألقاها الطيران الحربي على رؤوس المدنيين الآمنين، ما أدى إلى مقتل سبعة أشخاص بينهم طفلان وعدد كبير من الجرحى، انتشلوا من تحت أنقاض المنازل وحالات بعضهم حرجة. وتكاد النقاط الطبية في القابون وبرزة لا تخلو من الجرحى، وفرق الدفاع المدني لم تتوقف منذ أيام عن إخلاء الجرحى والمصابين".

وغادر عدد من أهالي حي تشرين الذي تعرض لقصف مكثف منازلهم وفروا إلى حي القابون، في حين نزوح العشرات من أهالي الغوطة المتواجدين في هذه الأحياء عائدين إلى قراهم بالرغم من كونها في مرمى نيران طيران النظام أيضاً، كما نزح آخرون إلى مدينة التل المجاورة.

ويقول أبو خالد وهو أب لثلاثة أطفال يعيش في حي برزة: "سقط صاروخ بالقرب من منزلنا، عدت راكضا من عملي كالمجنون والحمد لله أني وجدتهم بخير، حملت طفلي الصغير وطلبت من زوجتي وأولادي أن نغادر فوراً، تركنا كل شيء وعدنا إلى منزلنا نصف المهدّم في دوما، لكن وجدنا أن دوما تتعرض للقصف منذ الصباح، لن يكف النظام عن القصف حتى يأخذ كل شيء، لم نعد نعرف أين نذهب، نزحت العام الماضي من دوما بعد أن أنهكنا الحصار والفقر، وذهبت لأعمل وأسكن في برزة، لكن النظام لا يترك لنا مكاناً لنعيش بأمان".





كما أشار محمد الفقري وهو من أهالي مدينة التل المجاورة إلى أن "عشرات النازحين من حيي برزة والقابون وصلوا صباح اليوم إلى المدينة، منهم من توجه إلى منازل معارفه وأقاربه في المدينة، في حين استقبلت المساجد آخرين".

وأوضح الدمشقي أن "الحملة الأخيرة لقوات الأسد على هذه الأحياء تهدف للضغط على أهلها وإجبارهم على عقد اتفاق تسوية جديد شبيه بالاتفاق الذي عقد في العديد من مناطق ريف دمشق".

القصف على حي برزة الدمشقي (فيسبوك) 



وأظهرت تسجيلات بثها مكتب برزة الإعلامي حجم الدمار الكبير في ممتلكات ومنازل المدنيين الذي خلفته قصف قوات النظام بصواريخ فيل.

إضافة إلى القصف الصاروخي، يواجه عدد من السكان المتواجدين في منطقة البساتين في محيط حي برزة خطر القنص بنيران قناصة مشفى تشرين العسكري المطل على مناطقهم، ما يمنع حركتهم ويتسبب بسقوط إصابات يومية.

يذكر أن أحياء برزة والقابون تخضع لسيطرة قوات المعارضة السورية منذ منتصف عام 2012، إلا أن القوات المسيطرة عليها أبرمت اتفاق هدنة مع قوات النظام بداية عام 2014، قضى بوقف العمليات العسكرية بين الطرفين واستمرار سيطرة المعارضة على الحي.

ويعيش أهالي هذه الأحياء منذ ثلاث سنوات حالة هدوء نسبي، كان يُسمح بدخول المواد الغذائية والمنتجات وحركة دخول وخروج محدودة لأهلها بين أحيائهم والعاصمة السورية دمشق. ونزح إلى هذه الأحياء عدد كبير من أهالي الغوطة الشرقية المتاخمة، والتي تعرضت لحملات عسكرية شرسة من قبل قوات النظام.