هل تهجر الحركة النسائية نيويورك؟

هل تهجر الحركة النسائية نيويورك؟

17 فبراير 2017
ضد سياسات ترامب (سكوت أولسون/ Getty)
+ الخط -
اقترب شهر مارس/آذار. وككل عام، ستكون مدينة نيويورك مقصداً لمئات النساء من حول العالم في هذا الشهر للتجمّع في محفل "لجنة أوضاع النساء الدولية". هذا هو العام الواحد والستون لاجتماعات اللجنة. لكنه لن يكون ككل عام. مع القرارات التي صدرت مؤخراً من إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب بمنع منح تأشيرات دخول للمواطنين من سبع دول وبلدان عربية وإسلامية هي العراق وسورية واليمن وليبيا والصومال والسودان وإيران، بدأت النقاشات حول فعالية ونتائج اجتماعات اللجنة. إذا كانت النساء من هذه البلدان (وربما غيرها) غير قادرات على الدخول إلى الولايات المتحدة، كيف يمكن أن تصل أصوات تلك النساء وأصوات غيرهنّ من تلك البلدان؟

إن لجنة أوضاع النساء هي هيئة دولية مخصصة للبحث في تطور أوضاع النساء وللسير قدماً في تحقيق المساواة الجندرية وتمكين النساء. يساهم هذا الصرح سنوياً بكونه أداة فعالة في تعزيز حقوق النساء، عبر توثيق واقعهن ومشاكلهن من حول العالم، واضعاً بذلك معايير دولية للمساواة والتمكين.

كيف سيكون اجتماع لجنة أوضاع النساء هذا العام؟ تتوالى ردات الفعل النسوية والنسائية على قرار ترامب والتداعيات الفعلية بالترحيل أو رفض دخول الولايات المتحدة لكثير من المواطنين نتيجة ذلك القرار. كيف سيكون شكل التضامن النسوي لهذا العام؟ كيف هو شكل الموقف النسوي الإقليمي والعالمي من هذا القرار؟ هل من الممكن أن تتم مقاطعة اجتماع لجنة أوضاع النساء لهذا العام من قبل المنظمات النسوية والنسائية؟ وماذا لو كان ذلك هو تماماً ما يريده ترامب؟ وإذا ما قررت تلك النساء مقاومة مثل هذا القرار العنصري والتمييزي عبر استمرار خيار الذهاب إلى نيويورك ورفع أصوات النساء اللواتي لن يستطعن الذهاب، ألن يكون ذلك ما ناضلت الحركة النسائية لعشرات السنوات من أجل إلغائه (عقدة المنقذ الأبيض)؟ هل ثمة تراجع تدريجي لمكتسبات وتقدمات قامت بها الحركات النسائية من حول العالم؟

الكثير من الأسئلة يطرح، وليس هناك من أمر محسوم بعد. تميل بعض الاتجاهات إلى تسجيل موقف عبر المطالبة بنقل اجتماعات اللجنة من نيويورك إلى جنيف، ضمن سياق اجتماعات مجلس حقوق الإنسان. وأخرى تؤكد ضرورة الاستمرار والمقاومة عبر دعم التوافد إلى نيويورك في الفترة ما بين 14 و24 مارس، للضغط على ترامب وحكومته. ما بين هذين الموقفين، يبقى المؤكد أن التشديد الحالي الذي تشهده الولايات المتحدة الأميركية تحت شعار "رهاب الأجانب" وما له من تداعيات على حقوق النساء والإنسان، قد يُخسّر الحركات النسائية العالمية الكثير من المكتسبات. مكتسبات ناضلت النساء لأكثر من سبعين عاماً للحصول عليها.

(ناشطة نسوية)

المساهمون