معاناة موريتانيين بسبب جوازات سفرهم

معاناة موريتانيين بسبب جوازات سفرهم

11 فبراير 2017
ربّما لم ينتبهوا جميعاً إلى صلاحيّة جوازات سفرهم(فرانس برس)
+ الخط -
تعاني الجالية الموريتانيّة في بعض دول الخليج بسبب عدم قدرتها على تجديد جوازات سفرها، وتسجيل المواليد الجدد، نتيجة غياب مكاتب لوكالة الوثائق المؤمنة فيها، باستثناء السعودية والإمارات العربية المتحدة، ما جعل عدداً من الموريتانيين في بقيّة دول الخليج مضطرين إلى السفر إلى السعودية أو الإمارات قبل انتهاء صلاحيّة جوازاتهم بستة أشهر، أو العودة إلى موريتانيا.

يقول مصدر من مكتب الجالية الموريتانية في قطر لـ "العربي الجديد" إنّهم قدّموا لائحة تضمّ أكثر من 500 حالة إلى السفارة الموريتانيّة في الدوحة، تنتهي صلاحيّة جوازات سفرها قبل شهر سبتمبر/ أيلول من عام 2017، في وقت انتهت صلاحيّة جوازات سفر آخرين، ولم يعد بإمكانهم السفر إلى الإمارات العربية المتحدة أو السعودية.

وبحسب المصدر نفسه، فقد كانت السفارة إيجابيّة، إلّا أنّ المشكلة تكمن في أنّ وكالة الوثائق المؤمنة مستقلة ولا تتبع وزارة الخارجيّة، ما جعل المئات من أفراد الجالية في الدوحة يواجهون مشكلة انتهاء تاريخ صلاحيّة جوازاتهم. وفي ما يتعلّق بانتهاء تاريخ صلاحيّة جوازات السفر في وقت واحد، يوضح أنّ الحكومة الموريتانيّة غيّرت نظام الوثائق المؤمّنة في عام 2012. وبحسب النظام الجديد، عدّلت جوازات السفر في وقت واحد تقريباً.

في هذا السياق، يسأل الموريتاني محمد عالي الهاشمي: "لا أفهم لماذا لا ترسل الوكالة الوطنية للوثائق المؤمنة في موريتانيا فريقاً إلى الدوحة، رغم المناشدات المتكرّرة من قبل أفراد الجالية"؟ ويشير إلى انتهاء صلاحيّة جوازات سفر المئات، لافتاً إلى أن تكاليف السفر باهظة وظروف العمل قد لا تسمح للبعض بالسفر، عدا عن بعض المشاكل اللوجستية. يضيف أنّه يمكن تجاوز هذه المشاكل في حال أرسلت الجهة الوصيّة بعثة من شخصين أو ثلاثة إلى الدوحة لمدة أسبوع.

من جهته، يوضح سيد محمد ولد الشيخ المقيم في الكويت، أنّه توجّه إلى موريتانيا قبل شهر بهدف تجديد جواز سفره، ولم يتمكّن من إكمال تجديده بسبب "بيروقراطية وكالة الوثائق المؤمنة". يضيف أنّ "مشكلة في كتابة اسم أحد أبنائي جعلتني مضطراً إلى تجديد جميع الأوراق المدنية للعائلة" وبالتالي أخّر سفره أسبوعاً إضافياً، رغم انتهاء مدة إجازته. ويرى أنّه "على الحكومة الموريتانية أن تفتتح مكاتب لوكالة الوثائق المؤمّنة في الدول التي توجد فيها جالية موريتانية"، لافتاً إلى أن "الرجوع إلى الوطن من أجل تجديد جواز السفر أو تسجيل الأبناء الذين ولدوا في الخارج يؤدي إلى خسارتنا مالاً كثيراً، خصوصاً وأن أفراد الجالية ملتزمون بأعمال ووظائف، ولا يمكن لهم طلب إجازة في أي وقت".


محمد ولد السيد، وهو موريتاني مقيم في البحرين، يقول لـ "العربي الجديد" إنه سافر إلى الإمارات بهدف تجديد جواز سفره، وها هو ينتظر تسلّم جواز السفر الجديد. يسأل: "ما فائدة السفارات إذا كانت لا تستطيع تجديد جواز سفر أو تسجيل طفل مولود؟ لماذا لا تغلق أبوابها"؟
أما محمد ولد الفاضل، فيحمّل الموريتانيّين المسؤوليّة الكيرى، لأنّهم لا يهتمّون بتجديد جوازات سفرهم، وينتظرون إلى حين انتهاء تاريخ صلاحيتها. يضيف أنّ هناك مكتبين في الإمارات والسعودية، ويمكن تجديد جواز السفر في موريتانيا، لافتاً إلى أنّ السفارات تمنح أفراد الجالية وثائق سفر لمن انتهت صلاحية جوازاتهم، في حال كانوا متجهين إلى موريتانيا. ويشير إلى أن هذا يؤكد إهمال غالبيّة أفراد الجالية، الذين لا يبادرون إلى تصحيح وثائقهم وتجديد جوازات سفرهم في الوقت المناسب، وقبل انتهاء المدة القانونية.

ورغم الاختلاف في وجهات النظر، تبقى هذه مشكلة يواجهها عدد من الموريتانيين المقيمين في الخارج.

إجراءات معقدة
يقول حمادي ولد أحمد، وهو موريتاني مقيم في السعودية، لـ "العربي الجديد": "إجراءات الحصول على جواز سفر أو تجديده لدى القنصليّة في جدة ليست موجودة في أية دولة في العالم باستثناء موريتانيا". يضيف أن "هذه المماطلة قد تجعل البعض يظنّ أنّنا دولة يقطنها عدد كبير من السكان، إلا أن عددنا لا يتجاوز الثلاثة ملايين نسمة".

المساهمون