فوز السوري محمد الجندي بجائزة دولية لدوره بتعليم اللاجئين

فوز السوري محمد الجندي بجائزة دولية لدوره بتعليم اللاجئين

05 ديسمبر 2017
محمد الجندي يتسلم الجائزة(فيسبوك)
+ الخط -


"المستقبل غير واضح ولا يمكنني السيطرة عليه، لذلك توقفت عن القلق بشأن ذلك. أريد أن أركز على ما يمكنني القيام به الآن"، هي الفكرة التي انطلق منها اللاجئ السوري المراهق محمد الجندي منذ أربع سنوات، وأسس مدرسة للاجئين في لبنان، ونال نتيجة جهده الجبار جائزة دولية مرموقة.

هي الجائزة ذاتها التي نالتها مالالا يوسفزاي عام 2013، وسلّمتها أمس الإثنين لنظيرها الفتى محمد الجندي (16 عاماً) في احتفال نظمته مؤسسة "كيدز رايتس" الهولندية المانحة للجائزة في جنيف. ويعود اختيار محمد من بين قائمة المرشحين إلى مجهوده في الدفاع عن حقوق الطفل بشجاعة، وعمله مع الأطفال اللاجئين واستخدامه التصوير الفوتوغرافي والألعاب لمساعدتهم على التعلم والمتعة والشفاء أيضاً.

وبدأ محمد مشروعه التعليمي وهو في الثانية عشرة من عمره، بإصراره على بناء مدرسة وتوفير التعليم لمئات الأطفال الذين فروا إلى لبنان للهروب من الحرب.



يُشار إلى أن قائمة المتنافسين الأخيرة قبل إعلان الفائز أمس الاثنين، تضمنت فتاة تدعى فاي هازيان (15 عاماً) من إندونيسيا، والفتى تيمون رادزيك (16 عاماً) من بولندا إلى جانب محمد الجندي من سورية الذي رشحته للجائزة "الرابطة السورية للمواطنة". مع العلم أن قائمة المرشحين الطويلة ضمت 169 إسماً من 55 بلداً وهي القائمة الأطول هذا العام منذ تأسيس الجائزة. ويجدر الذكر أن الجائزة الدولية أطلقتها مؤسسة "كيدز رايتس" الهولندية في عام 2005.




وكان محمد صغيراً، عندما لجأ مع عائلته قسراً إلى لبنان، وهرباً من الحرب المدمرة والمهددة للحياة. لم يستسلم أبداً لكنه قرر إنشاء مدرسة في مخيم للاجئين الذي استقر فيه في وادي البقاع. واستعان بأقاربه ومتطوعين للمساعدة في تشييد بناء يكون أساساً لمدرسة، وتعليم مجموعة من المواد من اللغة الإنكليزية والرياضيات إلى التصوير الفوتوغرافي.

وبعد ثلاث سنوات، بات في رصيد المدرسة التي بُنيت بجهود وإصرار محمد ومساعديه أكثر من 200 طالب، بعضهم لا يزيد عمرهم عن خمس سنوات، وعدد من المعلمين المحترفين، يقدمون دروساً عن المساواة بين الجنسين، وأخرى متخصصة بمحو الأمية للاجئين البالغين.



وقال محمد الجندي الذي بات في السادسة عشرة من عمره، الفائز بالجائزة الدولية لعام 2017، في حديث هاتفي مع مؤسسة تومسون رويترز: "شعرت بالسعادة لأنني لم أكن مجرد مدرس، بل صديقاً، وأصبحنا أسرة - نحن أقوى معاً".

وتابع "ما فعلناه ليس مجرد تعليم القراءة والكتابة، ولكن إعطاء اللاجئين الشباب مساحة آمنة للتعبير عن أنفسهم". وأوضح الجندي "من المهم جداً إعطاء هؤلاء الأطفال تعليماً، وإلا فإنهم سيصبحون جيلاً مفقوداً".



وقالت مالالا، البالغة من العمر 20 عاماً، وتدرس في جامعة أوكسفورد البريطانية، في حفل توزيع الجوائز في لاهاي، بعد أن سلّمت الجائزة إلى محمد "كما يعلم محمد، فإن مستقبل سورية يعتمد على أطفالها، ومستقبلهم يعتمد على التعليم".



وذكرت مؤسسة "كيدز رايتس" إن أكثر من 2.5 مليون طفل سوري لاجئون يقيمون في لبنان. وكثيرون منهم يكافحون للحصول على ما يكفي من الطعام المغذي، أو الحصول على الرعاية الصحية، ونصف الذين تتراوح أعمارهم بين 6 و14 عاماً هم خارج المدرسة.



وقتلت الحرب الأهلية السورية، منذ بدئها عام 2011 مئات الآلاف من السكان واقتلعت 11 مليوناً من ديارهم.

 (العربي الجديد)



المساهمون