احتفالات رأس السنة بتركيا... بين التحريم وتحدّي "المرضى الإرهابيين"

احتفالات رأس السنة في تركيا... بين التحريم وتحدّي "المرضى الإرهابيين"

31 ديسمبر 2017
يعود نقاش الاحتفال بهذه المناسبة للواجهة(Getty)
+ الخط -
يتجدد نقاش الاحتفالات برأس السنة الميلادية في تركيا مع موجة الاستعدادات التي ترافق هذه المناسبة، ويعود هذا النقاش القديم الجديد، لتنقسم الآراء حوله بين مؤيد ومعارض لهذه الطقوس الاحتفالية.

وفي السياق، دعت العديد من الأوساط الدينية والطرق الصوفية إلى عدم الاحتفال برأس السنة، معتبرة ذلك خروجا عن الدين وتشبها بالغرب. فيما أكد آخرون بأن هذه الاحتفالات لا مدلولات دينية فيها ولا علاقة لها بالأعياد الدينية المسيحية.

وقامت مجموعة من أتباع الطرق الصوفية بتوزيع منشورات في شارع الاستقلال، قبل أيام، تحضّ على عدم المشاركة في احتفال رأس السنة من باب أنها محرمة في الدين الإسلامي، لتقوم قوات الشرطة التركية بإلقاء القبض عليهم ومنعهم من توزيع هذه المنشورات، باعتبارهم يقومون بهذا العمل من دون أخذ إذن رسمي من وزارة الداخلية.

وعبر أحمد حلاج أوغلو في تصريح لـ "العربي الجديد"، عن رفض كبير لفكرة الاحتفال برأس السنة، بالقول: "شخصيا أنا لا أحتفل برأس السنة ولا يعنيني الأمر ولن أتصرف كالغربيين، ولكني لست ضد من يريد الاحتفال، أما في منزلي؛ فنحن لا نحتفل على الإطلاق بهذا الأمر".

فيما أكد إمير حسن أوغلو، بأنه سيحتفل برأس السنة في منزل أحد الأصدقاء بسبب المخاوف الأمنية، موضحا في تصريح لـ"العربي الجديد": "العام الماضي خرجنا، وكنت محظوظا ربما لأني لم أتواجد في نادي راينا الذي شهد هجوما إرهابيا لتنظيم "داعش"، السنة الحالية لن أرتاد أي مكان للاحتفال، بل قررنا أن يكون الاحتفال على شكل حفلة سنجريها في منزل أحد الأصدقاء، هذا أكثر أمنا وأقل تكلفة".

أما أوميد درويش، فإنه يتشبث بفكرة الاحتفال "بالنسبة لي لن أسمح لهؤلاء المرضى من الإرهابيين أن يحصلوا على ما يريدون، وسأخرج للاحتفال. صحيح بأن إغلاق ساحة تقسيم التي اعتدنا أن نقيم فيها الاحتفالات أمر مزعج للغاية، لكن هذا لن يمنعنا من لقاء العام الجديد بكامل الفرح والأمل".

وانتشر أيضا وسم على موقع التدوين المصغر تويتر يقول إن "الاحتفال برأس السنة أمر محرم في الإسلام" غرّد تحته الأتراك بين معارض ومؤيد للاحتفال برأس السنة، حيث ساق كل طرف تبريراته.

من جهة ثانية، أعلن رئيس بلدية مدينة إسطنبول، مولود أويسال، عن عودة الترام التاريخي الذي كان يسير في وسط شارع الاستقلال إلى الخدمة مجددا، بعد أن تم العمل على صيانته منذ عام تقريبا، مشيرا إلى أن هذا الترام سيقوم بنقل الركاب لمدة أسبوع بشكل مجاني، معتبرا ذلك أولى هدايا البلدية للمواطنين بمناسبة قدوم رأس السنة الجديدة.

دلالات