حلويات رأس السنة تهدد التونسيين

حلويات رأس السنة تهدد التونسيين

31 ديسمبر 2017
كثير من المحلات غير متخصص (فتحي بلعيد/ فرانس برس)
+ الخط -
مثل كلّ عام، وتحديداً مع بداية شهر ديسمبر/كانون الأول، شهر التحضيرات للاحتفال برأس السنة الميلادية (الليلة) ترتفع مخاطر استهلاك التونسيين مواد فاسدة أو منتهية الصلاحية. وفي الوقت عينه، ترتفع التحذيرات، وتتجند فرق المراقبة الاقتصادية والصحية في تونس لرصد التجاوزات، ولا سيما في قوالب الحلوى (الكيكة أو التورتة أو الكاتو المعروفة بالمرطبات باللهجة التونسية) وغيرها من المواد التي تشهد إقبالاً كبيراً خلال هذه الفترة.

من تونس العاصمة إلى القيروان (وسط) فالمنستير (شرق) وجندوبة (شمال غرب) تمكنت فرق التفتيش الصحي بمعاونة الأجهزة البلدية خلال هذا الشهر من ضبط أطنان من العينات لمواد أولية لقوالب الحلوى غير صالحة للاستهلاك، مع تحرير محاضر ضد المخالفين وإتلاف المحجوزات.

ليست هذه كلّ الحصيلة، بل هي جزء صغير مما يجري الكشف عنه يومياً من تجاوزات يتمثل أغلبها في مخالفة شروط حفظ المواد، وفتح محلات عشوائية موسمية ينطلق عملها فقط في شهر ديسمبر من كلّ عام لصنع وبيع قوالب الحلوى. ويجمع أغلب المراقبين على أنّ الفترة التي تسبق الاحتفالات برأس السنة تعتبر من أكثر الفترات زيادة في التجاوزات الموسمية.

وإذ تعول تلك المنظمات، خصوصاً جهات الرقابة، على وعي المواطن وانتباهه إلى بعض تلك التجاوزات، إلاّ أنّ أجهزة الرقابة تكثف عمليات المراقبة، خصوصاً خلال هذه الفترة، والتي تتولاها أجهزة الرقابة التابعة لوزارتي التجارة والصحة. كذلك، تجري عمليات الرقابة بالتنسيق مع شرطة البلدية التي تتولى إتلاف المحجوزات.

من جهته، يقول مدير حفظ صحة الوسط والمحيط بوزارة الصحة التونسية محمد الرابحي لـ"العربي الجديد" إنّ أجهزة الرقابة نفذت أكثر من 15 ألف عملية مراقبة لمحلات صنع وبيع قوالب الحلوى في مختلف أنحاء البلاد، جرى خلالها إصدار قرارات بالإقفال لقرابة 80 محلاً وحجز نحو 8 أطنان من قوالب الحلوى غير الصالحة للاستهلاك نظراً لظروف تصنيعها أو تخزينها، أو لصنعها في محلات مفتوحة من دون تراخيص قانونية. كذلك، يشير إلى تسجيل مخالفات وفرض عقوبات على المخالفين، وليس إتلاف ما ينتجونه فقط.

مخاوف المواطنين من تلك التجاوزات ومن ظروف التصنيع والتخزين ومن سلامة جودة المواد المستعملة دفعت ببعض ربات البيوت إلى تصنيع قوالب الحلوى في البيت. إذ تشير لمياء مناعي إلى أنّها تصنع منذ ثلاث سنوات قوالب حلوى رأس السنة في بيتها. كذلك، تلقت طلبات من الأقارب والأصدقاء نظراً لما يتابعونه من تجاوزات تهدد صحة المواطن، وما تعلن عنه أجهزة الرقابة من حجز وإتلاف أطنان من تلك الحلوى الأساسية في رأس السنة. تضيف أنّ الأمر لن يستغرق أكثر من ساعتين لتحضير قالب واحد بأقل كلفة وبطريقة أفضل.

في المقابل، ظهرت مبادرات من بعض المنظمات النسائية لتنظيم أيام تدريب في اختصاص صنع قوالب الحلوى وغيره من الحلويات على غرار الاتحاد الوطني للمرأة التونسية الذي نظم أياماً تدريبية لهذا الغرض أخيراً. كذلك، سينظم الاتحاد دورات تأهيلية خلال سنة 2018 لعدد كبير من النساء مقابل 30 دولاراً أميركياً شهرياً.

من جهته، يشير رئيس المنظمة التونسية للدفاع عن المستهلك سليم سعد الله لـ"العربي الجديد" إلى أنّ المنظمة شاركت خلال هذا الشهر في عمليات الرقابة التي تتولاها الأجهزة، مؤكداً على ضرورة وعي المواطن بتلك المخاطر وتبليغه عن كلّ تجاوز قد يلاحظه. فأجهزة الرقابة وحدها غير كافية لتتبع كلّ التجاوزات، خصوصاً في المحلات العشوائية داخل المحلات السكنية. يشدد سعد الله على أهمية مبادرة اتحاد المرأة لتكوين النساء في صنع قوالب الحلوى حتى يصبح تحضيرها في البيت عادة لدى العائلات ما يقلص من حدة التجاوزات، ومن انتشار المحلات العشوائية الموسمية التي تستغل هذه المناسبة لصنع مواد خطيرة. يضيف أنّ العديد من المحلات القانونية يرتكب أيضاً تجاوزات كبيرة خصوصاً في ما يتعلق بظروف التخزين، وصنع قوالب الحلوى قبل أكثر من شهر للتمكن من تلبية الطلب الكبير عليها في رأس السنة. يشير سعد الله إلى نقطة أخرى أنّ المحلات لا توظف عمالة موسمية مختصة غالباً، بل تلجأ إلى عمالة بسيطة خبرتها ضعيفة وغير مكلفة، وبذلك، توفر تلك المحلات كميات كبيرة من قوالب الحلوى بأرخص كلفة.

عمليات ضبط
في تونس العاصمة ضبط 30 كيلوغراماً من المواد الأولية غير صالحة معدة لصنع قوالب الحلوى. وفي القيروان ضبط 1257 قالباً مخزنة في براد للخضر والغلال. وفي المنستير ضبط 390 قالباً. وفي جندوبة ضبط 190 قالباً و40 كيلوغراماً من المواد الأولية. وفي منوبة ضبط 402 قالب و30 كيلوغراماً من المواد الأولية.

المساهمون