الاحتلال الإسرائيلي يواصل اعتقال ذوي الإعاقة

الاحتلال الإسرائيلي يواصل اعتقال ذوي الإعاقة

03 ديسمبر 2017
تواصل قوات الاحتلال اعتقالاتها (فرانس برس)
+ الخط -


قال رئيس وحدة الدراسات والتوثيق في هيئة شؤون الأسرى والمحررين الفلسطينية، عبد الناصر فروانة، يوم السبت، إن "سلطات الاحتلال الإسرائيلي لم تستثنِ الأشخاص ذوي الإعاقة من اعتقالاتها، ولم ترحمهم من بطشها وسوء معاملتها، واعتقلت العديد منهم وهم في طريقهم للعلاج. كما أنها ما زالت تحتجز المئات منهم في سجونها ومعتقلاتها دون احترام لحقوقهم، وعدم مراعاة لاحتياجاتهم ومتطلباتهم، مما ضاعف من معاناتهم، حيث يمزجون ما بين معاناة الأسر وسوء المعاملة، ووجع المرض وآلام الإعاقة".

ولفت فروانة، في تصريحات له، بمناسبة اليوم العالمي للأشخاص ذوي الإعاقة والتي تصادف في الثالث من كانون الأول/ديسمبر من كل عام، إلى أنه بالإضافة إلى استهداف سلطات الاحتلال لهذه الفئة، كانت سببا في ارتفاع أعداد الأشخاص الفلسطينيين من ذوي الإعاقة جراء الاعتقالات اليومية وما يتخللها من انتهاكات جسيمة، وما يتبعها من أشكال مختلفة من التعذيب والتنكيل والإهمال الطبي والعزل الانفرادي وغير ذلك.

وأكد أن سجون الاحتلال تكتظ بمئات المعتقلين من ذوي الإعاقة (الحركية والذهنية والنفسية والحسية)، وأن هؤلاء جميعا هم ضحايا للاحتلال الذي يُصر على مواصلة استهدافه لهم والتسبب بالإعاقة للآخرين، في تحدٍ فاضح وانتهاك صارخ لكافة الاتفاقيات الدولية، ولا سيما اتفاقية حقوق الأشخاص ذوي الإعاقة التي كفلت لهذه الفئة حق التمتع في الحرية والأمن الشخصي، وعدم حرمانهم من حريتهم بشكل تعسفي.

إلى ذلك، أوضح فروانة أن المعطيات الإحصائية تشير إلى ارتفاع مضطرد في عدد الأشخاص ذوي الإعاقة الذين مرّوا بتجربة الاعتقال، وأولئك الذين كان الاعتقال والسجن والتعذيب سببا في انضمامهم لتلك الفئة. وتؤكد كافة الشهادات، أنّ المعتقلين ممن لديهم إعاقات مختلفة يُحتجزون كباقي المعتقلين في ظروف صعبة، ويُعاملون بقسوة ويُحرمون من أبسط حقوقهم ويشتكون من عدم توفر الحد الأدنى من احتياجاتهم الإنسانية والأساسية، والأدوات المساعدة، كالأجهزة الطبية المساعدة للأشخاص ذوي الإعاقة، والأطراف الصناعية لفاقدي الأطراف، والنظارات الطبية أو أجهزة خاصة بالمشي والفرشات الطبية أو آلات الكتابة الخاصة بالأشخاص المكفوفين وغيرها.

وكشف أنّ التعذيب قد تصاعد بنسبة كبيرة وغير مسبوقة منذ اندلاع "انتفاضة القدس" الحالية التي اندلعت في الأول من أكتوبر/ تشرين الأول 2015، من حيث القسوة، والأساليب المتبعة والتنكيل بالمصابين، واتساع الاستهتار الإسرائيلي بآلام الأسرى وأوجاعهم، وعدم الاكتراث بمعاناتهم جراء الأمراض المتعددة التي تصيبهم خلف القضبان، وهذا أيضاً يؤدي إلى استفحال إصاباتهم، ويجعلهم عرضة أكثر للإعاقة.

ودعا المتحدث، المجتمع الدولي إلى أن يلتفت لهذه الفئة وان يضعهم على جدول أعماله، وأن ينظر في أوضاعهم واحتياجاتهم، وأن ينتصر لحقوقهم الإنسانية، وأن يتحرك بشكل جاد للحد من استهدافهم والزج بهم في السجون والضغط على سلطات الاحتلال لإطلاق سراح كافة المعتقلين من ذوي الإعاقة، والعمل على توفير مستوى لائق من الحياة الكريمة لكل من تسبب الاحتلال بإعاقتهم.