إطلاق نار يحول فرحة عراقيين بالفوز على قطر لعزاء

إطلاق نار يحول فرحة عراقيين بالفوز على منتخب قطر لعزاء

27 ديسمبر 2017
يحتفلون بإطلاق الرصاص في بغداد (رمزي حيدر/فرانس برس)
+ الخط -
أعلنت السلطات الصحية العراقية اليوم الأربعاء، مقتل طفلة وإصابة 102 آخرين، عدد منهم في حالة حرجة، على إثر إطلاق نار عشوائي جرى عقب إعلان فوز المنتخب العراقي على نظيره القطري في بطولة كأس الخليج المقامة بالكويت أمس الثلاثاء.

وسمع في أرجاء العاصمة العراقية، وعدد من مدن البلاد، أصوات إطلاق نار كثيف من أسلحة مختلفة عقب نهاية المباراة، واستمر إطلاق النار حتى ساعات متأخرة من الليل، وسط احتفالات بعدد من المناطق، خصوصا في العاصمة بغداد.

وقال مسؤول بوزارة الداخلية، لـ"العربي الجديد"، إن ما لا يقل عن 100 ألف طلقة من بنادق خفيفة ومتوسطة ومسدسات، أطلقت ليلة أمس، وإنها أسفرت عن خسائر بشرية ومادية، ما يعكس حجم السلاح المنتشر في بغداد وضواحيها، وكذلك مناطق جنوب العراق التي سجلت أيضا إصابات بين المدنيين بعيارات نارية طائشة بعد المباراة، كما تسببت بحرائق وأضرار في شبكة الكهرباء وأبراج الاتصالات.

وحصل "العربي الجديد" على إحصائية أولية من وزارة الصحة، تؤكد مقتل طفلة وجرح 102 مدني جراء إطلاق النار، بينهم نحو 20 في حالة حرجة، وقال مسؤول طبي لـ"العربي الجديد"، إن "الحصيلة تشمل الضحايا في جميع المدن العراقية".
وأكد المسؤول أنه "بعد كل احتفال بفوز العراق في أي مباراة نسجل عشرات الضحايا بطلقات نارية، ولا نعلم متى يتوقف هذا التقليد الشائع، وكأنه جزء من ثقافة الموت التي دخلت حتى في الأفراح".

من جهتها، أعلنت قيادة عمليات بغداد، ظهر الأربعاء، عن اعتقال عدد من الأشخاص الذين أطلقوا النار احتفالا بفوز المنتخب العراقي أمس، وقال قائد العمليات الفريق الركن جليل الربيعي، في مؤتمر صحافي، إن القوات الأمنية اعتقلت العديد من الأشخاص الذين أطلقوا النار، متوعدا بـ"اتخاذ إجراءات صارمة بحق من يقوم بتلك الأفعال".




واتهمت اللجنة الأمنية بمجلس محافظة بغداد، عناصر أمنية بالمشاركة في إطلاق النار، وقال عضو اللجنة سعد المطلبي، في تصريح صحافي، إن هناك عناصر في القوات الأمنية قامت بإطلاق النار مع المحتفلين مساء أمس، داعيا وزارة الداخلية إلى "متابعة هذه العناصر ومحاسبتها".

وقال الناشط حسن محمد، إن "سماء بغداد اشتعلت بالنار، وهذه الظاهرة الخطيرة على المجتمع أوقعت إصابات كبيرة بين المدنيين، خرج الآلاف في احتفالات عفوية، لكن ظاهرة العيارات النارية غير حضارية، ولا نعلم متى تنتهي. بات إطلاق النار معتادا في الأفراح والمناسبات، مثلما هو في النزاعات العشائرية، ولا نعلم إلى أي شيء يهدف الذين يطلقون النار فرحا بفوز منتخبنا الوطني في مباراة لكرة القدم".