"فينيسيا العراق" عطشانة

"فينيسيا العراق" عطشانة

13 ديسمبر 2017
يهددها الجفاف بسبب قلة الأمطار (Getty)
+ الخط -
يحلو للعراقيين تسميتها بـ"فينيسيا العراق"، وتعتبر واحدة من أندر بقع العالم، تقع في محافظة ميسان، (حوالي 320 كلم إلى الجنوب الشرقي من العاصمة بغداد)، إضافة إلى محافظتي البصرة وذي قار؛ إنها الأهوار التي تتعرض لخطر الجفاف، إضافة إلى حرارة فصل الصيف التي ساهمت في تجفيف المياه وقطعها.

وأنذر أخيرا ظهور بقع يابسة تشبه الجزر داخل أهوار ميسان بسبب انحسار المياه الناجم عن انخفاض نهري دجلة والفرات وقلة الأمطار، السكان هناك باشروا بحملات مناشدة وتوعية من خطورة تلاشي جنتهم، كما يسمونها.

وتشغل أهوار ميسان مساحات واسعة تتراوح ما بين 15 ألفاً إلى 20 ألف كيلومتر مربع، منها حوالي 9 آلاف كيلومتر مربع أهوار دائمة، والمتبقية أهوار موسمية تغمرها مياه الفيضانات سنوياً، وأكبر هذه الأهوار هو هور الحويزة الذي يمتد من شمال شرق مدينة العمارة إلى شمال شرق البصرة، ومن الأراضي الإيرانية حتى نهر دجلة غرباً، ويعرف الجزء الذي يقع في الجانب الإيراني باسم هور العظيم.

وبحسب نشطاء من أنصار البيئة في العراق، فإن الأهوار تتأثر بالظروف الطبيعية، كقوة جريان مياه دجلة والفرات، وكمية الأمطار المتساقطة وعدد السدود وحرارة الطقس في فصل الصيف. ويقول الناشط ماجد الجبوري، لـ"العربي الجديد"، إن على الحكومة العراقية والجهات المعنية الاهتمام بشكل كبير في مسألة الحفاظ على مياه الأهوار وإجراء مباحثات بشكل جدي مع دول الجوار، خاصة تركيا وإيران، لثنيهما عن قطع المياه أو بناء السدود لتجفيف الأهوار التي تعتبر الهوية الحقيقية لسكان جنوب العراق، ولا سيما محافظات البصرة وذي قار وميسان.

وتابع قائلاً إن أهوار العراق يجب أن تستغل كموقع سياحي مهم وأن تحظى باهتمام محلي ودولي كبيرين للحفاظ على هذا التراث العريق، كما أن استغلال الأهوار كمعلم سياحي يعود للعراق بإيرادات اقتصادية تنعش سكان الأهوار الذين تضرروا وعانوا كثيرا نتيجة تجفيفها في العقود الماضية.


ونظّم ناشطون من محافظة ميسان حملات لإنقاذ أهوار مدينتهم، وأطلقوا عبر مواقع التواصل الاجتماعي وسومًا، مثل: "دجلة تستغيث والعمارة عطشانة" وبثوا صورا تظهر حجم الجفاف في نهر دجلة والأهوار، وطالبوا في وقفة لهم الحكومة العراقية والمركزية والمجتمع الدولي بإطلاق الدفعات الطارئة من المياه إلى محافظة ميسان.

وبحسب تقرير لمجلة "إيكونوميست" البريطانية، "هناك مشاكل أخرى خارجة عن نطاق السيطرة العراقية، فقد بنيت خلال عشرات السنين سدود في كل من سورية وتركيا وإيران، ما أدى لابتلاع مياه دجلة والفرات وأنهار أخرى كانت تغذي منطقة الأهوار، ومن المتوقع أن تؤدي سدود جديدة في تركيا، بما فيها سد إليسو بطاقة 1200 ميغاوات، للحد من تدفق مياه دجلة.

وكان البرنامج البيئي التابع للأمم المتحدة قد وضع خطة لإعادة تشجير منطقة الأهوار وتأهيلها، بدعم من صندوق العراق التابع للمنظمة الدولية، كما تم تأسيس مركز إنعاش الأهوار في سبتمبر/أيلول 2003 مهمته دراسة وتنفيذ العديد من المشاريع، وكذلك رفع الضرر الكبير الذي لحق بالطبيعة والإنسان في مناطق الأهوار خلال الأعوام السابقة.

والأهوار مسطحات مائية بأعماق مختلفة تراوح ما بين 50 سم و4 أمتار، تنبت فيها نباتات القصب والبردي بصورة كثيفة وتحتوي على ثروة حيوانية ونباتية هائلة تشكل بمجملها بيئة فريدة من نوعها، ويعتقد بعضهم أنها الموقع الذي كان يطلق عليه في العهد القديم اسم جنات عدن.

وفي يوليو/ تموز الماضي، أدرجت لجنة التراث العالمي في منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة "يونسكو"، الأهوار ضمن لائحة التراث العالمي، قائلة إنها منطقة "فريدة من نوعها، باعتبارها واحدة من أكبر المسطحات المائية الداخلية في العالم في بيئة جافة وشديدة الحرارة. وأضيفت للائحة أيضا ثلاثة مواقع لمدن سومرية هي: أور وأريدو، قرب مدينة الناصرية، مركز محافظة ذي قار، وأوروك (الوركاء حاليا) في محافظة المثنى.

المساهمون