اعتداء إسرائيلي جديد على مقبرة مأمن الله بالقدس الغربية

اعتداء إسرائيلي جديد على مقبرة مأمن الله بالقدس الغربية

12 ديسمبر 2017
مساع لطمس معالم المقبرة (تويتر)
+ الخط -


وسّعت سلطات الاحتلال الإسرائيلي من دائرة اعتداءاتها على المقابر الإسلامية في القدس المحتلة، بقيامها، فجر اليوم الثلاثاء، بأعمال تجريف جديدة في مقبرة "مأمن الله" في القدس الغربية، وهي واحدة من أهم وأشهر المقابر الإسلامية في القدس المحتلة.

وقال المهندس، مصطفى أبو زهرة، رئيس لجنة المقابر الإسلامية في القدس، إن هذا الاعتداء، هو الأحدث في سلسلة اعتداءات مستمرة منذ سنوات على مقبرة مأمن الله، تخللها تجريف مئات القبور، وطمس معالمها لإقامة ما يسمى بمركز التسامح.

وأضاف "الاعتداء الجديد تكشف عنه قبور كبيرة "فستقيات" حيث عثر بداخلها على رفات أموات تعود لعائلات مقدسية، ولبعض المجاهدين المسلمين الذين وفدوا مع القائد المسلم صلاح الدين الأيوبي وماتوا في القدس ودفنوا في هذه المقبرة، التي من موقعها انطلقت كتائب تحرير المدينة المقدسة".

وندد أبو زهرة بهذا الاعتداء، الذي يتزامن مع اعتداء مستمر ولليوم الثالث على التوالي على مقبرة باب الرحمة المحاذية لسور المسجد الأقصى من ناحيته الشرقية، حيث استأنفت طواقم ما يسمى بسلطة الطبيعة أعمال التجريف في أرض المقبرة، رغم احتجاجات الأهالي.

ويرى المقدسيون أن تصعيد الاعتداءات على مقابرهم وعلى هذا النحو، جاء بعد الدعم غير المحدود الذي تلقته دولة الاحتلال من الإدارة الأميركية، والمتمثل باعتراف رئيسها دونالد ترامب بالقدس عاصمة لدولة الاحتلال.

وفي هذا السياق، قال الناشط المقدسي خالد الزير لـ "العربي الجديد"، الذي سبق أن اعتقل واعتدي عليه خلال تصديه قبل يومين لاعتداء طواقم الاحتلال على المقبرة، إن ما يجري ما كان ليتم لولا هذا الدعم الأميركي الذي منح الاحتلال الضوء الأخضر لتصعيد إجراءاته التهويدية في القدس واستهداف حتى قبور الأموات فيها".

بدوره، أكد الناشط أحمد العباسي الذي اعتقل هو الآخر مع الزير، تصميم المواطنين على مواجهة هذه الاعتداءات. وقال "مثلما لم نفرط بأرضنا.. لن نفرط بقبور موتانا. ليس لنا مكان ندفن فيه سوى هذا".

ولم تتوقف المخططات الإسرائيلية، منذ احتلال القدس، في محاولات لطمس معالم مقبرة مأمن الله وتحويلها إلى مشاريع عدة، وقد نُفذ عددٌ منها، حيث تم تخصيص جزء مهم من مساحتها التي تقدر بـ 200 دونم إلى حديقة عامة؛ تقام فيها المهرجانات والاحتفالات اليهودية، وقد شقت الطرق فيها. وفي الآونة الأخيرة بدأ العمل لإقامة العديد من المشاريع؛ منها إقامة "متحف التسامح" فوق مساحة قدرها 25 دونمًا.