تساقط الأمطار يكشف تردي البنية التحتية في مدن مغربية

تساقط الأمطار يكشف تردي البنية التحتية في مدن مغربية

12 ديسمبر 2017
غمرت المياه الشوارع وبعض البيوت (تويتر)
+ الخط -
استفاق سكان عدد من الأحياء في مدن مغربية، اليوم الثلاثاء، على خسائر وأضرار أصابت ممتلكاتهم وبيوتهم، كما طاولت كثيراً من الشوارع جراء تساقط الأمطار الذي تشهده البلاد، أمس واليوم، وذلك في مدن الدار البيضاء ومراكش والجديدة والمحمدية وغيرها.

وأفاد محمد الخيراني، ربّ أسرة يقطن في دوار الحاجة ضواحي الرباط، في تصريح لـ"العربي الجديد"، بأن بيته غمرته مياه الأمطار، مساء أمس الإثنين، ما نجم عنه تضرر بعض ممتلكاته وعدد من الوثائق التي سبحت في المياه، بسبب الأمطار التي هطلت يوم أمس.

وأضاف هذا المواطن أنه لولا سرعته في إنقاذ ما يمكن إنقاذه ومبادرته برفقة بعض أبناء الجيران لتنقية قنوات الصرف الصحي من الشوائب والأشياء العالقة فيها، والتي تمنع انسكاب المياه فيها، وتحولها إلى البيوت، لوقعت أضرار مادية أكبر، وفق تعبيره.

وأبدى مواطنون استغرابهم من تأخر حضور العاملين مع "ريضال"، الشركة الفرنسية المكلفة بالتدبير المفوض لخدمات التطهير السائل وتوزيع الماء الصالح للشرب والكهرباء، من أجل إنقاذ أحيائهم من الأضرار التي أصابت بعض المنازل جراء الأمطار الكثيفة التي سقطت في وقت وجيز.

وقال الخيراني إن هذه الشركة تجتهد في نفخ فواتير الماء والكهرباء التي يؤديها الفقراء وأصحاب الدخل المحدود، ولا تتسامح في أي تأخير بموعد السداد، لكنها بالمقابل لم تقم بواجبها المعتاد في مثل هذه الظروف الاستثنائية رغم نداء السكان لمصالح الشركة، غير أن عمالها المكلفين بصيانة مجاري المياه حضروا بعد أن قام السكان بعملهم، وفق تعبيره.



مصدر مسؤول في شركة ريضال، فضل عدم الكشف عن هويته، أكد أن شكاوى السكان مبالغ فيها، وأن الشركة غير مسؤولة عن أي أضرار أصابتهم بسبب الأمطار، باعتبار أن بعض الأحياء عشوائية وتقع في منحدرات، ومن الطبيعي أن تغمرها المياه عندما تكون كثيفة، مبرزا أنه رغم ذلك "حضر عمال الصيانة والإنقاذ في الوقت المناسب، وقاموا بعملهم على أحسن وجه".

وفي الدار البيضاء، اشتكى سكان عدد من الأحياء من اختناق مجاري المياه، خاصة في سيدي عثمان، وبالأخص حي مولاي العربي العلوي، إذ لم تسلم البيوت من آثار السيول التي كان بالإمكان تفادي أضرارها لو تدخلت شركة "ليديك" المكلفة بتدبير القطاع بالعاصمة الاقتصادية، يورد السكان المتضررون.

وكشفت القطرات المطرية التي لم تدم فترة طويلة في كل من الدار البيضاء ومراكش وسلا على وجه الخصوص عن ضعف البنيات التحتية في هذه المدن الكبرى، حيث اختنقت المجاري وامتلأت الشوارع بالمياه، وتعطلت حركة السير في أكثر من نقطة مرور، ما أفضى إلى فوضى مساء يوم أمس.

ووجّه المتضررون أصابع الاتهام إلى شركات التطهير المكلفة بصيانة مجاري المياه وأيضا إلى البلديات والسلطات المحلية، لكونها لا تستعد لمثل هذه الأوضاع قبل حدوثها، فيما طالب ظرفاء خدمات "علال القادوس" لينقذ أحياءهم من الفيضانات.

وعلال القادوس هو مواطن يعمل في أحد الحمامات الشعبية بحي يعقوب المنصور بالرباط، اشتهر قبل سنوات قليلة ببطولته العفوية في إنقاذ سكان الحي من الغرق، بعد أن تقدم إلى مجاري المياه ودخل إليها ليزيل منها الشوائب العالقة التي تمنع انسياب مياه الأمطار، ما أدى إلى تفادي كارثة حينها، فصار شخصية شهيرة تتهافت عليها وسائل الإعلام. 

المساهمون