العراق: مطالب بعودة النازحين بعد القضاء على "داعش"

العراق: مطالب بعودة النازحين بعد القضاء على "داعش"

11 ديسمبر 2017
يعيش النازحون ظروفا قاسية وينتظرون عودتهم (Getty)
+ الخط -
بعد الإعلان الرسمي عن تحرير كامل المدن والأراضي العراقية من سيطرة تنظيم "داعش" الإرهابي، السبت الماضي، تصاعدت دعوات أعضاء في البرلمان وسياسيين ورؤساء منظمات مدنية لإعادة النازحين إلى منازلهم، خاصة أن جزءا كبيرا منهم مضى على تحرير مدنهم عامان إلى ثلاثة أعوام، وترفض مليشيات "الحشد الشعبي" إعادتهم رغم تدخّل الأمم المتحدة ومنظمات محلية، فضلا عن مسؤولين في الحكومة، أبرزهم رئيس الوزراء حيدر العبادي.

وقال رئيس تحالف القوى العراقية في البرلمان العراقي، صلاح الجبوري، إن "على السلطات العراقية اتخاذ إجراءاتها لإعادة جميع النازحين إلى مناطقهم بدون قيد أو شرط، وبحسب الدستور والقانون العراقيين".

وأشار إلى وجود مناطق حُررت منذ سنوات، لكن لم يُسمح لسكانها بالعودة، إلى جانب مدن محررة لكنها مدمرة بشكل كامل، محذرا، خلال تصريح صحافي، من احتمال حدوث ارتدادات في حال استمر الوضع في هذه المناطق على ما هو عليه.

وطالب الحكومة بالبحث عن أسباب سقوط المحافظات والمدن الشمالية والغربية بيد التنظيم، ومعالجة هذه الأسباب، والعمل على تجنب الأخطاء التي حدثت عام 2014 وعدم تكرارها في أي منطقة من مناطق العراق.

إلى ذلك، أكد عضو البرلمان العراقي عبد القهار السامرائي أنّ المناطق الشمالية والغربية تحتاج إلى الاستقرار الأمني من أجل المضي في العملية السياسية، مشيرا إلى وجود أمور كثيرة تبعث على القلق.


وأوضح أن عددا كبيرا من سكان محافظة صلاح الدين (شمال العراق) لم يسمح لهم بالعودة إلى منازلهم، لافتا إلى وجود نازحين ما زالوا يقطنون في المخيمات ويعانون من برد الشتاء القارس.

وشدد على ضرورة وجود تطمينات تضمن عودة النازحين، معبرا عن خشيته من وجود عناصر من "الحشد الشعبي" في المناطق الشمالية والغربية من أجل التأثير على الانتخابات.


ويؤكد السياسي العراقي محمد عبد الله، أن عودة النازحين إلى بعض المناطق مرتبطة بموافقة مليشيات "الحشد الشعبي"، موضحا لـ"العربي الجديد" أن المليشيات ما تزال تصر على منع نازحي بلدتي جرف الصخر شمال بابل، ويثرب بمحافظة صلاح الدين من العودة إلى منازلهم، على الرغم من مرور أكثر من ثلاث سنوات على تحرير البلدتين من سيطرة تنظيم "داعش".

وعبّر عن أسفه من تحويل أطراف سياسية قضية النازحين إلى مسألة انتخابية، مشيرا إلى أن المليشيات تمنع النازحين من العودة للحصول على شعبية بين جماهيرها، في حين ينتظر سياسيو ونواب المحافظات والمدن المحررة قرب موعد الانتخابات من أجل تكثيف خطاباتهم المنادية بإعادة النازحين، على حد قوله.

وأضاف: "كثير من الساسة يطالبون بتأجيل الانتخابات بسبب عدم عودة النازحين إلى مناطقهم، ولا يدعون إلى إعادة النازحين بغض النظر عن إجراء الانتخابات من عدمه، وكأن النازحين تحولوا إلى ورقة انتخابية".

من جانبه، قال رئيس منظمة السلام لحقوق الإنسان، محمد علي، لـ"العربي الجديد"، إنّ نحو 3 ملايين نازح من أصل 5.6 ملايين نازح لم يُسمح لهم بالعودة إلى منازلهم حتى الآن، رغم تحرر مدنهم منذ مدة طويلة.

وأضاف: "نتحدث عن 3 ملايين نازح ما زالوا في الخيام والمعسكرات ومدنهم محررة ويمرون بظروف سيئة للغاية، ولم تتم إعادتهم وعلى الحكومة أن تكون أكثر صراحة في التعامل مع هذا الملف وتتحدث عن سبب عدم عودتهم حتى الآن"، مؤكدا أن نحو مليون منهم مدنهم وسط وشمال العراق تسيطر عليها مليشيات الحشد ومليشيات كردية كحزب العمال الكردستاني ومناطق أخرى".

يشار إلى أن كتلا برلمانية مختلفة طالبت بتأجيل الانتخابات البرلمانية المقرر إجراؤها في مايو/أيار 2018 بسبب عدم عودة النازحين إلى مناطقهم.

المساهمون