جوائز للبحث العلمي والابتكار... رغم "بؤس الواقع" العربي

جوائز للبحث العلمي والابتكار... رغم "بؤس الواقع" العربي

06 نوفمبر 2017
جلسة نقاش بمؤسسة عبدالحميد شومان في الأردن (العربي الجديد)
+ الخط -

أعلنت مؤسسة عبد الحميد شومان الأردنية، أمس الأحد، في الذكرى الخامسة والثلاثين على انطلاق جائزة الباحثين العرب، عن جائزة جديدة حملت عنوان "الابتكار". في حين ركزت نقاشات الحاضرين على "مأساوية" واقع البحث العلمي في الدول العربية.

وتشمل الجائزة خمسة حقول هي: التكنولوجيا الخضراء والاستدامة البيئية، الأمن الغذائي والتكنولوجيا الزراعية، الرعاية الصحية والتكنولوجيا الطبية، سوق العمل وحلول الإنتاجية الاقتصادية، حلول التعليم، التي خصصت لها جوائز بقيمة مليون دينار أردني.


وتهدف الجائزة إلى تعزيز الفكر القيادي، وجهود خلق بيئة محفزة للابتكار والإبداع والإنتاجية استجابة لقضايا المجتمع والاقتصاد المحلي والإقليمي.

وقالت مديرة برنامج البحث العلمي في المؤسسة، ربى الزعبي: "دون الانتقال بالبحث العلمي للابتكار لن نجد الحلول لمشكلات الصحة والتعليم والزراعة وغيرها، والهدف ربط البحث العلمي مباشرة بالسوق والاحتياجات المتنامية".

وتم الإعلان عن جائزة الابتكار، خلال حفل توزيع الجوائز على الفائزين في مسابقة الباحثين العرب في نسختها الخامسة والثلاثين.

وحصد الجوائز من لبنان كل من الدكتورة سهى كنج، عن بحثها حول انتشار مقاومة البكتريا المضادة للمضادات الحيوية، والدكتورة ميرفت السباعي، عن بحثها حول أثر استخدام مسببات الطفرات والسرطانات، والدكتور أمين شعبان، عن بحثه حول المصادر المتكاملة للمياه وإدارتها.

ومن مصر فاز الدكتور صبري عطية، عن بحثه المتعلق بأثر استخدام مسببات الطفرات والسرطانات، والدكتور محمد خليفة، عن أبحاثه في ترميم وصيانة الأبنية التاريخية، والدكتورة وفاء حجاج، عن بحثها حول الآفات والأمراض الزراعية، والدكتورة ياسمين محمد خضري، عن بحثها المتعلق بالفساد الإداري والحوكمة.

وفاز من الأردن الدكتور رامي ضاهر، عن بحوثه في ترميم وصيانة الأبنية التاريخية، والدكتورة نداء سالم عن بحثها المتعلق بالآفات الزراعية. ومن الكويت، فاز الدكتور علي الدوسري عن بحثه حول التغير المناخي وتأثيره على التنوع الحيوي والتصحر. ومن تونس، الدكتور مجمد العلويني عن بحثه المتعلق بهندسة أنظمة الاتصالات.

وبحسب الزعبي، ترشح للجائزة منذ تأسيسها عام 1982 ما مجموعه 3925 باحثاً وباحثة من أغلب المؤسسات العلمية في الوطن العربي، وفاز فيها حتى الآن 421 باحثاً وباحثة، وبلغت نسبة الإناث الفائزات بالجائزة 8 بالمائة، مقابل 92 بالمائة من الذكور.



الباحثون العرب مثل "سمك السلمون"

وسبق توزيع الجوائز، والإعلان عن جائزة الابتكار، جلسة نقاشية شرحت واقع البحث العلمي في العالم العربي، وسط اتفاق على "بؤس الواقع"، وصعوبة تجاوزه في ظل المعطيات القائمة.


وشبّه مدير برنامج جينوم قطر، الدكتور سعيد إسماعيل، الباحثين العرب بـ"أسماك السالمون"، للدلالة على المعاناة والصعوبات التي يواجهونها خلال رحلتهم البحثية، قائلاً "إنهم يبحثون عكس التيار". وحمّل البيروقراطية العربية المصاحبة لتمويل البحث العلمي، مسؤولية التضييق على الباحثين وإعاقة جهودهم، داعياً إلى تسهيل إجراءات تمويل الباحثين وتبسيطها.


وشخّص وزير التعليم العالي الأردني السابق، الدكتور أمين محمود، الواقع المتردي للبحث العلمي في الوطن العربي، مؤكداً أن "بداية الحل الاعتراف بوجود أزمة في التعليم والبحث العلمي في جميع الدول العربية (...) لدينا علماء، لكن لا توجد مجتمعات علمية، نحن بحاجة إلى مزيد من التوعية في أهمية البحث العلمي والتعليم المتميز".


وانتقد تدني نسبة الإنفاق العربي على البحث العلمي التي لا تتجاوز 0.8 بالمائة من الناتج المحلي العربي، في وقت يصل الإنفاق في بعض الدول المتقدمة قرابة 3 بالمائة من الناتج المحلي الإجمالي لها، مؤكداً أن "القضية تحتاج إلى قرار سيادي على أعلى مستوى".


رئيسة الجامعة العربية المفتوحة، الوزيرة الكويتية السابقة، الدكتورة موضي الحمود، وصفت واقع البحث العملي في العالم العربي بـ"المأساوي"، معتبرة أن التمويل يشكل معضلة كبيرة أمام تقدم البحث العلمي. وحضّت على ضرورة مساهمة القطاع الخاص في دعم البحث العلمي، كما أكدت ضرورة أن تترجم نتائج البحث العلمي في واقع التنمية في الدول العربية.

المساهمون