شهادات أطفال فلسطينيين عن تعذيبهم في سجون الاحتلال

شهادات أطفال فلسطينيين عن تعذيبهم في سجون الاحتلال

05 نوفمبر 2017
جنود الاحتلال يعتقلون طفلاً فلسطينياً (جعفر أشتيه/ فرانس برس)
+ الخط -


أفاد محامي هيئة شؤون الأسرى والمحررين الفلسطينية لؤي عكة، اليوم الأحد، بأن العدد التراكمي لحالات اعتقال الأطفال القاصرين الذين زجوا في قسم الأطفال "الأشبال" في سجن عوفر منذ بداية العام الجاري 2017 وصل إلى 483 حالة، وأن من بينهم حالات تم إصدار أوامر بالاعتقال الإداري بحقها، وهم نور عيسى وليث أبو خرمة.

ووفق بيان صادر عن الهيئة، نقل عكة الذي التقى مسؤول قسم الأشبال في سجن عوفر لؤي المنسي، شهادات أطفال تعرضوا للضرب والتعذيب وهم قصي أبو ماريا (16 عاماً) من سكان بيت أمر شمال الخليل المعتقل منذ 28 أكتوبر/ت شرين الأول الماضي، فجراً، وتعرض للضرب بقسوة على وجهه ورقبته بالبنادق وهو معصوب الأعين ومقيد الأيدي.

وأشار عكة إلى حالة القاصر محمود عودة عريقات (17 عاماً) من سكان أبو ديس شرق القدس، والذي اعتقل في 27 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، من بلدته، وطرحه جنود الاحتلال أرضاً، وانهالوا عليه بالضرب بوحشية على كافة أنحاء جسمه، واقتادوه إلى معسكر للجيش وواصلوا ضربه.

من جهة أخرى، نقلت محامية هيئة الأسرى هبة مصالحة شهادات أطفال قاصرين يقبعون في سجن مجدو، تعرضوا للضرب والمعاملة المهينة والقاسية.

من تلك الشهادات الطفل المريض بحصى بالكلى عبد الحميد عايد عواد (17 عاماً) من سكان القدس الذي اعتقل، يوم الرابع من أغسطس/ آب الماضي، فجراً، على أيدي القوات الخاصة الإسرائيلية، بعد تفجير باب مدخل منزل عائلته. واستيقظ أهل البيت على صوتهم وصراخهم، ثم أفاق عبد الحميد وخرج من غرفته ووجد جندياً أمامه، فسأله عن اسمه واعتقله مباشرة.

ويشير الطفل عواد إلى أن الجندي لف يديه إلى الخلف وقيدها بمرابط بلاستيكية، وعصب عينيه وأمسكه من رقبته ودفعه بقوة باتجاه الحائط ثم ضربه على قدميه ليفتحها ثم قام بتفتيشه. وانتشر قسم من الجنود داخل البيت وفتشوه تفتيشاً دقيقاً، قلبوه رأساً على عقب ولم يتركوا شيئاً مكانه.


بعد اعتقال عواد أخرجوه من البيت مباشرة دون أن يسمحوا له بتبديل ملابسه، واقتادوه مشياً على الأقدام حتى حاجز قلنديا شمال القدس، وتعثر أكثر من مرة في خطواته لأنه كان معصوب العينين، وبقي ساعتين على الحاجز ثم أدخلوه لغرفة وفتشوه تفتيشا عارياً، ثم نقل لغرفة ثانية وحقق معه هناك خلال ساعتين وقام المحقق بضربه.

بعد ذلك، نقل الطفل عواد من حاجز قلنديا إلى سجن المسكوبية، وأدخلوه إلى زنزانة انفرادية بقي فيها 25 يوماً لوحده، حيث يقول إنه "تعرض لتحقيق صعب ساعات طويلة، خلال 13 يوما من الساعة السابعة صباحا حتى الساعة العاشرة ليلا، ومرت عليه 5 أيام متتالية نزل فيها للتحقيق الطويل ولم يكن هناك وقت لأن يستحم، وخلال التحقيق كان يتم تقييد يديه إلى الخلف بالكرسي.

خلال أيام التحقيق الصعبة في ساعات الليل المتأخر، أخبر المحقق الطفل عواد بأن له مفاجأة، أدخله لغرفة وطلب منه ألا يتكلم بتاتا، وفعلا دخل الغرفة ووجد أمامه والده معتقلا في ملابس الشاباص معصوب العينين، علم فيما بعد أن والده اعتقل لمدة 10 أيام.

بعد 8 أيام في الزنازين أخبر المحقق الطفل عواد بأن هناك مفاجأة أخرى تنتظره بالغرفة المجاورة، وفعلا مثل المرة التي سبقتها لكن هذه المرة والدته التي كانت تقف أمامه معتقلة معصوبة العينين.

يقول الطفل عواد إن "أسلوب المحقق هذا كان مستفزاً ومؤلماً بأن يرى والديه أمامه معتقلين، ولا يستطيع أن يتكلم معهما بتاتاً".

من جانب آخر، نقلت الهيئة شهادة الطفل رامز ناصر سمير حمدان (17 عاماً) من سكان بلدة صور باهر بالقدس، المعتقل منذ 15 من أغسطس/ آب الماضي، فجرا، حيث قام عدد من الجنود باقتحام البيت بعد أن كسروا باب المدخل، واعتقلوه دون أن يسمحوا له بتبديل ملابسه، بعد تقييده بقيود بلاستيكية.

خارج البيت طلب رامز من الجنود السماح له بتوديع أهله لكنهم غضبوا منه وانهالوا عليه بالضرب المبرح بعد أن أوقعوه أرضاً، ثم ضربوه بالبنادق على ظهره وبأيديهم وأرجلهم، ثم نقل للجيب العسكري، واستمروا بضربه، أصيب بالعديد من الرضوض والكدمات في جسمه بسبب الضرب، وتوجهوا به إلى مستوطنة قريبة هناك، أدخلوه لغرفة فتشوه تفتيشا عاريا ونقل إلى سجن عوفر ثم إلى مركز تحقيق، وحقق معه خلال 3 ساعات وهو مقيد القدمين، بعد انتهاء التحقيق نُقل إلى سجن المسكوبية ليبقى هناك 18 يوماً، نزل خلالها 3 مرات أخرى للغرفة 4 لإكمال التحقيق معه.





وأوضح رامز أن معاملة السجانين في سجن المسكوبية سيئة جداً، ففي إحدى المرات دخلوا عليه، هو وأربعة أسرى آخرين وانهالوا عليهم بالضرب المبرح التعسفي، بادعاء أنهم سبوا سجانهم. وفي حال اعتراضهم على نوعية الأكل السيئة التي تقدم لهم تتم معاقبتهم وضربهم والتعرض لهم باستمرار. ونقل رامز إلى سجن مجدو بعد ذلك.

كذلك، اعتقل الطفل يعقوب نضال محمد القواسمي (16 عاماً) من سكان مخيم شعفاط بالقدس وهو يعاني من مرض العظم منذ طفولته، وأجرى عمليات عدة في يده.

وأفاد يعقوب بأنه اعتقل من جانب برج المراقبة في راس خميس بالمخيم عصرا، وكان حينها بالسيارة مع أصدقائه، أوقفتهم مجموعة من الجنود وأنزلوهم من السيارة، أمسكه أحد الجنود فتشه ومن ثم ضربه بقوة بالدبسة على ركبته، وقيد يديه إلى الأمام بمرابط بلاستيكية وأدخله إلى الجيب العسكري. ثم نقل إلى مركز التحقيق في عتروت، وحقق معه هناك خلال ساعتين. بعد انتهاء التحقيق نقل إلى سجن المسكوبية، بقي فيه 14 يوماً، نزل خلالها 3 مرات أخرى لمركز التحقيق في عتروت، وبعد 14 يوماً نقل إلى سجن مجدو.

في سياق منفصل، اعتبر رئيس هيئة الأسرى عيسى قراقع في تصريح له، أن حملات الاعتقال اليومية التي تمارسها سلطات الاحتلال تحولت إلى ظاهرة وعقاب جماعي للشعب الفلسطيني طاولت كل فئاته، ولا يكاد يخلو يوم من اعتقالات، والتي يصحبها استخدام الضرب والتعذيب وإرهاب أفراد الأسرة وعمليات تخريب لمحتويات المنازل المداهمة.

وذكر قراقع أنه منذ اندلاع هبة القدس في أكتوبر/ تشرين الأول 2015، وصلت حالات الاعتقال إلى ما يقارب 15 ألف حالة، من بينها أكثر من 3000 حالة اعتقال إداري ما بين قرار جديد وتجديد، إضافة إلى أكثر من 4000 حالة اعتقال في صفوف الأطفال القاصرين.

واعتبر أن هذه الأرقام مفزعة جداً، وتستهدف المجتمع الفلسطيني وتكريس السيطرة والاحتلال وزيادة المعاناة لدى الشعب الفلسطيني، ما يتطلب حماية دولية للشعب الفلسطيني والأسرى من هذه الاستباحة المستمرة، وخاصة أن جميع المعتقلين هم من السكان المدنيين المحميين وفق اتفاقيات جنيف الرابعة.