وفاة أحد معتقلي الدفوف يفجر غضب حقوقيين وسياسيين

وفاة أحد معتقلي الدفوف يفجر غضب حقوقيين وسياسيين..قتله الإهمال

05 نوفمبر 2017
حالة من الغضب والاستياء إثر وفاته (تويتر)
+ الخط -


سادت حالة من الغضب، أوساطاً شبابية، وحقوقية، وسياسية في مصر، عقب إعلان وفاة الناشط النوبي، جمال سرور، أحد معتقلي مسيرة الدفوف، اليوم السبت، جراء إصابته بغيوبة سكر داخل السجن، عن عمر يناهز الخمسين عاماً، إثر دخوله في إضراب مفتوح عن الطعام، هو و7 آخرين من المعتقلين.

وطالب رئيس لجنة الشكاوى في المجلس القومي لحقوق الإنسان (حكومي)، ناصر أمين، النائب العام المصري، بفتح تحقيق محايد، ومستقل، لمعرفة ملابسات وفاة سرور في محبسه، على أن تُنشر نتائجه أمام الملأ، لافتاً إلى لقائه الناشط الراحل أثناء نظر تجديد حبسه، الأسبوع الماضي، حيث كان "متماسكاً، ومتفائلاً، ومتحمساً للغاية".

وقالت أمانة "حزب العيش والحرية" بمحافظة أسوان، إن سرور دخل في غيبوبة سكر، استمرت ثلاث ساعات، من دون أن يتحرك أي مسؤول لنجدته، ومساعدته، بالرغم من علمهم بمرضه، إذ لم تُجد نفعاً توسلات زملائه المعتقلين للمسؤولين، لإرسال سيارة إسعاف لنجدته حين تعرض للأزمة..

وأعلنت أمانة الحزب، على صفحتها الرسمية بموقع "فيسبوك"، عن رفض الحزب للإهمال المتعمد في حق المعتقلين، ومطالبته بالمساءلة، وفتح التحقيق، مع كل من تورط في وفاة الناشط النوبي، والحفاظ على حياة المعتقلين المضربين عن الطعام، احتجاجاً على استمرار حبسهم.

وقال الناشط كريم الجمال، إنّ وفاة سرور "جريمة جديدة تنضم لملف جرائم السلطة الحاكمة، ووزارة الداخلية، بشأن الإهمال الطبي"، ساخراً من الصور المتداولة لأذرع النظام الإعلامية عن "الخدمة الممتازة داخل السجون". وأضاف الجمال: "مش عاوز تموت من التعذيب، هاتموت من الإهمال الطبي.. أو تموت بحسرتك، وعلى المواطن الاختيار".


وعزا المحامي الحقوقي، مصطفى الحسن، وفاة سرور، إلى رفض إدارة سجن أسوان المركزي، نقله من محبسه، مساء أمس الجمعة، رغم تدهور حالته الصحية، وانخفاض السكر في دمه، موضحاً أنه فارق الحياة فور نقله إلى مستشفى أسوان الجامعي، صباح اليوم، نتيجة تردي حالته الصحية.

وقال الكاتب أحمد جمال زيادة، إن سرور هو أحد مناضلي النوبة، ودخل صراعات عديدة مع الحكومات المتعاقبة، دفاعاً عن النوبة، وشارك في تنظيم اعتصامات عدة لتحقيق مطالب النوبيين في العودة إلى أراضيهم، منوهاً إلى أنه صاحب مشروع تشجير قرى النوبة، بعدما ترك فرنسا، وأعلن عن عزمه البدء في تأسيس شركة مصرية لتنمية النوبة.

وكتب نشطاء عن سرور، أنه مناضل نوبي عاش طوال الوقت يحلم بعودة النوبيين إلى أراضيهم الأصلية على ضفاف النيل، من دون أن ينخرط في حركات سياسية، وكان مثالاً للنوبي العاشق ثقافته، وهويته، ولم يبخل بجهد أو مال في أي مناسبة تظهر وتوضح ثقافة النوبيين، علماً بأنه يحمل الجنسية الفرنسية.

في إحدى المرات، انصرف محافظ أسوان السابق، اللواء مصطفى السيد، غاضباً من إحدى الندوات، عقب تأكيد سرور على أحقية النوبيين في العودة لأراضيهم حول ضفاف البحيرة، وسؤال المحافظ عن الجهة التي يمثلها، وعدم تلقيه دعوة لحضور الندوة، ورد الناشط الراحل: "أنا مواطن نوبي.. ومن حقي الحضور"، رافضاً طلب المحافظ إخراجه من القاعة، بقوله "أنت اللي تمشي".

وألقت قوات أمن أسوان، في 3 سبتمبر/ أيلول الماضي، القبض على 24 نوبياً في مسيرة سلمية بالدفوف، تحت شعار "العيد في النوبة أحلى"، مرددين أغاني ترثي النوبيين، وتصف حالهم بعد التهجير، موجهة لهم تهم "التحريض على التظاهر، وإحراز منشورات، والإخلال بالأمن العام، وتعطيل حركة المرور، وتلقي تمويلات من الخارج".

وقبل أربعة أيام، جددت محكمة جنح مستأنف أسوان حبس النشطاء النوبيين لمدة 15 يوماً، الذين تزامنت مسيرتهم مع الاحتفال بذكرى اعتصام النوبيين في 4 سبتمبر/ أيلول 2011، أمام مبنى محافظة أسوان، بعدة أيام، وانتهى بمهاجمة الأمن مخيمات المعتصمين، وإلقاء القبض على 3 شباب منهم، ثم الإفراج عنهم بعدها بساعات.

ويرفض النوبيون مماطلات النظام بشأن تفعيل المادة (236) من الدستور المصري، التي تُلزم الدولة بوضع وتنفيذ مشروعات تُعيد سكان النوبة إلى مناطقهم الأصلية، وتنميتها خلال عشر سنوات، علاوة على قرار الرئيس عبد الفتاح السيسي رقم (444) للعام 2014، الذي اقتطع 17 قرية نوبية من "أراضي العودة"، بعد تصنيفها كمناطق عسكرية.