"غرفة عمليات إنسانية" بالغوطة الشرقية...وتحذيرات أممية من الأسوأ

"غرفة عمليات إنسانية" في الغوطة الشرقية... و"برنامج الأغذية العالمي" يحذر من الأسوأ

24 نوفمبر 2017
النظام السوري ومليشياته يحاصرون 350 ألف مدني (دليل سليمان/Getty)
+ الخط -
تسوء الأوضاع الإنسانية في الغوطة الشرقية للعاصمة السورية دمشق بشكل متسارع، مع استمرار الحصار الخانق عليها من قبل القوات النظامية والمليشيات الموالية والطائفية، إذ يعاني أكثر من 350 ألف مدني من نقص شديد في المواد الغذائية، ما يهدد حياة الآلاف منهم، خصوصا الأطفال وكبار السن.

وفي محاولة من المؤسسات المحلية للتصدي لتدهور الأوضاع الإنسانية في الغوطة، قام "مجلس القيادة الثورية في دمشق وريفها" بتشكيل "غرفة العمليات الإنسانية"، مبينا في بيان وصلت إلى "العربي الجديد" نسخة منه، أنه تم تشكيل الغرفة "نظرا لما تمر به الغوطة الشرقية من ظروف الحصار الخانق والتصعيد المستمر، وبناء على الحاجة لتنظيم العمل الإنساني على قاعدة العدالة والشفافية".

وقال رئيس الغرفة عمر ربيعة أبو حفصة، في مقابلة مصورة، إنّ "الهدف من الغرفة جمع كافة الجهود الإنسانية والإغاثية أو الطبية أو الخدمية، وهناك العديد من المؤسسات والمنظمات المحلية بادرت لتقديم المساعدة للبلدات الأكثر تضررا، وهي حرستا وعربين ومديرا، إلا أنها تبقى جهودا غير منسقة، وهدفنا من الغرفة جمع هذه الجهود لتقديم أكبر قدر من المساعدة".

من جانبه، قال الناشط الإعلامي براء أبو يحيى، لـ"العربي الجديد"، إنه "تم إطلاق غرفة عمليات إنسانية لإغاثة بلدات مديرا وحرستا وعربين، التي تتعرض لقصف همجي من قبل القوات النظامية منذ عدة أيام، ما أدى إلى تدهور الوضع الإنساني والمعيشي بشكل متزايد"، ولفت إلى أن "الغرفة تعتبر لجنة طوارئ بسبب شدة الحصار وتركيز القصف على هذه البلدات الـ3، حيث تم إعلانها مدنا منكوبة".



وبيّن أن الوضع في الغوطة الشرقية بشكل عام "سيئ بكل المقاييس، وخاصة في بلدات عربين التي تسكنها ما يقارب 8 آلاف عائلة، وحرستا فيها ما يقارب 4 آلاف عائلة، ومديرا فيها ما يقارب ألفي عائلة".

وفي السياق، قال "برنامج الأغذية العالمي" التابع للأمم المتحدة، في تقرير، إن "المحاصرين في الغوطة يعانون نقصاً شديداً في الغذاء لدرجة أنهم يأكلون القمامة ويجبرون أطفالهم على التناوب في تناول الطعام، وأن هناك منهم من تناول طعاما منتهي الصلاحية، إضافةً إلى علف الحيوانات والنفايات، وبقوا أياما من دون طعام، وقاموا بأنشطة شديدة الخطورة للحصول عليه".


ولفت إلى توثيق الكثير من حالات الإغماء بين طلاب المدارس والمدرسين جراء الجوع، في حين توقع أن يزداد الوضع سوءا خلال الأيام المقبلة مع نفاد الغذاء وتقلص استراتيجيات التكيف.

وبين أن نحو 175 ألف شخص في مدينة دوما اضطروا منذ سبتمبر/أيلول إلى اتباع استراتيجيات للتكيف مع الوضع الطارئ، ويشمل ذلك البقاء لأيام دون غذاء.

كما أضاف التقرير أن أربعة أشخاص على الأقل لقوا حتفهم من الجوع، بما في ذلك طفل في دوما انتحر بسبب شح الطعام.

وكان "المجلس المحلي في الغوطة الشرقية" قال، يوم الإثنين الماضي، إن أكثر من ألف طفل ورضيع يواجهون خطر الموت جراء نقص التغذية والدواء"، مبينا أن "عدد حالات الوفاة بين الرضع في الغوطة الشرقية وصل إلى أعلى مستوى له خلال الأشهر العشرة الأولى من هذا العام".