المغاربة يقدمون الأطفال في صلاة الاستسقاء طلباً للمطر

المغاربة يقدمون الأطفال في صلاة الاستسقاء طلباً للمطر

23 نوفمبر 2017
مخاوف من حدوث موسم جديد من الجفاف(عبد الحق سينا/Getty)
+ الخط -

يخرج ملايين المغاربة، صباح غد الجمعة، لأداء صلاة الاستسقاء في مختلف مساجد ومصليات البلاد، من أجل طلب الغيث، بعد أن تأخر انهمار الأمطار عدة أسابيع، وذلك تجاوبا مع أمر ملكي، وفق بيان وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية المغربية.

ولم تشهد البلاد، منذ بداية فصل الخريف إلى اليوم، سوى تساقطات مطرية محدودة في مناطق محددة لا تتجاوز بضع عشرات من المليمترات، ما أثار مخاوف العديد من المواطنين، خاصة الفلاحين، خشية موسم جديد من الجفاف، وهو ما ينذر بتداعيات سلبية على مستوى أسعار الخضار والمواد الغذائية.

ومن طقوس طلب الغيث في المغرب أن يتقدم الأطفال جموع المصلين الذين يفدون إلى المصليات والمساجد لأداء صلاة من ركعتين، حاملين ألواحا خشبية تقليدية تضم كتابة آيات قرآنية، خاصة الأطفال والفتيان من حفظة الكتاب الكريم.

ويسير الأطفال الصغار بألواحهم القرآنية الخشبية التي تستخدم في الكتاتيب والمدارس القرآنية مسافات صوب المساجد، تتبعهم أفواج من الرجال الذين يشدون الرحال إلى مصليات ومساجد أحياء بعيدة بهدف إقامة صلاة الاستسقاء، وهم في حالة خشوع وخنوع وتضرع، بادية في حركاتهم وأدعيتهم.

وبعد الانتهاء من صلاة الاستسقاء، وقبل الشروع في الدعاء طلبا للغيث أن ينهمر مدرارا على البلاد، يقلب المصلون ملابسهم ومعاطفهم وجلابيبهم التي يرتدونها، كما يقلبون الأحذية والنعال التي يضعونها في أرجلهم، ويسيرون بها مسافات في الأحياء والشوارع، رافعين أكفهم إلى السماء طلبا للرحمة وأن تنفرج أسارير السماء.




ويكاد يجمع المغاربة الذين يؤدون صلاة الاستسقاء، على أدعية بعينها من قبيل قولهم "اللهم اسقنا الغيث ولا تجعلنا من القانطين"، وأيضا الدعاء "مولانا نسعى رضاك وعلى بابك واقفين، لا من يرحمنا سواك يا أرحم الراحمين"، ثم يكررونها مرارا إلى أن يقفلوا عائدين إلى منازلهم في جوّ إيماني مهيب.

ويقول الواعظ الديني إبراهيم بلكراب، في تصريحات لـ"العربي الجديد"، بشأن طقوس استسقاء الأمطار في المغرب، إنها طقوس موروثة عن عادات قديمة يمكن أن تعود إلى عصور متقدمة في الإسلام، مشيرا إلى أن قلب الملابس والجلابيب التي يلبسها الصغار والكبار يوم الاستسقاء هو نوع من طلب قلب الأحوال الراهنة وتغييرها إلى أوضاع أفضل".

ويضيف المتحدث ذاته بأن وجود الأطفال في مقدمة المصلين الذاهبين إلى صلاة الاستسقاء يؤشر إلى رغبة الناس في أن يدعوا الله بألسنة لم يعصوه بها، وهي ألسنة الأطفال الذين لم يبلغوا الرشد بعد، فهم أبرياء وأنقياء من الذنب، بحسب التمثلات الدينية عند المجتمع، ما يزيد من فرص استجابة الله تعالى لدعاء هؤلاء الصبية، بهطول الأمطار في وقت أصبحت البلاد في حاجة ماسة إليها".

حري بالذكر أنه مرت على المغرب سنوات عجاف عرفت موجة من الجفاف وانحباس الأمطار، قديما وحديثا، فقديما انحبس الغيث منذ سنة 1679 إلى 1690، أقام خلالها المغاربة تسع سنوات صلاة الاستسقاء، كما انحبس في القرنين الثامن عشر والتاسع عشر، وأما في القرن العشرين فكانت سنوات الثمانينيات أشد السنوات وطأة من حيث الجفاف وانحباس الأمطار.

 

  

 

دلالات