صناعة الفخار في العراق... رائحة الأجداد وروح التراث

صناعة الفخار في العراق... رائحة الأجداد وروح التراث

بغداد

محمد الملحم

avata
محمد الملحم
21 نوفمبر 2017
+ الخط -


يطلق على عامل الفخار في العراق "الكوّاز"، وصناعة الفخار هي حرفة شعبية يعود تأريخها إلى الحضارة السومرية، كما بيّنته أعمال التنقيب عن الآثار في حضارة وادي الرافدين.

وتعد صناعة الفخار من المهن اليدوية البسيطة التي لا تعتمد على المكائن، إلا أنها مستمرة في العراق، حتى الآن، خاصة بعد الاحتلال الأميركي للبلاد، إذ إن التراجع الملحوظ في إنتاج الطاقة الكهربائية، وغيابها عن المنازل أكثر من خمس ساعات يومياً، دفع السكان إلى العودة لاستخدام أواني الفخار لحفظ المياه وتبريدها صيفاً، أو حفظ الأطعمة داخلها مع قطع من الثلج، أو حتى اعتمادها كفرن للخبز والشيّ.

في مدينة بعقوبة عاصمة محافظة ديالى شرقي العراق، وتحديداً منطقة السراي، يصارع مهند الكوّاز للحفاظ على مهنة الأجداد التي تشربها بعروقه. ويقول لـ"العربي الجديد" إنه لن يتخلى عن هذه المهنة التي تلقى، حتى اليوم، رواجاً لا بأس به.

ويضيف "أنا أصنع كل أنواع الفخاريات (الحبوب والتنور والأباريق والصحون والشراب ...إلخ).

ويوضح الكواز أن "المهنة تعتمد على التراب الأحمر، وهو تراب خاص يكون مشبع بماء المطر.. نأخذه من مناطق خاصة لا زرع فيها ولا سكن، ولم تطأها قدم، أي بعيدة عن استخدام الإنسان والحيوان. ونعمل على تخمير التربة بإضافة كمية من الماء ثم تنشيفها بعرضها تحت الشمس".

وحول طريقة تجهيز الفخار يقول: "أدعكها بالقدم وبعدها أقطعها حسب حاجتي، بأشكال مختلفة مستخدماً ماكينة بسيطة.. تدور العجينة الطينية عليها. وأصنع منها الأباريق أو أي شكل آخر مطلوب مني. ثم أعرضها للشمس حتى تجف وبعدها أدخلها إلى الفرن (هو عبارة عن غرفة تبنى من الطين والتبن)، وتتوسطه حفرة تملأ بالحطب، ونشعله حتى تجف قطع الفخار تماماً وتجهز للاستخدام".

وفي ساحة الشهداء في كرخ حيث مركز بيع المنتجات الفخارية ببغداد، قال سعد الطائي (78 عاماً): "أنا أتبضع من هذا المحل من 50 عاماً مضت، كنا نستخدم الجرة لشرب الماء وما زلنا، وهذا المحل لم يتغير حافظ على بيع الأواني الفخارية وأنا من رواده. ويعد من المحلات التي حافظت على تراثها".

وبيّنت أميمة السعدون (48 عاماً) لـ"العربي الجديد" اهتمامها بالفخاريات، وحرصها على ألا يخلو دارها من الفخاريات البسيطة كالأبارق وأوعية الزرع (السندان)، فهي حسب قولها "أرواح من نوع آخر".




دلالات

ذات صلة

الصورة
ميناء حمد (حسين بيضون)

منوعات

افتتحت قطر، قبل أيام من انطلاق بطولة كأس العالم لكرة القدم، في نوفمبر/ تشرين الثاني 2022، مركز زوار ميناء حمد، جنوبي الدوحة. تجسد مرافق المركز مجمل جوانب التراث البحري القطري وتطوره عبر الزمن، ويحتضن حوضاً مائياً للأحياء البحرية.
الصورة
يعد قوارب صغيرة (العربي الجديد)

مجتمع

ثمة سحر في الحي التراثي البحري على الواجهة البحرية لكتارا في العاصمة القطرية الدوحة. حرفٌ ومهن بحرية ما زال أصحابها يحافظون عليها ويعرضونها في هذا المكان، ليخلقوا مجتمعاً بحرياً حقيقياً
الصورة
متحف الشيخ فيصل بن قاسم آل ثاني في الدوحة في قطر 1 (معتصم الناصر)

مجتمع

لم يتجاوز عمر متحف الشيخ فيصل بن قاسم آل ثاني عامه الخامس والعشرين، غير أنّه تحوّل سريعاً إلى مقصد سياحي بارز في قطر يجذب المواطنين كما الوافدين المقيمين وزائري البلاد.
الصورة
القنبوس اليمني

منوعات

يحيي مشروع مدعوم من منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (يونسكو) آلة موسيقية يمنية تقليدية قديمة تُسمى "الطربي" أو "القنبوس" أو "القمبوس"، وهي تشبه آلة العود، بعد أن شارفت على الانقراض خلال العقود الماضية.