تونس: جدل واسع بشأن الأمطار الطوفانية

تونس: جدل واسع بشأن الأمطار الطوفانية

15 نوفمبر 2017
خسائر بشرية وأضرار(تويتر)
+ الخط -
تتواصل عمليات الإغاثة والإنقاذ في الجنوب الشرقي لتونس، إثر الأمطار الطوفانية التي تسببت بكارثة طبيعية أدت إلى وفاة أربعة أشخاص وفقدان آخرين.

وأعلنت السلطات التونسية عن وفاة نقيب بالحرس الوطني يشغل مهمة رئيس نقطة الدرك بمطماطة، إلى جانب ثلاثة آخرين أحدهم يعمل في مشتل للنباتات وآخر في شركة الكهرباء وسائق شاحنة، في حين يتواصل البحث عن معتمد المنطقة (ممثل المحافظ على المستوى المحلي) المفقود بعد أن جرفت سيارته الأمطار الطوفانية يوم السبت الماضي، وهي حصيلة لم تشهد تونس مثيلا لها منذ ستينيات القرن الماضي.

وتسببت الأمطار الفيضانية في قطع طرق عدة مؤدية إلى محافظات قابس ومدنين. كما جرفت الأمطار الصخور والأوحال وتسببت في انهيار منازل ومقتل حيوانات وغرق حقول ومزارع. ويضاف إلى الأضرار اضطراب وانقطاع التيار الكهربائي وشبكة المياه.

وتمكنت السلطات من إنقاذ 40 مواطنا من الغرق كانوا داخل وسائل نقل حاصرتها المياه، وإجلاء 34 تونسياً وأجنبيين اثنين علقوا بسبب الأمطار في قصر غيلان، إلى جانب تنفيذ 124 عملية ضخ لمياه الأمطار من منازل ومحال، ورفع 46 سيارة عالقة أو معطوبة في الطريق العام.

وسجلت السلطات التونسية أرقاماً قياسية لتهاطل الأمطار إثر التّقلبات المناخية التي شهدتها نهاية الأسبوع، خصوصا في بعض محافظات الجنوب. وبلغ أقصاها في الزّارات (محافظة قابس) بمعدل 249 ملم، وجرجيس (محافظة مدنين) بمعدل 195ملم، وذلك في وقت وجيز ما أدى إلى حدوث فيضانات، وهي تعادل كميات عام كامل تقريبا.

وتلقى رئيس البرلمان محمد الناصر تقريراً من نواب محافظة قابس يتعلق بالأوضاع في الجهة، ويتضمن معطيات عن مواكبتهم ومتابعتهم لتقدم عمليات الإنقاذ وتشخيص للخسائر البشرية والمادية.

وتلا أعضاء البرلمان في الجلسة المخصصة لانتخاب رئيس هيئة الانتخابات الفاتحة على الضحايا، وتقدموا بالتعزية لأهاليهم، معربين عن أملهم في العثور على المفقودين.




وطالب البرلمان رئيس الحكومة، يوسف الشاهد، بعقد مجلس جهوي لفائدة المحافظات المنكوبة، لزيادة حجم الاعتمادات المرصودة للبنية التحتية، وتعويض المتضررين، بالإضافة إلى دفع التنمية الفلاحية والاقتصادية في الجهة.

وقال المتحدث باسم حزب مشروع تونس، النائب حسونة الناصفي، إن مطالب نواب قابس جوبهت بالتسويف من قبل رئيس الحكومة، إذ بحت حناجر أعضاء مجلس الشعب المطالبين بتحسين ظروف العمل، مشيراً إلى أن الشاهد يرفض استقبال النواب منذ أكثر من عام.

وقال الناصفي لـ"العربي الجديد" إن أصوات النواب المدافعة عن حقوق الجهة، يعتبرها المسؤولون في الحكومة مزايدات شعبوية، واليوم يتنافس الجميع في البكاء والعويل على الضحايا والمفقودين.




من جانب آخر، اعتبر النائب عن حزب النهضة، الحبيب خضر، مساعد رئيس البرلمان المكلف بالسلطة القضائية والهيئات الدستورية، أن ما حدث في قابس والمحافظات المجاورة كارثة وطنية تنبغي معالجتها بعمق وباستراتيجية واضحة، وليس كحادثة عرضية، والتعاطي مع المشاكل الحقيقية للجهة المتمثلة في البنية التحتية والتنمية وتدني مستوى العيش.

ورأى النائب عن حزب حراك تونس الإرادة، صبري بن دخيل، أن الجنوب التونسي منكوب بسبب التمييز السلبي وتركيز سياسة الدولة نحو جهات دون غيرها، مبيناً أن الكوارث الطبيعية التي أصابت قابس كشفت عن حجم المعاناة الحقيقية للمحافظات الجنوبية، محملاً الحكومة ونواب الائتلاف الحاكم المسؤولية.

وبيّن في تصريح لـ"العربي الجديد" أن البرلمان بصدد مناقشة موازنة الدولة للعام المقبل، لكن نواب الائتلاف الحاكم لن يدافعوا عن حق هذه الجهات المحرومة والمهمشة، والتي تعاني صعوبات هيكلية، لأن الأمر يقتصر على المزايدات التلفزيونية والإذاعية.

وتوجه رئيس الحكومة نهاية الأسبوع المنقضي مباشرة من القاهرة إلى مطار قابس، وعقد اجتماعاً باللجنة الجهوية لمجابهة الكوارث متابعاً الوضع في المنطقة. وأكد على السلطات الجهوية تكثيف الجهود لإنقاذ أرواح العباد، والإحاطة بالممتلكات والتجهيزات.



المساهمون