خبراء أتراك يخشون كارثة طبيعية

خبراء أتراك يخشون كارثة طبيعية

14 نوفمبر 2017
هزة ضربت البلاد في فبراير الماضي (محمت يافاس/ الأناضول)
+ الخط -
أعاد الزلزال الذي ضرب الحدود الإيرانية ــ العراقية مساء الأحد، وشعر بآثاره سكان بعض المناطق في السعودية والكويت وسورية، وراح ضحيته مئات القتلى وآلاف الجرحى، الخوف إلى سكان تركيا الواقعة في منطقة نشاط زلزالي.

وكان خبير الزلازل التركي، قدير سوتجو، قد حذر مع بداية الصيف الماضي، من زلزال وصفه بالمدمّر في مدينة إسطنبول، لافتاً إلى أن ارتفاع درجات الحرارة في أعماق البحر تنبئ بزلزال خلال شهر، وهذا ما رصده مركز قنديلي لرصد الزلازل. وقال إنّ مركز قنديلي قد لاحظ، من خلال الأبحاث الأخيرة، درجة حرارة غير معتادة في أعماق بحر مرمرة، ما يشير إلى احتمال وقوع زلزال مدمر في مدينة إسطنبول ومحيطها في نهاية شهر آب/ أغسطس أو سبتمبر/ أيلول الماضي.

إلّا أنّ السلطات التركية تؤكد أنه ما من زلزال مدمّر في إسطنبول أو منطقة إيجة خلال الفترة القريبة. وبحسب الأبحاث التي أجريت بعد زلزال عام 1999، يتوقع حدوث زلزال كبير في حوض بحر مرمرة من دون تحديد وقت.

وكان البروفيسور وخبير الزلازل أحمد أرجان قد أشار في تصريحات سابقة إلى احتمال حدوث زلازل خلال السنوات الثلاثين المقبلة، لكن ليس قبل عام 2033. ويرى مراقبون أنّ توقّعات سوتجو التي أعلنها في يوليو/ تموز الماضي لم تتحقّق في التوقيت، إلّا أنها مهمة ولا بد من التحسب لهذا الزلزال المقبل، خصوصاً بعد الزلزال الذي ضرب الساحل الجنوبي الغربي لمدينة بودروم الصيف الماضي، وبلغت قوته 6.7 درجة، واجتاحت على إثره موجات تسونامي فنادق عدة على شاطئ البحر على طول ساحل بحر إيجة.

من جهته، حذر أستاذ الهندسة الجيولوجية التركي، جلال شينغور، من أن الزلزال الذي ضرب السليمانية يوحي باحتمال أن تشهد مدينة إسطنبول زلزالاً بقوة زلزال السليمانية أو أكثر، حين قال: "هناك صدع زلزالي يمر من جنوب تركيا، وهذا الصدع يمتد من المملكة العربية السعودية باتجاه تركيا. وإن تذكرنا زلزال ليجة (في ولاية ديار بكر شرق تركيا)، فقد حصل هنا زلازل ركوبية، بسبب ركوب صفائح الأناضول على صفائح المنطقة العربية. وهذه رسالة واضحة لنا بأن الجزيرة العربية تتقدم تحت الأناضول، وعندها يؤدي ذلك إلى الضغط على الصدع الزلزالي في شمال الأناضول والصدع في جنوب الأناضول، حيث إن المنطقة الممتدة الواقعة شرق هذين الخطين هي منطقة رخوة وفيها وقع زلزال وان".

يضيف أن صدع الأناضول الشمالي شهد عدداً من الانكسارات ما أدى إلى زلازل. وهناك المنطقة الرخوة الموجودة جنوب مدينة أرزينجان، التي يمكن أن تشهد انكسارات في أي نقطة من نقاط الخط مرة أخرى. كما وقعت زلازل على طول هذا الخط (تتقدم غرباً)، بدءاً من زلزال أرزينجان في عام 1939، والرشيدية في عام 1941، وزلزال إبرا في عام 1942، ومنطقة بولو (غرب أنقرة)، وبعدها أدابازار في عام 1967، وزلزال فولوجوك وكايناشلي في عام 1999. لذلك، نتوقع أن يكون الزلزال المقبل في منطقة إسطنبول، على ألا تزيد شدّته على 7.6 على مقياس ريختر، بحسب توقعاتنا.



ويشير شينغور إلى أن الزلازل في المناطق الشرقية التركية الموجود على الصدع الزلزالي والذي يمر في منطقة قليلة الكثافة السكانية. لكن مرورها في إسطنبول قد ينتج عنه كارثة حقيقية بكل ما تعنيه الكلمة من معنى".

وشهدت تركيا عدداً كبيراً من الزلازل، وقد تركزت العام الحالي في منطقة بحر إيجة، ووصل عددها إلى 6 زلازل، خمسة منها في شهر فبراير/ شباط، والأخير في يوليو/ تموز الماضي.
إذاً، يخشى مواطنون حصول زلزال مدمر في منطقة مرمرة شمال غربي تركيا، ولا سيما مدينة إسطنبول ومحيطها، خصوصاً بعد التحذير من نشاط في منطقة بحر مرمرة، حيث وضعت تركيا 7 محطات رصد زلازل على طول خط الجزر الموجودة في بحر مرمرة بعمق 300 متر، إضافة إلى وضع حساسات تبعد عن بعضها مسافة 75 متراً، لتسجل أدنى حركة اهتزاز في البحر.

ويبلغ عدد محطات رصد الزلازل في تركيا 915 محطة منتشرة في عموم البلاد مهمتها رصد الزلازل وتحليلها. وأشارت بيانات مسجلة في عام 2017 إلى أن المناطق الغربية من تركيا قد شهدت خلال الأشهر السبعة الأولى من هذا العام 26 ألفاً و290 زلزالاً، إلا أنها كانت خفيفة ولم يشعر السكان بمعظمها، مقارنة بالهزة التي شهدتها منطقة أزمير التركية في 12 يونيو/ حزيران الجاري، بقوة 6.2 درجات على مقياس ريختر، وقد شعر بها سكان ولايتي إسطنبول وبورصة، فضلاً عن إزمير ومناطق بحر مرمرة.

ووضعت مؤسسة الكوارث والطوارئ العليا في تركيا خطة لتحديث خريطة أماكن الخطر للزلازل، ومشروع إدارة الأبنية ضد الزلازل لتشمل أماكن الخطر على مدى 40 عاماً. أيضاً، أعدت مؤسسة الكوارث والطوارئ العليا مشروعي "خريطة أماكن الخطر للزلازل" و"إدارة الأبنية ضد الزلازل" لجعل تركيا أكثر أماناً واستعداداً لمواجهتها. وتعمل المؤسسة على المشروع مع مجموعة من الخبراء والأكاديميين.

المساهمون