أكثر من 400 قتيل في زلزال الحدود العراقية الإيرانية

وأعلنت وزارة الصحة العراقية، اليوم الإثنين، عن مقتل 8 وإصابة 535 أخرين، وذكر المتحدث باسم الوزارة، سيف البدر، في بيان صحافي، أن الهزة الأرضية خلفت سبع وفيات في إقليم الشمال، وحالة وفاة واحدة في مستشفى "جلولاء العام"، في محافظة ديالى (شرق)، وأنه تم تسجيل إصابة 321 شخصا في إقليم الشمال، و170 حالة في ديالى، و44 حالة في محافظة كركوك (شمال).

وأضاف البدر، أن وزارة الصحة استنفرت كافة مؤسساتها وتتابع الموقف بالتواصل مع دوائر الصحة في العاصمة بغداد والمحافظات.

وفي إيران، قالت مديرية الكوارث إن عدد القتلى وصل إلى 395، كما وصل عدد الجرحى إلى 6050، وقال المتحدث باسم مديرية الكوارث، بهنام سعيدي، إن البحث مازال جارياً عن عشرات المحاصرين تحت الأنقاض، وفي لقاء مع التلفزيون الحكومي، صباح اليوم الإثنين، أضاف سعيدي أنّ أكثر من 140 سيارة إسعاف ومئات الطواقم الطبية توجهت إلى المناطق المنكوبة.

وتظهر الصور  من المناطق المنكوبة، وقوع أضرار مادية مهولة في بعض المناطق، خصوصاً في القرى. وأشار والى منطقة ثلاث بابا جاني، علي أكبر أكبري، إلى أنّ القرى المتضررة شهدت كثيراً من الدمار.

وبالإضافة إلى تضرر المنازل، أدت انهيارات جبلية إلى قطع الطريق الواصل بين كرمانشاه ومنطقة سربل ذهاب، وهو ما صعب مهمة إيصال المساعدات لبعض الوقت. كذلك، أعلنت مستشفيات محافظة كرمانشاه التي نقل إليها عدد كبير من المصابين من المناطق القروية والأقرب إلى الحدود العراقية، حاجتها للتبرع بالدم.

وأعلنت كرمانشاه الحداد ثلاثة أيام على الضحايا، كما أقرت السلطات تعطيل كافة المدارس في تلك المحافظة وفي المناطق التي تعرضت للزلزال بشدة، ومنها قصر شيرين وسربل ذهاب ومناطق من إيلام التي تشير بعض التقارير إلى تضررها بشدة.

وفي مستهل جلسة برلمانية عقدت صباح اليوم أيضاً، قال رئيس مجلس الشورى الإسلامي علي لاريجاني إنّه من الضروري أن يقدم المواطنون الإيرانيون يد العون لإيصال المساعدات للمنكوبين، مشيراً إلى إرسال نواب من لجنتين برلمانيتين إلى المناطق المتضررة لتفقد الأوضاع.

أما وزير الداخلية عبد الرضا رحماني فضلي، فعقد اجتماعاً طارئاً مع المعنيين في مؤسسات الإغاثة، موجهاً رسالة إلى الحرس الثوري والجيش للمشاركة في عمليات الإنقاذ. وبدأت مروحيات بالتحليق في سماء المناطق المتضررة منذ ساعات الصباح الأولى، لتفقد المناطق النائية، وحصد الأضرار.

كرمانشاه أكثر الأقاليم تضرراً بزلزال إيران (بوريا باكيزه/فرانس برس)

وعاش سكان مناطق غرب إيران ليلة طويلة، شعروا خلالها بعدة هزات ارتدادية تفاوتت قوتها ومنها ما زاد على أربع درجات على مقياس ريختر، وبالرغم من عودة التيار الكهربائي إلى بعض المناطق، ما زال مقطوعاً عن مناطق ثانية. وفضل المواطنون قضاء ليلتهم في العراء خشية من وقوع زلزال ثانٍ.

وذكرت وكالات إيرانية الليلة الماضية أنّ سبعين ألف نسمة في حاجة ماسة إلى خيم للإيواء. وأشارت وكالة مهر إلى قلة عدد الخيم التي قدمتها فرق الإنقاذ في الليلة الماضية.

وبحسب المرصد الجيولوجي الأميركي فقد وقع الزلزال على بعد 32 كيلومتراً جنوب غرب مدينة حلبجة في العراق بعمق 33.9 كيلومتراً في منطقة جبلية محاذية لإيران، فشعرت كلّ المناطق الممتدة على الخط من شمال غرب إيران إلى جنوب غربها بالزلزال. وتبادلت بعض المواقع صوراً لمبانٍ تشققت أو تهدمت من مناطق أذربيجان الغربية، أذربيجان الشرقية، خوزستان وكرمانشاه.

وأعلنت محافظات السليمانية وحلبجة وبلدات أخرى شمال العراق عن تعطيل الدوام الرسمي اليوم، بهدف تسهيل حركة أفراد الأمن والدفاع المدني، ووجود مخاوف من هزات ارتدادية جديدة قد تحدث اليوم.

وقال المتحدث باسم وزارة الداخلية العراقية العميد سعد معن في بيان صحافي "إنّ 328 شخصاً غالبيتهم من مناطق إقليم كردستان قتلوا وأصيبوا، جراء الزلزال الذي ضرب مناطق واسعة من البلاد.

عراقيون بالسليمانية يبحثون تحت الأنقاض (فيريك فيريسك/الأناضول)

وفي السياق، أفاد مراسل "العربي الجديد" في بغداد، ليل أمس، بأنّ قوات الأمن والدفاع المدني في العاصمة وعدد من مدن البلاد، طلبت من السكان عبر مكبّرات الصوت الابتعاد عن المباني المرتفعة، وعدم استخدام المصاعد.

وتضرّرت مواقع أثرية وتاريخية قديمة في عدد من المدن العراقية، في حين أنّ مآذن عدّة سقطت وتهدمت بيوت طينية في قرى على الحدود مع إيران، وكذلك في مناطق على الحدود العراقية الكويتية.

وقال مواطنون بالكويت والسعودية إنّهم شعروا بالزلزال من دون أن يسبب أية أضرار. كما شعر السكان في جنوب شرقي تركيا، على الحدود الإيرانية العراقية، بالزلزال، من دون ورود تقارير فورية عن تسجيل ضحايا أو أضرار كبيرة داخل الأراضي التركية.