التخصص الدراسي الجامعي يحيّر طلاب الداخل الفلسطيني

التخصص الدراسي الجامعي يحيّر طلاب الداخل الفلسطيني

01 نوفمبر 2017
أهمية اختيار التخصص المناسب للطالب (عباس موماني/Getty)
+ الخط -


يتخبط العديد من الطلاب بعد المرحلة الثانوية في اختيار التخصص الدراسي الجامعي الذي قد يفتح أمامهم آفاقاً لمهنة المستقبل، ويقع الكثيرون فريسة الحيرة بين قدراتهم وطموحاتهم وبين تلبية رغبات الأهل.

وفي هذا السياق، حاولت محاضرة "موضوع التعليم الجامعي بين رغبات الأهل وقدرات الأبناء"، مقاربة كل الإشكاليات، وتوجيه الأهل إلى دعم أبنائهم وإرشادهم للخيارت التعليمية المتاحة وملاءمتها مع سوق العمل، وذلك انطلاقا من إحصائيات توضح أن ثلاثين بالمائة من الطلاب العرب من فلسطينيي الداخل يغيرون مسار التعليم وموضوع الدراسة في السنة الأولى.

ويقول الأخصائي في علم النفس د. مروان دويري، لـ"العربي الجديد": "أولا على الطالب أن يعرف نفسه جيداً ويحدد بالضبط اختياره الدراسي ليتمكن من المواكبة والتحصيل العلمي وهو راض، ودون أن يشعر بأنه كان ضحية اختيار فرضه عليه الأهل، أو أنه التجأ إليه بضغط من أحد، فهذا العبء النفسي سيجعل جهده مشتتا، ومن جهة ثانية فإن اختيار التخصص يفرض على الطالب الإلمام بالمساقات والاتجاهات المفتوحة للدراسة وما مدى ملاءمتها مع سوق الشغل، حتى يدرس وفق خطة محددة الأهداف ولا يشعر بالندم أو التراجع".

ويوضح دويري أهمية دور الأهل في اختيار الطالب قائلا: "ينبغي أن يكون الدور إيجابيا عن طريق الحوار والمشاركة وعرض الخيارات المتاحة والآفاق الممكنة أمامه، وهو يختار أي التجارب سيسلك"، ويشير المتحدث إلى أن تغيير الاختيار لا يعني فشل الطالب، وهنا على أسرته تشجيعه على التغيير وخوض تجربة جديدة يبحث من خلالها عن التميز والنجاح.

ويقول "اختيار التخصص الجامعي لا يكون دائما صائبا وإن اختاره الطالب عن قناعة، فقد يكتشف عدم قدرته على الاستمرار فيه، لذلك يجب إبقاء باب إعادة النظر مفتوحا".

وهو الرأي نفسه الذي تؤيده المستشارة التنظيمية وعضو إدارة متطوّعة في جمعية التوجيه الدراسي عبير بخيت، في تصريحها لـ"العربي الجديد": "أومن بأهمية حق الطلاب في اختيار مهنتهم المُستقبلية التي يضمنها التوجيه والتخصص الدراسي المناسب، وأيضًا دور الأهل في توجيه الأبناء، وذلك عبر مجموعة من الآليّات التي قد تُساعدهُم وأيضا بأسلوب حواري وناجع يُتيح للأبناء (الطلاب) تحقيق ذاتهم وأحلامهم بالتلاؤم مع قُدراتهم وميولاتهم".  

وتوجّه المستشارة بخيت نصيحة لجميع الطلاب بأن يختاروا المجال الأقرب إلى قلوبهم ومُيولهم، "الذي يثير لديهم الفضول للتعمّق به، والشعور بالرغبة في ممارسته في المُستقبل". مشيرة إلى أن "الإنسان السعيد في عمله هو إنسان ناجح في مهنته وسوف يُبدع ويتميّز بها".

ولضمان توجيه دراسي سليم يطرد الحيرة عن الطلاب، تسهر سماهر نجار، مستشارة تربوية، على مشروع "التوجيه الدراسي في جمعية التوجيه بحيفا"، وتقول لـ"العربي الجديد": "نعمل ضمن المشروع على التوجيه الدراسي لطلاب المدارس وأيضا مع طلاب الجامعات في السنة الأولى حتى نحافظ على عدم تسربهم من الجامعات، كما نشتغل على (مشروع الأهل)، الذي ينصب على محاورة أهالي الطلاب وتمكينهم من آليات وأدوات التعامل مع أبنائهم في مسألة مصيرية كالتوجيه"، مشيرة إلى الدور الكبير الذي يلعبه الأهل في قرار اختيار مهنة المستقبل لأبنائهم، "أحيانا بشكل معلن وأحيانا أخرى عبر توجيهاتهم والاستفادة من التجارب السابقة".

وتبرز كيف تعمل الجمعية منذ ثلاث سنوات ضمن دورات مع ذوي الطلاب، من أجل هذه القضية لمساعدة ومرافقة أبنائهم ومساعدتهم لاختيار المسار التعليمي المناسب والمهن الملائمة لهم.