أهالي دير الزور يهيمون في البراري هربا من القصف

أهالي دير الزور يهيمون في البراري هربا من القصف

09 أكتوبر 2017
نازحون من دير الزور هربا من الموت (العربي الجديد)
+ الخط -

يهيم المئات من أهالي دير الزور على وجوههم في الصحراء، علهم ينجون بأطفالهم من القصف الذي لا يميز بين المدنيين ومقاتلي تنظيم الدولة "داعش"، في ظل أوضاع إنسانية كارثية، حيث تغيب المساعدات الإنسانية، ولا توجد خطط إجلاء للنازحين، ما يوقعهم فريسة سهلة لخداع المهربين، أو التيه في البراري دون ماء أو طعام.

وقال الإعلامي عامر هويدي، وهو من دير الزور، لـ"العربي الجديد"، إن "عدد النازحين منذ شهر سبتمبر/أيلول الماضي، يقدر بأكثر من 180 ألف مدني، حسب منظمة الهجرة الدولية، وهم نازحون داخل وخارج محافظة دير الزور".
وأضاف هويدي، أن "من يستطيع الفرار إلى أطراف البادية يكون محظوظاً، فقد ينجو بروحه، والبعض يخاطرون ويتابعون السير على أقدامهم إلى مناطق سيطرة قوات سورية الديمقراطية (قسد) بعد تجاوز حقول الألغام، رغم خطر الوقوع بأيدي عناصر داعش الذين يلاحقون المدنيين الفارين من مناطق سيطرتهم".

وأوضح أن "هناك نازحين يصلون إلى مخيمات الإيواء في الحسكة، والواقعة تحت سيطرة قسد، وهي مخيمات يعتبرها الأهالي بمثابة معسكرات عقاب جماعي أو سجن كبير، لأن إدارة المخيمات تحتجزهم داخلها، وتصادر أوراقهم الثبوتية، ولا يحصل النازح على حقوقه أو مساعداته الغذائية إلا بدفع أموال لسماسرة، أو لعناصر (قسد) لتسهيل خروجهم من المخيمات باتجاه الحسكة، أو الفرار وغض الطرف عنهم".
وبين هويدي، أن "هناك عمليات نصب على المدنيين من قبل المهربين، وقد وثقنا سابقا قيام أحد المهربين بالنصب على نساء من دير الزور، حيث أقنعهم بتهريبهم ثم تركهم بالصحراء، وبعد 3 أيام وجدوا وقد فارقوا الحياة".




وقال الناشط الإعلامي أبو خالد الديري، وهو من أبناء دير الزور، لـ"العربي الجديد"، إن "وضع الأهالي الكارثي لا يمكن التعبير عنه بالكلمات، الأطفال والنساء في البراري لا يعرفون أين يتجهون، وهناك نزوح جماعي من الريف الشرقي بالآلاف يوميا، وكل المناطق تكاد تكون خالية من المدنيين، إلا من عدد قليل من العائلات المعدمة التي اختارت أن تبقى في منازلها بانتظار الموت".
وأضاف "لا وجهة محددة للنازحين. المهم الابتعاد قدر الإمكان عن القصف، فتجد من يتجه إلى مناطق (قسد)، وهناك من يتجه إلى البادية أملا في الوصول إلى الحدود الأردنية، رغم طول المسافة، ومنهم من يستقل السيارات إن كان يملك واحدة أو يملك المال لدفع إيجارها، وهناك من يتوه في البراري ولا يعلم مصيره، وإن كان المرجح موتهم من العطش والجوع".

وقدر الديري، "عدد النازحين خلال الـ48 ساعة الماضية، بأكثر من 10 آلاف مدني"، مبينا أن "الأهالي يجدون صعوبة في اجتياز النهر جراء استهداف الطيران الحربي لعبّارات النقل النهري. ما تبقى من عبارات عدده قليل، وعملية النقل تتم ببطء شديد، حيث ينتظر الناس بعيدا عن العبارة حتى لا يكونوا هدفا للطيران، وحين يسمح لهم بالاقتراب والركوب، تظل أعينهم ترقب السماء، فبأي لحظة قد يسقط صاروخ يودي بحياتهم جميعا".

وأفادت معلومات متفرقة بأن عشرات آلاف الناجين من دير الزور وصلوا إلى مناطق الحسكة وريف الرقة وإدلب، في ظل أوضاع إنسانية سيئة، حيث إن الأعداد تفوق ضعف الإمكانات المتاحة للاستقبال، في حين يتوقع أن تزيد أعداد النازحين خلال الأيام القادمة مع استمرار العمليات العسكرية باتجاه الريف الشرقي.

​​​​​​