بريطانيا تتحرّك لمنع الهجمات الحمضية

بريطانيا تتحرّك لمنع الهجمات الحمضية

08 أكتوبر 2017
تظاهرة تطالب بتصنيف المواد الحمضية كأسلحة خطرة(نيكلاس هالين/فرانس برس)
+ الخط -
شهد عام 2017 ارتفاعاً مقلقاً في عدد الهجمات بمواد حمضيّة في بريطانيا بشكل عام، والعاصمة لندن بشكل خاص، ما دفع وزارة الداخليّة إلى اتّخاذ إجراءات تحظر بيع هذه المواد لأشخاص دون الثامنة عشرة من العمر، ومنع الفئة نفسها من شراء السكاكين من خلال الإنترنت. وتؤكّد أنّ هذه الإجراءات ستكون جزءاً من تغييرات تشريعية تتعلّق بالأسلحة الهجومية. وتُشير الخطط التي كشفت عنها وزيرة الداخلية أمبر رود، إلى تصميم الحكومة على القضاء على جرائم العنف الخطيرة، وقد زادت نسبتها من خلال استخدام السكاكين والأسلحة النارية والمواد الحمضية.

ومن بين التدابير التي ستناقشها الحكومة، الحدّ من بيع السكاكين من خلال الإنترنت، ومنع تسليمها إلى عنوان سكن خاص، واشتراط استلامها من مكان معيّن وموثوق. وفي بداية عام 2018، يُفترض نشر استراتيجية جديدة حول العنف، بهدف زيادة نسبة السلامة العامة في البلاد ومنع الاعتداءات العنيفة.

ويتعين على الشركات التى تبيع حمض الكبريتيك أن تخطر الشرطة في حال السرقة، أو ضياع كميات من الحمض، لكن القانون الجديد سيعني أن أي شخص يريد بيع الحمض أعلى من تركيز معين يجب أن يحصل على رخصة من وزارة الداخلية.

ويقول دانيال أوبراين، من مكتب إعلام وزارة الداخلية، لـ"العربي الجديد"، رداً على سؤال عن جنسيّة الضحايا والمهاجمين، إنّ وزارة الداخلية لا تنشر هذه المعلومات. وعن العقوبة التي قد تواجه كل من يحمل هذه المواد المحظورة، يوضح أن هناك سعياً "لإشراك الجمهور في قرارات كبيرة تؤثّر على العامّة أكثر من القرارات العادية التي يتعيّن على الحكومة اتخاذها".

وفي ما يتعلّق بالبيانات المتعلّقة بهذه الجرائم، يوضح أوبراين أن وزارة الداخلية نشرت موضوعاً حول هذا الأمر، جاء فيه أنّ حيازة مادة مسببة للتآكل في الأماكن العامة من دون سبب وجيه أو قانوني، تحمّل صاحبها مسؤولية تفسير سبب قيامه بذلك. وهناك سعي إلى إدراج حمض الكبريتيك في قائمة المواد الممنوعة.


وفي إطار خطّة العمل، سيكون هناك استعراض لتوجيهات النيابة العامة للتأكّد من أنّ المواد الحمضية وغيرها من المواد المسبّبة للتآكل يمكن تصنيفها كأسلحة خطيرة.

وتظهر أرقام مجلس قيادة الشرطة الوطنية أنّ أكثر من 400 هجوم بالمواد الحمضية أو المسببة للتآكل وقعت خلال مدة ستة أشهر حتى إبريل/ نيسان من عام 2017. وتظهر أنّ أكثر المواد التي تستخدم هي الأمونيا والحمض والكلورين.

وكانت لندن المنطقة الأكثر سخونة لناحية نسبة الهجمات بمواد حمضية خلال السنوات الأخيرة، إذ إن أكثر من نصف الاعتداءات وقعت في لندن. وزادت نسبة هذه الجرائم من أقلّ من 200 في عام 2014 إلى 431 في عام 2016، علماً أن شرطة سكوتلاند يارد تركّز على أجزاء محدّدة من المدينة.

في 21 يونيو/ حزيران الماضي، عانت الباكستانية رشام خان (21 عاماً)، وابن عمها جميل مختار (37 عاماً)، من إصابات بالغة نتيجة إلقاء أحد المهاجمين الحمض عليهما عبر نافذة سيارتهما في حي نيوهام في لندن، بحسب تقرير لصحيفة "الإندبندنت" البريطانية.

واعتقلت الشرطة صبياً (16 عاماً)، في 13 يوليو/ تموز الماضي، بعد اتهامه باستخدام الحمض ضد آخرين في جميع أنحاء لندن. وتعرّض راكب درّاجة نارية إلى إصابة من جراء الحمض، بعدما فشل مرتكب الأمر في سرقة دراجته.

وفي 23 سبتمبر/ أيلول الماضي، أصيب ستة أشخاص في هجوم بالحمض في تراتفورد، وألقي القبض على صبي يبلغ من العمر 15 عاماً.

وفي وقت سابق، أعلنت الشرطة البريطانية أن هذه المادة استخدمت في محاولة تفجير قطار مكتظ بالركاب الشهر الماضي، ما أسفر عن إصابة 30 شخصاً.

نيوهام وتاور هامليتس
يعد نيوهام وتاور هامليتس من بين أحياء العاصمة البريطانية لندن الأكثر تعرُّضاً لهجمات بمواد حمضية، بحسب صحيفة "الإندبندنت" البريطانية. وأشارت شرطة لندن في مارس/ آذار الماضي، إلى أن نيوهام هو أكثر أحياء لندن تسجيلاً لهجمات بمواد حمضية، بواقع 398 حادثاً ما بين عامي 2011 و2016. وسجَّل حي تاور هامليتس ثالث أكبر رقم، بواقع 84 حادثاً في الفترة نفسها.