لماذا فاز النيجيري زانا مصطفى بجائزة نانسن للاجئين؟

لماذا فاز النيجيري زانا مصطفى بجائزة نانسن للاجئين؟

04 أكتوبر 2017
المدافع عن حقوق الأطفال زانا مصطفى(تويتر)
+ الخط -
تسلم النيجري زانا مصطفى جائزة نانسن لعام 2017، في حفل التكريم السنوي الذي تنظمه المفوضية العليا للاجئين في مقر الأمم المتحدة بجنيف، تقديراً لجهوده في دعم حقوق الأطفال النازحين في الحصول على التعليم في شمال شرق نيجيريا.


وسلًم المفوض فيليبو غراندي، مساء الإثنين الماضي، الجائزة لمصطفى تقديراً للعمل الإنساني الجبار الذي قام به خدمةً للنازحين واللاجئين على حد سواء في نيجيريا.


وتمنح المفوضية هذه الجائزة سنوياً لشخص أو مجموعة أو منظمة إنسانية عرفاناً لهم لجهودهم وتفانيهم في خدمة قضايا اللجوء.


وأوضحت مفوضية اللاجئين في بيان لها، أن "جهود مصطفى لم تتوقف عند العمل الإنساني بل تعدتها لمحاولاته إحلال السلام في شمال شرق نيجيريا، كما أظهر تفانياً منقطع النظير في خدمة الأطفال واليتامى من الذين تضرروا جرّاء النزاع القائم في منطقة بورنو، وذلك من خلال تأسيسه لمدرسة تضمن لهم حق الدراسة والتعليم مع تبرعه بأراض واسعة لصالح 800 عائلة نازحة، وتشييده مضخة لمياه الري وتوفيره المأوى لهؤلاء النازحين".


وقال غراندي في خطاب ألقاه خلال الحفل: "عند حدوث أزمات لجوء أو نزوح هناك أشخاص لا يستجيبون لتلك الأزمات بالكلمات، بل يستجيبون بالأفعال، وزانا مصطفى هو واحد من هؤلاء الأشخاص".


وأضاف: "إننا نقدر إنجازات زانا مصطفى، رجل الشجاعة والسلام. تحلى بالشجاعة لبناء مدرسة ولتوفير التعليم للأطفال المتضررين من العنف. إنه الشخص المناسب للفوز بجائزة نانسن لهذا العام".




وشكر زانا مصطفى جميع المعلمين والأرامل الذين عمل معهم وأشاد بطلاب مدارسه، قائلاً: "لم أكن أحلم أن أرى هؤلاء الأطفال وهم يتقدمون في هذه الفترة المتخبطة من حياتهم".


وأضاف: "عندما أنظر إلى وجوه الأطفال أرى العزيمة والاستقرار. لسنا في رحلة لنكون على الطريق نفسه ولكننا فى رحلة لفهم خلافاتنا والتغلب على محنتنا. ويمكننا تحقيق ذلك بالتعليم. هناك الكثير من الأطفال في مناطق النزاع غير قادرين على الذهاب إلى المدرسة. وأوضحنا ما هو ممكن".







يتلقى التلاميذ في مدرستي مصطفى المعروفتين باسم براعة المستقبل الأولى والثانية، وجبةً واحدةً على الأقل في اليوم، نظراً لأن العديد من الأطفال يصلون إلى المدرسة جائعين. ويأتي التلاميذ من كل أطراف النزاع. ويتعلّم الأطفال الذين يشتبه بأن آباءهم من مقاتلي بوكو حرام إلى جانب أولئك الذين ينتمي آباؤهم إلى الأجهزة الأمنية، وتجد المسلمين مع المسيحيين.


قال المحامي زانا مصطفى في مقابلة مع المفوضية: "يحتاج كل شخص هنا إلى شريان حياة، إلى فرصة جديدة في الحياة. بطريقة أو بأُخرى، الجميع هنا ضحية هذا التمرد الرهيب"، موضحاً سبب فكرته في إنشاء المدرسة والمشروع المرافق لها الذي أسسه للأرامل من خلال مؤسسة براعة المستقبل الإسلامية في عام 2007.



بعض طلبة مدرستيْه وصلوا إلى المرحلة الجامعية (تويتر) 


وأضاف مصطفى: "لا يمكن لأي طفل أنّ يتعلم وهو جائع. علينا أن نقدم كل شيء، بما في ذلك الزي المدرسي، ولكن بفضل العديد من داعمينا، تمكنّا من القيام بذلك". وأعرب عن أمله بـ"أن تنقلنا هذه الجائزة إلى مرحلة أُخرى وأن تساعدنا على تقديم المنح لمتابعة التعليم. العديد من تلاميذ الأعوام السابقة على استعداد الآن للذهاب إلى الكلية أو الجامعة، وعلينا أن نجد طريقةً لتمويل ذلك".


بدأ زانا مصطفى عمله الإنساني مع 36 طفلة في سن الدراسة، ومَنحهن فرصة للتعليم في المدرسة التي شيّدها في عام 2007، وهُنّ الآن في طريقهن للالتحاق بمقاعد الدراسة في الجامعة. ومكّن مصطفى العائلات النازحة الـ800 التي ساعدها من توفير احتياجاتها بنفسها دون الاعتماد على المساعدات الإنسانية، وهم الآن يعملون ويسوقون منتجاتهم في الأسواق المحلية.


يعتبر مصطفى من المدافعين عن حقوق الأطفال النازحين جرّاء أعمال العنف شمال شرق نيجيريا في الحصول على حق التعليم بالتساوي من دون تمييز على أي أساسٍ كان، حيث أسس مدرسة منذ عشر سنوات في مايدوغوري، عاصمة ولاية بورنو، والتي ظلت تزاول عملها حتى مع اشتداد أعمال العنف التي شهدتها المنطقة والتي راح ضحيتها ما يقارب عشرين ألف شخص وأدّت لنزوح الملايين.


وتقدم هذه المدرسة فرصة التعليم المجاني للطلاب ووجبات مجانية، كما تزودهم بالزي المدرسي بالإضافة إلى الرعاية الصحية. كما تستقبل المدرسة الأيتام الذين ينتمون لعائلات من كلا طرفي النزاع كخطوة يأمل مصطفى أن تُساعد على خلق روح التسامح بين الأطراف المتنازعة.




تضم جائزة نانسن للاجئين ميدالية تذكارية، وهي ميدالية نانسن، وجائزة مالية قدرها 100 ألف دولار أميركي تقدمها حكومتا النرويج وسويسرا لدعم مشروع لفائدة المُهّجرين قسراً بالتنسيق مع مفوضية شوؤن اللاجئين، بالتعاون مع المجلس النرويجي للاجئين ومؤسسة إيكيا السويدية.


وجاءت تسمية هذه الجائزة نسبةً إلى فريتيوف نانسن، رجل الدولة النرويجي والذي عُيّن كأول مفوض سام للاجئين في عصبة الأمم آنذاك. وحقق نانسن في إطار عمله كمفوض سام خطوات معتبرة في إيصال صوت المُهّجرين قسراً إلى المحافل الدولية، وتكللت مساعيه بالمصادقة في جنيف على ما عُرف في ذلك الوقت بجواز نانسن والصليب الأحمر سنة 1922 والذي تمكن بموجبه المُهّجرون قسراً من الحصول على وثائق إثبات الهوية. وعلى أثر ذلك، حصل نانسن على شهادة نوبل للسلام في العام ذاته.



(العربي الجديد)



المساهمون