هكذا تجري محاكمات النظام السوري لـ"الإرهاب": سجن حمص نموذجاً

هكذا تجري محاكمات النظام السوري لـ"الإرهاب": سجن حمص نموذجاً

04 أكتوبر 2017
معتقلون في السجون السورية (الشبكة السورية لحقوق الإنسان)
+ الخط -
أصدرت "محكمة الإرهاب" التابعة للنظام السوري، خلال اليومين الماضيين، أحكاماً بالسجن على نحو 400 معتقل في سجن حمص المركزي وسط سورية، في ظل توقعات، أن تصدر أحكام مماثلة على معتقلين في سجن حماة المركزي خلال الفترة المقبلة.

وتعكس جلسات المحاكمة التي جرت في سجن حمص، نموذجاً عن محاكمات ما يعرف بقضايا "الإرهاب" داخل سجون النظام، حيث قتل آلاف المعتقلين بالتعذيب. 

وقال رئيس الهيئة السورية للأسرى والمعتقلين، المحامي فهد الموسى، لـ"العربي الجديد"، إنه "خلافاً لكل الأعراف والتشريعات القضائية المحلية والدولية، قامت ما تسمى محكمة الإرهاب بعقد جلسات محاكمة للمعتقلين في سجن حمص المركزي، وكانت المحاكمات تجري في مكتب مدير السجن وليس في مقر المحكمة".
وأوضح أن "المحاكمات التي جرت خلال اليومين الماضيين تمت بوجود هيئتين قضائيتين، الأولى برئاسة القاضي غازي الصلح، والثانية برئاسة القاضي عماد خانكان، وعملتا بشكل متواصل لمدة 12 ساعة داخل السجن على محاكمة 400 موقوف، وقضت بالسجن لمدة 15 عاماً على حوالى 200 معتقل، ومن ثم جرى تخفيضها إلى ست سنوات وثمانية أشهر، فضلاً عن الغرامات المالية".

وأشار الموسى إلى أنه "تم إصدار قرار اتهام من قاضي التحقيق بحق خمسين معتقلاً موقوفين منذ عام 2013 دون التحقيق معهم، وإحالتهم إلى محكمة الإرهاب، كما قررت المحكمة إطلاق سراح 10 معتقلين، أغلبهم كانوا موقوفين منذ ست سنوات".
ووصف المحامي السوري المحاكمات أنها "محاكمات شكلية. لا يمكن لمحكمة النظر خلال 12 ساعة بملفات مئات المعتقلين. هذا يؤكد أن الأحكام كانت جاهزة مسبقاً. كما أنه من غير المقبول وفق التشريعات والأنظمة القضائية المحلية والدولية أن تعقد محاكمات خارج مبنى المحكمة، فما بالك أن تعقد داخل السجن، ما يعني عدم تطبيق المبادئ القضائية، وعدم وجود محامين، أو مرافعات أو جمهور من العامة لمراقبة المحاكمات وفق مبدأ علانية المحاكمة".

ويرى الموسى، أن الهدف من مثل هذه المحاكمات هو "التغطية على اعتقال 350 ألف معتقل، وتبرير تغييب 150 ألف مفقود. أغلب الظن أنه تم تصفية المفقودين، وربما لإيصال رسالة مخادعة إلى الرأي العام الدولي، أن المعتقلين تتم محاكمتهم، وأنهم موجودون في سجون مدنية، في حين أن الموجودين في السجون المدنية جزء بسيط من الأعداد الحقيقية للمعتقلين في السجون السرية والأفرع الأمنية".

وكانت "الشبكة السورية لحقوق الإنسان" وثقت في تقرير لها قبل أيام، مقتل 34 معتقلًا في سجون النظام السوري تحت التعذيب خلال شهر يوليو/تموز الماضي، وقال التقرير إن 195 شخصًا قتلوا تحت التعذيب على يد الأطراف الرئيسية الفاعلة في سورية، أغلبهم في سجون النظام.

شاهد الفيديو المرفق حول وسائل التعذيب:


ووفق آخر تقرير سنوي للشبكة نشرته في يونيو/حزيران 2016، بعنوان "لابد من إنقاذ بقية المعتقلين"، بلغ عدد الضحايا تحت التعذيب حينها 12679 شخصًا، بينهم 163 طفلًا و53 امرأة.

تعرّف إلى خارطة السجون الظلامية للنظام في هذا الفيديو:



وتقول المعارضة السورية التي شاركت في اجتماعات "أستانة 6" إنها حصلت على وعد من المبعوث الروسي إلى سورية، ألكسندر لافرينتييف، بفتح ملف المعتقلين في سجون النظام خلال زيارته المقبلة إلى دمشق.